أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - أيُ الوصفات تفيد؟














المزيد.....

أيُ الوصفات تفيد؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



ثمة دعوات كثيرة طفحت على السطح في الماضي القريب، ولاسيما مع سطوع نجم المحافظين الجدد الألتر-نيو ليبراليين، والداعية بمجملها للأخذ وتبني الاقتصاد الليبرالي، وإصلاح اقتصادات "الدول المتعثرة" تاريخياً، وفق وصفة صندوق النقد والبنك الدولي واقتصاد السوق، أو السوء، ولا فرق، وهي فعلياً، الأذرع العملية الضاربة للإيديولوجية النيوليبرالية، واعتبار النموذج الغربي الليبرالي الحل الناجع والدواء الشافي لأمراض الدول النامية المزمنة والمستعصية.

ومن هنا، فقد أخذت الكثير من الجماعات السياسية، وتبنت أحزاب معارضة وتنظيمات وتكتلات وتجمعات سياسية وشخصيات فكرية وسياسية مستقلة ومتحزّبة، في المنطقة، هذا الخطاب الليبرالي، واعتبرته مرجعاً إيديولوجياً لها، وموجهاً لعملها، ومحرضاً لتحركها، وانضوت تلقائياً تحت تلك الرايات النيوليبرالية اعتقاداُ منها أنها الترياق لرزمة لعلل المزمنة اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، التي تعاني منها بلدانها. وقد ترافق ذلك، كله، مع تحولات بنيوية وهيكلية جذرية في التركيبة الإيديولوجية لتلك الجماعات والأحزاب والتنظيمات، وشهدنا تداخلاً وغموضاً إيديولوجياً في بنية بعض التنظيمات ذات الوجه الإيديولوجي المعروف، وبات من الصعوبة التمييز، أحياناً، بين الماركسي، والقومي، واليميني، واليساري، أوالمحافظ، والليبرالي والرجعي الأصولي. وأصبح الخطاب، أو بشكل أدق، "التقريع" النيوليبرالي، تحصيل حاصل ولازمة طبيعية في خطاب ما سمي في حينه جماعات الإصلاح والديمقراطية، باتت تسمعنا إياه على الطالعة والنازلة، ومن سبب ومن غير سبب، وهي التي كانت تتلقى دعماً كبيراً من الغرب، وبنت أحلاماً واسعة وفضفاضة لذلك، وعقدت لذلك الندوات، والتأمت المؤتمرات وأقيمت العراضات والاستعراضات للاحتفاء، وتبيان فوائد، وأهمية، وضرورة تناول ذاك الترياق.

ولكن وكما يقال فـ" الحلو ما يكملش"، وسرعان ما شهدنا تحولاً دراماتيكياً وبنيوياً جوهرياً على جبهتي الديمقراطية والإصلاح كبح جماح وشبق التغيير السياسي والاقتصادي، على حد سواء، بعد أن هوت الرأسمالية النيوليبرالية، وظهرت عيوبها البنيوية الكارثية وانهارت هياكلها الاقتصادية المختلفة كالبنوك والبورصات والكارتلات والشركات العابرة للقارات بذاك الشكل المفجع الحزين، جالبة معها أسوأ الكوارث الاقتصادية الشاملة التي حلـّت على الشعوب والأفراد والأمم. وباتت، اليوم، في الواقع، الدعوة للالتحاق بذاك النمط الاقتصادي هي عبارة عن محض دعوة حقيقية، للانتحار الاقتصادي، ما يعني، أوتوماتيكياً، انتحاراً، ونهاية، على الصعيد السياسي، ومن ثم الاجتماعي، بالطبع،. ولذا تراجعت، اليوم، وتبدو الدعوات للأخذ بتلك الأنماط الإصلاحية والاقتصادية خجولة جداً. وبتنا، بالكاد نسمع عنها، بعد أن كانت تلعلع مدوية في سماء المنطقة، وانزوى شخوصها، وابتعدوا إلى الظل، بعد أن تبوؤوا مراكز ريادية وإعلامية بارزة، وصلت حد النجومية، ذات يوم في فضاء المنطقة السياسي.

وتلوح، اليوم، صورة مؤلمة ومحبطة، قاتمة وشديدة السواد، وتمكن صياغتها على النحو التالي، إذا كانت تلك التجارب الأممية "الناجحة" ذات يوم، غير قادرة، ولا تشكل أية ضمانة، وربما غير مؤهلة للنهوض باقتصادات بلدانها، بالذات، بعد أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم من وضع لا تحسد عليه، البتة، وقد جرت المآسي والويلات، وهي التي تملك البنية التحية المؤهلة لذلك، فكيف ستنفع وصفاتها العلاجية التلقينية مع بلدان أخرى، تفتقر، بالمطلق، لأبسط مقومات البنى التحتية المطلوبة للانطلاق بالاقتصادات نحو غاياتها الصحية المنشودة، وإذا فشلت، هناك، فكيف ستنفع هنا، وقد هوت على تلك الشاكلة والنحو المريع؟

وعلى الجبهة المقابلة، فقد فشلت، أيضاً، وانتهت تجارب الاقتصاد "المحافظ"، أو الموجه، إلى ذلك الشكل المتواضع والحزين، أيضاً، والذي كان ما يسمى بالاقتصاد الموجه ذي المرجعية الاشتراكية التقليدية دليلها ومرشدها، عاجزاً وغير قادر بوضعها الحالي، وبما يملك من أدوات وآليات تقليدية ومترهلة، على النهوض وتحقيق أي قدر من التمنية.

وهنا، قد لا تتوقف مرارات الأسئلة المؤرقة، ولا تنفك عن الطرق المديد في لحظات من الشرود الطويل والتأمل العقيم. فماذا سيقول اليوم لنا منظرو الليبرالية والاقتصاد بعد صمتهم المريب هذا،وسبحان من أسكتهم، إذا كان الاقتصاد الموجه يؤدي إلى عجز وتباطؤ وشلل وكسل اقتصادي، وإذا كان الاقتصاد الليبرالي المنفلت من عقالاته يؤدي إلى كوارث اقتصادية، فأين الخلل بالضبط، وأي اقتصاد، هنا، نريد؟ لا بل أي الوصفات "القاتلة"، عندها، قد تفيد؟ وإذا كان لا مفر، ولا مناص، من تجرع إحداها، فأيها سيتكفل بحجم أقل من الكوارث القادمة، بكل تأكيد، فالكلام هنا عن أية بحبوحة، وازدهار، وعافية قد، بات، حكماً، في حكم الغيب والمستحيل؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات
- من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟
- هل يكره النصارى المسلمين؟
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة
- العقلاني المستنير بين الخنزرة والتفئير
- لماذا تقتلون النساء؟


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - أيُ الوصفات تفيد؟