أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال














المزيد.....

مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 10:06
المحور: حقوق الانسان
    


مع عملية الإطباق العسكري المحكم التي قامت بها القوات الحكومية في سريلانكا ضد معقل متمردي نمور التاميل، والإجهاز على آخر فرد من المتمردين الذي عنى، أيضاً، إجهازاً رمزياً على حلمهم بإقامة وطن لهذه الإثنية في الجيب السريلانكي البعيد، ومع الحديث عن مجازر جماعية ارتكبت وأعمال وحشية أخرى مورست أثناء الانقضاض على الفصيل المتمرد، وقد تحدثت التقارير الواردة من ميادين القتال، في واحدة من أكثر بؤر العام فقراً وبؤساً وحرماناً، عن عملية تصفية خسيسة وبشعة حدثت لفلول التاميل الذين تعرضوا لإبادة جماعية وإطلاق نار عن كثب بعد أن عـُرض عليهم الاستسلام، وتم التخلص فيها من زعيمهم برابهاراكان وعرض جثته في التلفزيون الرسمي لاحقاً، لا يحضر المرء سوى إجراء تلك المقارنات المرهقة التي لا بد منها، واستذكار عملية الغزو التي تعرضت لها الكويت من قبل القوات القومية الشقيقة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في مطلع أغسطس/ آب من العام 1990، وكيف دبـّت النخوة، يومذاك، في أوصال المجتمع الدولي "الشهم" جداَ لإنقاذ البلد الخليجي الصغير، وتحريره من بين براثن وفك الشقيق العروبي. فهل كان العالم سيواجه هذه الحرب المدمرة اليوم، بنفس هذا الصمت، لو كان لدى هؤلاء التاميل الفقراء شيئاً من نفط، أو موارد طبيعية أخرى، يمكن أن تحرك الغرائز الإمبريالية النهمة، وأخلاقياتها الفاسقة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطفال، ونساء، وشيوخ، راحوا بالمجان، وضحية لهذا الصراع العبثي الدامي والقاتل والذي استمر لفترة ناهزت على الربع قرن حتى الآن؟ وكما هبت نفس جحافل الدبلوماسية الصامتة وأذرعها القانونية لنصرة الدارفوريين، فيما رائحة النفط المركزة تفوح في كل مكان في الفضاء السوداني الواسع الأثير.

ومع تشابه كبير في الأحداث التي جرت بين الأمس واليوم، هنا، وهناك، ورغم تباعد المسافات، وتغير في بعض المعطيات الإستراتيجية، مع الانهيار والغياب الكامل للمنظومة السوفياتية، فلا يجد المرء بداً من التساؤل عن السر وراء هذا الصمت الدولي المريع الذي لم يتحرك قيد أنملة لوقف المذبحة، باستثناء تلك النداءات، والتصريحات الخجولة الخافتة والفارغة للمسؤولين الأممين، والتي صدرت بين فينات وأخرى، والتي لم تتجاوز أصداؤها، ربما، قاعة المؤتمرات الصحفية في المبنى الدولي في نيويورك، حيث مقر المنظمة الدولة وأمينها العام وزير الخارجية الكوري الجنوبي السابق بان كي "القمر" تعريباً للقبه الميمون "مون".

ولم تقف المأساة عند ذاك البعد العسكري للصراع، فاليوم، وبالرغم من كل ما جرى، هناك كارثة إنسانية، وأخلاقية وعنصرية، إذ تجري عملية عزل، وفصل عنصري، وتجميع للاجئين الفارين من جحيم الكارثة الإنسانية في معسكرات اعتقال Concentration Camps لا تشبه سوى معسكرات الاعتقال النازية التي كانت موجودة إبان الحقبة الألترا- فاشية الهتلرية القومية البائدة، بحيث يمكن الحديث والقول عن Mini-Holocaust محرقة صغيرة، تحدث اليوم في الجيب السريلانكي المشاغب، يقال فيها بأن اللاجئين لن يتمكنوا من مغادرة معسكراتهم هذه قبل سنتين من الآن.

مرة أخرى، تؤكد هذه الحرب الأخيرة، بفصولها المفجعة المتتالية، بدءً من العمليات الانتحارية شبه اليومية التي كان ينفذها مقاتلو نمور التاميل Tamil Tigers، مروراً بتفاعلاتها العسكرية الكارثية المدمرة، ووصولاً إلى الأزمة الإنسانية التي نشبت على هامشها، على شيء واحد، ألا وهو لا أخلاقية التعاطي الدولي المتباين مع مشاكل مختلفة تعتمل على سطح هذا الكوكب، وتظهر ازدواجية مطلقة في معايير التدخل والإنقاذ بحيث يتحتم وجود مرابح ومكاسب ما، واعتبارات جلها لا إنساني ولا أخلاقي، جرّاء، ووراء أية عملية إنقاذ، ولن يكون التدخل بالمجان، ومن دون عائد استراتيجي أو مادي، وهكذا لوجه الله، أو ولوجه المواثيق الدولية، إياها، وفصلها السابع الشهير الذي يـُلوّح به في وجه بعض الدول المارقة الـ Rouge states، والخارجة عن الطور الأمريكي، تطبيقاً لعدالة موؤودة، وتمثل في النهاية انتقائية التعامل بين دولة غنية، وأخرى، فقيرة، وجيب استراتيجي، وآخر منسي لا أحد يعبأ، أو يعول به كما حصل في جيب الإثنية التاميلية الذي يقبع في مكان قصي وناء لا فائدة تجنى من وراء صرف دولار أممي واحد عليه، وليذهب مع هذا الانكشاف الأممي النفاقي الصاعق الأخير، إلى الجحيم كل ذاك الخطاب المزيف عن حقوق الإنسان، واحترام مواثيق دولية، وحديث آخر فضفاض ومخادع عن تطبيق القانون الدولي، في بؤر الصراع الكوني.

إنها حروب الفقراء المنسية، التي لا تعني شيئاً للعدالة الدولية.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية
- -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام ...
- إفلاس المعارضة السورية
- الحرب على الفئران والخنازير
- من قتل الحريري إذن؟
- انهيار النظام القضائي العربي
- الخنازير وأمراضها
- العدالة المأجورة
- العرب والتخلف الإليكتروني
- تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال