أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - ماذا يحدث في إيران؟














المزيد.....

ماذا يحدث في إيران؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن كل ما قيل ويقال، عن حدوث عمليات تزوير للانتخابات، وحصول تلاعب بنتائجها، وبالنأي عن كل تلك المشاهد التي تعكس قبل كل شيء حدة الصراعات المجتمعية والسياسية وتجاذباتها المختلفة، وبعيداً عن كل ما نقلته وسائل الإعلام العربية والعالمية عما يجري اليوم في إيران، فإن هناك ناظماً أو خيطاً واحداً يجمع فيما بين كل هذا، ألا وهو وجود نوع من التعبير الحر والديمقراطي، غريب كل الغرابة عن تقاليد نظم المنطقة التي تميزت، تاريخياً، بالديكتاتورية والاستبداد والاستئثار الطويل والمقيم بالسلطة، ويبدو أن هذه الظواهر المؤرقة والقادمة من الضفة الأخرى للخليج الفارسي باتت تتسبب لها بالقلق والإزعاج. ولا يخفى على المرء تلك المواقف التي انطلقت منددة بانتخاب أحمدي نجاد، ومن نفس إيران وحرب التراشق والملاسنات التي رافقت عملية انتخابه، والتي تعكس، في أحد ممكناتها المدركة، رغبة كامنة، ومن دوائر بعينها، في شيطنة الرجل، والانتقام من ذاك "الآري" لذي أنكر المحرقة، ودعا لتدمير إسرائيل، وبشر بزوالها العاجل والقريب.

لقد أظهرت الحملات الانتخابية، وعملية تداول السلطة المدهشة فيما بين إصلاحيين ومحافظين، ورجال دولة ورجال دين، وتعدد المرشحين، وتنوع اتجاهاتهم بين محافظ وإصلاحي، وإدخال آلية المناظرات التلفزيونية، والمستنسخة، ويا للمفارقة، من الخصم الأمريكي، بالضبط، في صلب الحملات الانتخابية فيمن يبدو عدو أمريكا رقم واحد في العالم اليوم، والجرأة في توجيه النقد لرموز ومؤسسات كهنوتية تعد من الرموز الأساسية في الجمهورية الإسلامية، والتعرض للكثير من الأساسيات وفتح الكثير من الملفات الحساسة التي تتعلق بالفساد والإثراء غير المشروع في حمأة السباق الرئاسي، لا بد أنها تعتبر، شكلاً من أشكال الممارسة الديمقراطية التي تفتقده المنظومة الديمقراطية الشرق أوسطية، والتي تعتبر الديمقراطية، حتى اليوم من الخوارق السياسية والاستثنائية في المنطقة، وربطتها بالكفر والإلحاد والتشبه بالغرب.

كما أن مختلف ردود الأفعال الداخلية عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، لا بد أنها تنبئ وفي حدود معينة، بوجود هامش من التعبير الديمقراطي الحر، والحق في رفض وقبول النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية والتي استرعت موجة عارمة من الغضب والاحتجاج تعكس قوة التيار الديمقراطي أولاً في المجتمع الإيراني الذي يتوق للتحرر من القيود الدينية الصارمة، ومظاهر الأسلمة المختلفة التي تكبل الكثير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، لاسيما في أوساط الشباب الذين يبدون رغبة في تبني الكثير من الأطر والمفاهيم والمظاهر الحداثية التي تتسلل إلى عمق المجتمع الإيراني مع رياح العولمة وثورة الاتصالات والانفتاح.

كما لا يمكن التقليل، أو التهوين من حجم وقوة التيار الديني والمحافظ، أيضاً، في المجتمع الإيراني وتحكـّم الكهنوت الديني بالمجريات السياسية، رغم ذلك الهامش الواسع المتاح من حرية التعبير السياسي. فما زال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وولي الفقيه، يقبض بقوة على القرار الإيراني، ويمسك بالكلمة الأخيرة التي تتعلق بكافة الملفات الساخنة. ويستمد هذا التيار شرعيته السياسية من البنية المجتمعية الدينية العريضة. كما لا يمكن نكران ما للسياسات الغربية المعادية لنظام الجمهورية الإسلامية، والذي تتزعمه الولايات المتحدة والمنظومة الغربية وتحاول، من خلاله، تقويض الجهود الإيرانية للإمساك بمفاتيح القوة، من أثر في التفاف الكثير من الإيرانيين حول نظام يتبنى خطاباً معادياً للغربيين ومواقفهم المناهضة لإيران. ولا يمكن تجاوز ما تتركه التصريحات النارية، بين الفينة والأخرى، من قبل دبلوماسيين وساسة غربيين في نفس الناخب الإيراني، ومسؤولية ذلك غير المباشرة، ربما، في إذكاء الروح القومية والشوفينية الوطنية الفارسية، التي من الصعب إنكار وجودها، وفي مفاصل مختلفة من الهرمية السياسية والاجتماعية الإيرانية، بشقيها الإصلاحي والمتشدد.

ولعل التغطية الإعلامية الغربية للانتخابات الإيرانية، التي عنت في أحد وجوهها وجود شكل من التدخل في شأن داخلي إيراني بحت، والرغبة في فرض مرشح وتيار بعينه على المشهد السياسي الإيراني، من قبل أوساط فاعلة في الغرب ودول الإقليم، والتعبير عن التأييد العلني له، عزز من فرص المتشددين والمحافظين لاسيما في ربط كل ذلك بمفهوم الأمن القومي الإيراني، ما أفضى لردة الفعل التي يمكن وصفها بالشرسة والحادة من قبل التيار المحافظ والمتشدد الذي يمثله الرئيس نجاد.

لا شك أن حدة الاستقطاب بين التيارين، ولكل أسبابه، وحججه في رفض والطعن بالآخر، ومحاولة النيل من فرصه وشرعيته الانتخابية، غير أن شيئاً واحدا، ثابتاً، وماثلاً، من بين غبار وأدخنة هذه الضوضاء والجلبة السياسية التي تملأ المحيط السياسي في المنطقة والعالم، ألا وهو، الكلام، وبكل ثقة، عن وجود نوع من الممارسة الديمقراطية في إيران، ما يزال الكثير من مظاهرها وتجلياتها في حكم التابو والممنوع والحرام، في منظومة ناطقة بالعربية ما تزال تعيش أنماطاً رثة لبنى سلطوية قرووسطية وبالية لم تعد تنفع لشيء على الإطلاق، اللهم، إلا لعرضها، كأمثولات حية، عن هياكل صارت في حكم التاريخ.

ولعل الجواب الوحيد، إنه الحدث الديمقراطي والتحول المجتمعي الحتمي، عن سؤال بات كثيرون يرددونه قائلين، ماذا يحدث في إيران؟





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما وأمريكا والإسلام
- أوباما: المسلم أم اليهودي؟
- هل دخل أوباما دائرة الخطر؟
- يا بلاش، مقال ب 2000 دولار
- المعارضة السورية: والدرس الكبير
- الصحوة المسيحية 1-2
- هل تفلت المعارضة السورية من المحكمة الدولية؟
- هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟
- كيلو: أخطأ ام أصاب؟
- شكراً لمحكمة الحريري؟
- طرائف من العالم: لغز السروال الزهري!!!
- هل هناك أمل بإعادة تأهيل الأصولي؟
- إيروتيك تشاينا
- مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية
- -أماه: أني أرى الأنشوطة تقترب من عنقي-: القصة الكاملة لإعدام ...
- إفلاس المعارضة السورية
- الحرب على الفئران والخنازير


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - ماذا يحدث في إيران؟