أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - يطبخون اطفالنا في علب السردين














المزيد.....

يطبخون اطفالنا في علب السردين


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 07:35
المحور: كتابات ساخرة
    


ما ان يدخل فصل الصيف الاجواء العراقية ، حتى يدخل المواطن العراقي في انذار شامل استعداد لجهنم التي ثبت بالدليل العلمي ان موقعها في العراق الديمقراطي التعددي .. ففصل الصيف يعد كارثة كبرى بالنسبة للعراقيين ، لان درجات الحرارة تفوق المعدلات الاعتيادية ، وتصل الى درجة التبخير ، بل صهر المعادن..!!
العراقيون ينصهرون في شققهم السكنية ، خمسون نفرا يسكنون في علبة سردين ( يطبخون ) على نار هادئة بفضل تبريرات وزارة الكهرباء الدائمة وشكاواها واعذارها ، مرة بسبب الارهاب ومرة قلة المياه وتارة التلوث البيئي ومرة بسبب الصراعات السياسية التي تنعكس على الوضع الكهربائي مثلما تنعكس على الوضع الامني ، ومرة بسبب قلة التخصيصات المالية ومرة بسبب عناد وزارة النفط لانها لاتزودهم بالوقود ..!!
فقبل قدوم فصلنا الناري هذا اعلنت وزارة الكهرباء بأن المنظومة الكهربائية ستتحسن في فصل الصيف اااااااااالمقبل ، ولاندري اي صيف منها ، صيف العام الحالي ام التالي ام صيف مابعد الحداثة ، ام الصيف اللانهائي الذي يقاس بسرعة الضوء ، اي وفق مبدأ ( موت يا ... لما يجيك الربيع ) ..
وعود كاذبة وعلى طول الخط ، اضافة ميكاواطات للشبكة العنكبوتية ولكن فتحة الاوزون تهرب هذه الاضافات الى الكون الرباعي الابعاد ، وبذلك تهرب تصريحات الوزارة الى الفضاء الخارجي ، ولكن يبدو ان هناك مؤامرة كونية لافشال خطة الوزارة في انعاش المواطن العراقي ، فنحن في العراق تعودنا على التهريب ، الكل يهرب ، اثار واموال وبشر و( طليان ) ومسؤولين وارهابيين وقوادين وسمسارات وعاهرات ومخدرات وطيور والى مالانهاية القائمة ...
المواطن يطبخ على نار هادئة ، والمسؤولون ينعمون بالرفاهية ، مولدات وسيارات رباعية الدفع مكيفة ، ما ان يخرج من تكييف حتى يدخل في تكييف ، بحيث لايعرف في اي فصل هو الان ، قد يتوقع انه في فصل الشتاء لبرودة الاجواء المحيطة به ..
ياسلام على الديمقراطية ، مسؤولين بردانين وقد يصلون الى درجة الانجماد ، و تقابل برودتهم تصريحات نارية ، متقدة تذيب القطب الجنوبي في لحظة واحدة ، فسبحان الله على هذه الامكانية والموهبة الربانية ..!!
متلازمات نسمعها يوميا تردد على السنة العراقيين ، وخصوصا الامهات للوعتهن على اطفالهن الذين لاينامون الليل بسبب الحر ( طركاعة ) وهي مفردة تدل على المصيبة الكبرى ، و( ساعة السودة على الـ ...!! ) و( الله لاينطيكم ..!!) والكثير من المفردات التي تنطلق في لحظات الغضب ..
تعودنا على ان ننام عراة وامرنا الى الله الواحد الاحد ، نسبح بعرق اجسادنا لان المياه هي الاخرى شحيحة في بلاد الغضب الاسود ، وبكاء الاطفال يسمع في كل الارجاء بسبب لوعتهم من الحر ، تصل اصواتهم الى الله في السماء السابعة ولاتصل الى آذان السادة المسؤولين لانها خارج مدى التقاطهم ، فآذانهم لاتلتقط معاناة العراقيين والامهم ... مايلتقطونه هو الامتيازات والرواتب والهبات والايفادات وسعر صرف الدولار واسعار العقارات في لاس فيجاس و دبي وبورصات الاسهم ..
اتمنى ان يسمع المسؤولين ادعية الامهات ورذاذ السن الاباء ، ومايضمره الاطفال لهم جراء حرمانهم من النوم ليل نهار في صيف لو كان ايوب مثال الصبر حيا لماتحمله ..



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعيدوا للعراق هيبته
- عندما ينتهك المسؤول القانون
- درس محمد خضير
- الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟
- لعنة الديمقراطية
- توقيعات خارج مجرى النص
- صراع الداخل والخارج
- ممثلون كوميديون ومشاهد تراجيدي
- البصرة عاصمة الثقافة والخراب المكاني
- خروقات أمنية أم ماذا ؟
- اصبحنا ملطشة
- ازمة ثقافية مربدية
- شي مايشبه شي
- انا وشنكول والسيد المسؤول
- سبحان مغيّر الأحوال
- المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية
- لاتبذخوا أموال الشعب
- انتهاك حرمة المثقف
- الخلاعة تداهمنا
- طحينات الوزير


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال المظفر - يطبخون اطفالنا في علب السردين