أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الشمري - خطوات المالكي تتجه نحو الديكتاتورية















المزيد.....

خطوات المالكي تتجه نحو الديكتاتورية


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( ( خطوات المالكي تتجه نحو الديكتاتورية))
كان الشعب العراقي أيام النظام البائد يعاني من الكبت في الحريات العامة وبالاخص الحرية الدينية لمناسبات الشيعة الدينية بأعتبارها الاكبر والاوسع نفوذا في العراق, بعد سقوط النظام وتولي الاحزاب الدينية زمام الامور , عمدت هذه الاحزاب الى أطلاق الحريات الدينية في أقامة الشعائر الدينية ومن أوسع ابوابها , بل ساهمت وتدعم بشكل مباشر أقامة هذه الشعائر معتبرة أياها جزء مهم ومكمل من برنامجها السياسي, ضاربة عصفورين في حجر واحد, أولهما متعكزة على الطابع الديني للعراق ذو الغالبية الشيعية المحرومة من أداء شعائرها الدينية بحرية, لتثبت لعوام الناس أنهم أسلاميون بأمتياز , والثانية توسيع قادتهم الجماهيرية التي يفتقدون لها كونهم أحزاب ليست جماهيرية ومعروفة على الساحة العراقية, محاولين كسب الشباب عن الطريق الديني وتعاليم الاسلام التي كثيرا ما تحدثوا عنها في كل مناسبة ودعاية انتخابية, بل زادوا في تهيئة اللطم واللطامة ومواكب التطبير والزنجيل لتلهية الشباب عن واقعه المزري من نقص الخدمات وكثرة البطالة.
6 سنوات أثقلوا بها كاهل المواطن العراقي في البكاء واللطم وأقامة الشعائر الدينية, وهم خلال هذه الفترة نهبوا كل ما وقع تحت أيديهم من الاموال والثروات, متناسين وربما جاهلين بالقوانين الفيزياوية التي تقول (أن لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه), أكثر من 20 قناة فضائية دينية موجة للشباب لم تعطي نتائجها غير المردود العكسي عند الشباب,
قاموا ببناء الجوامع والحسينيات بعدد لا يحصى وفي كل مناطق العراق , وعدد المصلين من الشباب بدأ يتقلص وينكمش ., تكلموا كثيرا عن الفساد والافساد في الاسلام وتبين أخيرا انهم المفسدون الاوائل في البلد وفي كافة المجالات والمستويات, دجلوا كثيرا على الشعب العراقي محاولين أغراقه في الغيبيات والجهل ولم ينفعهم دجلهم كون العالم أصبح قرية صغيرة بين يدي كل مواطن بفضل الاتصالات الحديثة, وحب العراقيين بالذات الاطلاع والمعرفة على العلوم الحديثة في العالم المتطور.
بعد هذه المقدمة البسيطة لا بد وأن نتطرق الى نقاط أساسية يحاول المالكي الالتفاف عليها والتوجه نحو الديكتاتوريةمنها:
1_ الدستور العراقي الجديد والذي كتب بأيدي الاسلاميين أنفسهم( ديباجته تقول أن العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب)و كفل في أحدى فقراته الحرية الشخصية وحرية التعبد كون العراق بلد متعدد الاديان , وحرية العمل , وممارسة الطقوس الدينية,
بعد التحسن الامني في بغداد وانكفاء المليشيات الطائفية , بدأت الحياة تدب من جديد في الشارع البغدادي واخذت الحانات والملاهي تفتح أبوابها من جديد لروادها, بعد أغلاق قسري لمدة أربع سنوات , وأن أعادة فتحها ليس بمنة من المالكي أو أي أحد وانما حق شرعي كفله الدستور العراقي, الان صدرت الاوامر الى الجهات الامنية بغلقها من جديد وبقرار حكومي والبرلمان ضيع جلسة من جلساته لمناقشة تناول الشباب المشروبات الكحولية ومدى أنتشارها بين الشباب وخطورتها المستقبلية, ولم يناقشوا الاسباب الحقيقة التي أدت بالشباب الالتجاء اليها كوسيلة للهروب من واقعهم المزري الذي هم فيه. أصحاب امحال بيع المشروبات الروحية والمنتديات الليلية أغلبهم من الديانة المسيحية وتوجد لديهم عوائل ويشتغلوا معهم عمال وكلهم بطبيعة الحال فقدوا عملهم في هذه الحالة ؟ فهل أوجدت لهم الحكومة بديل ليكون لهم مصدر رزق ؟أم تركتهم لينضموا الى صفوف البطالة؟؟؟وهل يعتبر هذا العمل أجحاف بحق الديانات الاخرى التي تقر بمشروعية هكذا أعمال وتوارثتها من الاباء والاجداد كمهنة لهم؟أين مبدأ أحترام الاديان الاخرى في العيش والتعبد وممارسة الطقوس؟ ولماذا نفرض تعاليمنا على الاخرين بالقوة ونتناسى ردود الافعال العكسية؟؟؟؟؟
ألم يعبر هذا العمل تجاوز على الدستور والحريات الشخصية؟؟وهل تريدون القيام بحملة تبشيرية أسلامية لاخواننا المسيحين والطوائف الاخرى ؟ أم أنكم تدعون أنهم يوثرون على شبابنا المسلم ؟ فأين نفخكم المستمر بالقربة الدينية المثقوبة؟ لماذا لم تحصنوا الشباب المسلم ؟ ألم تنفع تعاليمكم وموعظاتكم لهم ؟ وهل حلت جلسات البرلمان بقرارات صائبة كل مشاكل وأزمات الشعب العراقي وبقي تناول المشروبات وبيعها العقبة الرئيسية أمام تطور المجتمع العراقي؟؟
2_ الحالة الثانية والمستهجنة ما حدث في محافظة الديوانية من تجاوزات وانتهاكات للحريات الشخصية ,حيث قامت الاجهزة الامنية بملاحقة الشباب وتنفيذ حملات قص الشعرللشباب قسرا والتنكيل بهم أمام المجتمع, وهذه التصرفات الشاذة تذكرنا بالحملة الطلفاحية في سبعينيات القرن الماضي , وبعدها حملة الطاغية المقبور صدام الايمانية الكاذبة في تسعينات القرن الماضي,ألم يكن مجلس محافظة القادسية منذ 5 سنوات بيد الاسلاميين( المجلس الاعلى) فأين تثقيفهم الديني وتعاليمهم الاسلامية التي يتبجحون بها؟ لماذا لم تعطي نتائج تتماشى مع تطلعات الاسلاميين ؟ لماذا حدثت ردة فعل عكسية عند الشباب؟ وهل الشباب في الديوانية ضجر وسئم من أكل القيمة وأقامة الشعائر ؟؟ هذة أمور يجب أن تدرس وتراجع بعناية, وليدركوا أن فرض الافكار بالقوة ليس ممكنا , بعد أنكسار حاجز الخوف الصدامي الذي كان مفروضا على المجتمع العراقي؟؟
3_ المالكي يطالب بتغير النظام االبرلماني الى نظام رئاسي:
أن مثل هذا التغيير يحتاج الى تغيير في فقرات الدستور العراقي؟؟اللجنة الدستورية البرلمانية المكلفة بتعديل الدستور ومنذ ثلاث سنوات لم تستطع أنجاز مهماتها المكلفة بها وبقيت خمس فقرات رئيسية ومهمة للشعب لم تنجز ورحلت للبرلمان الجديد القادم ومنها,المادة 40 المتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك,,و قانون الاحوال الشخصية, صلاحيات رئاسة الجمهورية , قانون النفط والغاز, صلاحيات مجالس المحافظات. هذا ما أعلنه السيد حميد مجيد موسى رئيس اللجنة المكلفة بالامر.. رغم أن هذه الفقرات تصب في مصلحة الشعب العراقي.......فكيف تغير فقرات من الدستور لصالح المالكي, ؟ ألم يعني النظام الرئاسي هو حكم الاغلبية وتصبح القوميات الاخرى أقليات مهمشة؟فبما أن الشيعة هم الاكثرية في العراق فمعناها سيبقون كذلك متوارثين للحكم في العراق كما هو النظام الرئاسي في الهند حاليا ,حيث أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم هو المسيطر على الامور منذ أكثر من 40 سنة بحجة الاغلبية؟ الشارع العراقي متخوف من الاحزاب الدينية الشيعية , والمشهد الديني يبدو مخيما بظلاله على الساحة العراقية من خلال تصريحات بعض القادة الاسلاميين الغير مسؤولة فبالامس صرح أمام جمعة النجف (القبنجي )(أن الحكم بالعراق يجب أن يكون شيعيا لان الشيعة هم الاكثرية, وعلى المرجعية الدينية الدفاع عن النظام الحالي خوفا من أزاحة الشيعة عن الحكم) خطاب طائفي ويراد منه الفتنة وأقحام ا لمرجعية في الصراع الطائفي الذي أوجدته الاحزاب الدينية ؟ فكيف يمكن للقوميات والمذاهب الاخرى القبول بالتغير وهم يسمعون كل يوم خطابات من هذا القبيل؟ ومن يقبل بالتهميش وهو كان مهمشا لسنوات طوال أيام النظام المقبور؟
لماذا لا يصار الى بناء أحزاب وطنية لكل العراقيين تكون بعيدة عن المحاصصة والطائفية وولائها للعراق أولا وأخيرا من قبل دعاة التغيير الى النظام الرئاسي ؟,لماذا لم يعترفوا بفشل مشروعهم الطائفي والتخبط العشوائي في أدارة الامور في العراق؟؟؟؟؟؟
لماذا يحاربون الاحزاب العلمانية التي لا تعترف بالطائفية والمحاصصة بفتاوي ظالمة ضدهم تصدر بين الحين والاخر بحجة أن العراق طابعه أسلامي عندما يشعروا أن الشعب العراقي بدأ بسحب البساط من تحت أقدامهم؟؟؟
لماذا لا يصار الى سيادة القانون على الجميع وبدون أستثناء ولا حصانة تمحي أحد من تطبيقاته, وعندها سيكون العراق بلد دستوري يتعايش فيه الجميع ؟؟
أن بناء جسور الثقة بين كل مكونات الشعب العراقي هو الطريق الاسلم لبناء عراق ديمقراطي تعددي, وليس محاولات التحايل السياسي والالتفاف على الدستور وتغير بنوده لصالح جهة معينة؟؟؟؟
فهل يريد المالكي أن يصبح كالرئيس الروماني الذي أجتز روؤس الشعراء لانهم لم يفهموا قصيدته الشعرية والبس التاج الى القرد الذي ظن أنه الوحيد الذي فهم شعره؟؟؟؟
هل يستطيع المالكي أن يغير بالدستور وهو العاجز عن تغير وزير فاسد؟؟؟؟
ففسحة الحرية هي من تخلق الابداع عند المجتمع وبالتالي تتولد القناعة وتتبلور الافكار لصياغة نظام حكم يرتأيه الشعب وليس يفرض عليه لاعتبارات معينة ؟؟
أن تكتيم الافواه وفرض القيود على الشباب وتقليص مساحة حريتهم هي من سمات ديكاتورية جديدة ولكن بثوب ديني هذه المرة ., لان الشباب هم قادة المستقبل وأمل العراق في التخلص من الطائفية والتعصب القومي والمذهبي...............



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راتب العامل العراقي= نصف راتب شغلة فليبينية
- المؤتمر الوطني العراقي أول من أرسى قواعد المحاصصة والطائفية/ ...
- كش ملك _وزير / المالكي _ السوداني
- مبروك للمرأة الكويتية وصولها منصة التتويج
- من يوقف تصاعد العنف/ الحل العسكري أم الاقتصادي
- مؤتمر أربيل / التمهيد لما تم الاتفاق عليه في السفارة الامريك ...
- عمال العراق يحتفلون بعيدهم وسط تحديات كبيرة/ أرهاب, بطالة , ...
- محاكمة أمريكا لامريكا / أنهيار أم تعديل المسار
- هل الصراعات الادارية بين المحافظات أمتداد للصراع الطائفي وال ...
- أنتخابات سرقت نزاهتها وصراع المناصب والمحاصصة يخيم على نتائج ...
- القمم الاقتصادية العالمية/ أنقاذ للطبقة العاملةأم لروؤس الام ...
- هل سيكون حزب الله اللبناني البديل للقاعدة في عالمنا العربي
- هل يصلح العطار ما أفسده الدهر
- طردية المشاكل والازمات في عراقنا الجديد
- حادثة أفتتاح المتحف العراقي أستمرار لانتهاك حقوق الانسان وال ...
- قمة الدوحة / أخفاقات وأختلافات وأهم ما يميزها غياب المرأة
- فدرالية المجلس الاعلى / فشل أم تأجيل
- مسكين يا شيخنا الساعدي/ متى يستجاب لدعواتك
- عمرو موسى والاعجاز العربي/ تكنولوجيا, تهنئة, مكافحة , تصدير ...
- هل القمة السعودية المصغرة البداية لانهيار دول المواجهة والمم ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الشمري - خطوات المالكي تتجه نحو الديكتاتورية