أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 297 ـ 300














المزيد.....

أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 297 ـ 300


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


نهاية الجزء الثالث

[نصّ مفتوح]

.... ..... .... ....
أتوقُ إلى خبزِ التنّورِ

يلوحُ لي في الأفق
صورةً موشومة
فوقَ وجنةِ الروحِ
كيفَ كانت تعجنُ أمّي ..

تأتي نسوةُ الحارةِ
يقطعون الشعيرية
كحبّاتٍ صغيرة مثل الإبرة
مهارةٌ فائقة لدى أمّي
سريعة أكثر من كلّ النساءِ
أندهشُ لمهاراتها

تعملُ فتائل العجين طويلةً
بإبهاميها وسبابتيها
تقطّعُ حبيبات الشعيريّة

استهواني
أن اتعلّمَ قَطْع الشعيرية
فتيلةً صغيرة أعطتني أمّي
بدأتُ اقطّعُ بطيئاً للغايةِ
ثخينةٌ حبّاتي
بعدَ أيامٍ
سيطرْتُ على حركةِ القطْعِ
انْضَمِمْتُ إلى الورشةِ

منذ أنْ كنتُ طفلاً
خرجْتُ عن السربِ

فيما كانت أمّي منهمكة
في ترتيب فوضى البيت
كنتُ أنا أجْلِي

أستمتعُ بتنظيفِ الصحونِ
تندهشُ أمّي
إنكَ تنظّفُ الصحونَ
أكثر من نظيرة
لأنّها أصغر منّي
تضحكُ أمّي قائلة
لكنكَ صبيٌ يا ابني
ولو يا أمّي

مشاكسٌ منذُ الطفولةِ
أخالفُ كثيراً من التقاليدِ

هل توارثتُ من أمّي
مهارة الإمساكِ بتلابيب الحرف
الشعيريّة تشكّل حرف الألف والراء
أحياناً الدالِ واللام
إنها تتعانقُ مع حروفِ الهيجاء

أصابعي تشبه تماماً
أصابع أمّي

كنتُ حزيناً في بادئ الأمرِ
كم كنتُ اتمنّى
لو كانت خشنةً وغليظة
مثل أصابع أبي أو عمّي
لكنّي توازنتُ مع أصابعي الرفيعة
معَ مرورِ الزمن
وجدتها أكثر إنسيابية
لعوالمِ القلمِ
ستبقى روحُكِ الشفيفة
معانقة جوانحي حتّى الأزلِ
شكراً لكِ يا أمّي!
.... ... ... يُتْبَعْ!

صبري يوسف: حزيزان 2003
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]

لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
ــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الجزء الثالث، يُتْبَعْ الجزء الرابع من الأنشودة*!
أنشودة الحياة: قصيدة ملحمية طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء بمثابة ديوان مستقل (مائة صفحة) مرتبط مع الجزء الذي يليه.



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 294 ـ 296
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 291 ـ 293
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 288 ـ 290
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 285 ـ 287
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 282 ـ 284
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 279 ـ 281
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 276 ـ 278
- هل زارَكِ يوماً سديمُ المحبّةِ؟
- بيروت يا مسرح الروح إلى أين؟!
- بلبل الجزيرة في أحضانِ السماءِ
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 273 ـ 275
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 270 ـ 272
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 267 ـ 269
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 264 ـ 266
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 261 ـ 263
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 259 ـ 260
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 257 ـ 258
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 254 ـ 256
- أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 249 ـ 253
- مشاهد من الطفولة


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أنشودة الحياة ـ 3 ـ ص 297 ـ 300