أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!














المزيد.....

تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


النظام السياسي في لبنان هو "النتيجة" التي لم يبقَ من "سببها" إلاَّ ما يَعْدِل ما بقي من وجود ديمغرافي للمسيحيين فيه، أي نحو 35 في المئة، فمسيحيو لبنان ما زال لهم "الحق"، الذي غدا "امتيازاً"، في حيازة نصف مقاعد المجلس النيابي (128 مقعداً) مع أنَّهم لا يَزِنون بالميزان الديمغرافي أكثر من ثُلْث المواطنين اللبنانيين (نحو 4 ملايين مواطن لبناني).

وهذا التضاؤل في الوزن الديمغرافي المسيحي يعود إلى هجرة قسم كبير منهم (بسبب الحرب والاقتتال في المقام الأوَّل) وإلى سرعة التكاثر الشيعي.

وإذا كان الفرق يتَّسِع بين الوزنين الديمغرافي والنيابي للطوائف في داخل المجلس النيابي فإنَّه يكاد أن يتلاشى على مستوى الدوائر الانتخابية، فلكل طائفة، في كل دائرة انتخابية، تمثيلاً نيابياً يوافِق وزنها الديمغرافي في الدائرة نفسها.

إنَّه التناقض التمثيلي الطائفي اللبناني الذي يتَّسِع ويتعمَّق في استمرار، فالمساواة بين الوزنين الديمغرافي والنيابي على مستوى الدوائر الانتخابية تنتفي على المستوى البرلماني، أي في المجلس النيابي.

ويجاوِر هذا التناقض، ويتفاعل معه، تناقض آخر، هو "تناقض المرشَّح (أو النائب)"، فمرشَّح ماروني ما، في دائرة انتخابية ما، لن يفوز بالمقعد الماروني الخاص بتلك الدائرة إذا لم يَسْتَمِل ناخبين من غير الموارنة من أبناء دائرته الانتخابية، فهو النائب الطائفي الماروني الذي يمثِّل طائفياً لبنانيين من غير الموارنة.

مسيحيو لبنان هُمْ بالميزان الديمغرافي أقلية (نحو 35 في المئة من نحو 4 ملايين مواطن لبناني). وهُمْ بميزان التمثيل البرلماني الطائفي نصف اللبنانيين، ونصف لبنان. وهُمْ، الآن، بالميزان السياسي، أو بميزان القوى السياسية، ليسوا بطائفة متماسكة، متَّحِدة، مستقلة، سياسياً، فأقلُّ من نصفهم يَتْبَع "تيار المستقبل" السني بزعامة سعد الحريري، وأكثر من نصفهم، الذي يتزعمه ميشال عون، يَتْبَع "حزب الله" الشيعي بزعامة حسن نصر الله.

ومع ذلك، يتمتَّعون الآن بأهمية انتخابية ـ سياسية استثنائية، فـ "الصوت المسيحي" هو، على ما يبدو حتى الآن، "الثقل الصغير" الذي سيرجِّح كفَّة أحد المعسكرين على كفَّة الآخر، في الانتخابات النيابية التي ستُجْرى في السابع من حزيران المقبل، فبفضله (وبفضل اتِّجاه التصويت المسيحي في زحلة على وجه الخصوص) يمكن أن يفوز تحالف المعارضة (نصر الله ـ بري ـ عون) أو تحالف قوى 14 آذار (الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع).

كلا المعسكرين المتنافسين الكبيرين يمكن أن يصوِّر نفسه على أنَّه "تحالف سياسي عابِر (ومُخْتَرِق) للطوائف"، فالطوائف جميعاً ممثَّلة في كلا المعسكرين؛ ولكنَّ هذا لا ينفي تركُّز التمثيل الطائفي في الأحزاب الكبيرة، فـ "حزب الله"، يظل، من حيث الهوية الطائفية لأعضائه، حزباً للشيعة، الذين توالي غالبيتهم العظمى هذا الحزب وحركة "أمل"؛ كذلك هي الحال الطائفية لأعضاء "تيار المستقبل" السني، ولأعضاء "الحزب التقدمي الاشتراكي" الدرزي.

وهذا إنَّما يشير إلى تناقض لبناني جديد، فـ "الأحزاب" ظلَّت طائفية الهوية والهوى؛ ولكنَّ "تحالفاتها" هي العابرة (المُخْتَرِقة) للطوائف. ولا شكَّ في أنَّ تخطِّي "الطائفية" لن يتأتى من حاصِل الجَمْع بين "أحزاب طائفية".

في لبنان، ونِسْبَةً إلى الدول العربية، نرى "الانتخابات" في درجتها العليا، وكذلك "الديمقراطية" و"الحرِّية". وفيه؛ ولكن نِسْبَةً إلى العلاقة الطبيعية السوية بين الانتخابات والديمقراطية والحرِّية، نرى من "الانتخابات" أكثر ممَّا نرى من "الديمقراطية"، ونرى من "الديمقراطية" أكثر ممَّا نرى من "الحرِّية".

وفي "التعريب" تُمْسَخ أكثر هذه العلاقة، فالانتخابات تكثر عربياً، فتضمحل الديمقراطية، فتضمحل أكثر الحرِّية.

وربَّما نرى عمَّا قريب "النظام السياسي ـ الديمقراطي اللبناني" يلبس لبوس "المالكية"، نِسْبَةً إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي اكتشف الآن أنَّ "الديمقراطية" لا تستقيم، مفهوماً وممارسَةً، إلاَّ بنبذ نظام "التوافق الطائفي"، والأخذ بنظام "الهيمنة الطائفية"، من خلال إزالة الفرق (السلبي أو الإيجابي) بين الوزنين السياسي والديمغرافي لكل طائفة أو جماعة عراقية، وكأنَّ قدرنا هو أن نبتني لـ "القبائل" نظاماً ديمقراطياً، تتوافق فيه، أو يهيمن بعضها على بعض!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!
- لو كان الفساد رجلاً..!
- في -فوضى الفتاوى-.. كاد يُحرَّم الحلال ويُحلَّل الحرام!
- ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!
- -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!
- قنبلة صوتية من نوع -سيداو-!
- في فِقْه -السلام الاقتصادي-!


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!