أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويسألونكَ عن الجاذبية..!-















المزيد.....

ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويسألونكَ عن الجاذبية..!-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأستاذ حسن عبد اللطيف أدلى برأيه (السلبي) في نظرية آينشتاين في "الجاذبية"، أي في نظريته المسماة "النسبية العامة"، ولم أرَ في رأيه انتقاداً (إيجابياً أو سلبياً) لـ "الآراء الخاصة بي"، والتي تضمَّنَتْها مقالتي "ويسألونكَ عن الجاذبية..!"، فلم تتولَّد لديَّ، بالتالي، الحاجة إلى الرد، عِلْماً أنَّ الكاتب ليس مضطَّراً إلى أن يَرُدَّ على كل انتقاد.
أمَّا الأستاذ خالد عبد العزيز فقد اتَّخَذ من "عدم ردِّي" سبباً وجيهاً، على ما يَعْتَقِد، لِيَكْتُب (مخاطِباً "الأخ حسين عبد اللطيف") الآتي:
" أظن أن تعليقك به بعض الأهمية خصوصا فيما يتعلق بمسألة التكافؤ بين مجال الجاذبية الحقيقي ومجال الجاذبية الناتج من القصور الذاتي داخل معمل متحرك بتسارع معين في الفراغ والواقع أنني انتظرت معك رد الكاتب على سؤالك هذا لكن للأسف يبدو أنه ليس متخصصا في الفيزياء وهذا ليس عيبا بالعكس - فهو يقوم مشكورا بنقل مقالات مهمة في الفيزياء من بعض المواقع ونشرها في الحوار المتمدن ..".
مِنَ "التهمة (المهذَّبة)" التي وجَّهها إليَّ الأستاذ خالد أقْبَل أنَّ جواد البشيتي "غير متخصِّص في الفيزياء"؛ لأنني لستُ متخصِّصاً فيها؛ وهذا (على ما قال الأستاذ خالد) ليس عيباً؛ أمَّا ما لا أقَبله من تلك "التهمة" فهو ما وَرَد في قوله "فهو، أي أنا، يقوم مشكوراً بنقل مقالات مهمة في الفيزياء من بعض المواقع ونشرها في الحوار المتمدن..".
إنَّنا في "الحوار المتمدِّن"، فَلْنَكُن "متمدِّنين" في توجيه التُّهَم إلى بعضنا بعضاً..
أستاذ خالد، لقد قُلْتَ، ضِمْناً، بأهمية "مقالتي" إذ قُلْت إنَّني أقوم بنقل "مقالات مهمة" في الفيزياء من بعض المواقع، لأنْشُرها في "الحوار المتمدِّن".
وأنتَ تتهمني بأنَّني أنْقُل تلك "المقالات المهمَّة" من "بعض المواقع" لأنْشُرها في "الحوار المتمدِّن"، "مُلْصِقاً" اسمي عليها؛ وهذا إنَّما يعني أنني "أسطو" سطواً على تلك المقالات!
لستُ ضدَّ أن تتهمَّني بذلك؛ ولكن "أين دليلكَ؟".
إنَّني، ومع سائر القرَّاء، أدعوكَ (حتى لا أقول أتحدَّاكَ) أنْ تَذْكُر لي تلك "المواقع"، وأن تأتي بـ "النسخة الأصلية"، ولو كانت مكتوبة باللغة "الهيروغليفية"، التي "ألْصَقْتُ" عليها اسمي لأنْشرها في "الحوار المتمدِّن".
وحتى أسهِّل عليكَ "المهمة"، أودُّ أن أكون واضحاً منذ البداية في تعيين وتحديد تلك المواضِع من مقالتي نفسها، والتي أزْعُم أنَّها تضمَّنت "آرائي الخاصة"، أي التي لم يَقُلْ بها غيري، على ما أزْعُم. وإذا ما عَثَرْتَ على "غير جواد البشيتي" قال بتلك الآراء من قبل، أو هنا وهناك وهنالك، فإنِّي أتمنى عليكَ أن تحيطني عِلْماً بأمره، وأكون لكَ من الشاكرين.
في النصوص الآتية، من مقالتي نفسها، تَظْهَر أو تَكْمُن "آرائي الخاصة":
"ولكونها (أي الجسيمات الحاملة للقوَّة) تسير بتلك السرعة الكونية القصوى لا بدَّ لها، بحسب افتراض فيزيائي، من أن تكون عديمة الكتلة Massless". انتهى الاقتباس.
لاحِظْ عبارة "بحسب افتراض فيزيائي"، فأنا ما زلتُ متحفِّظاً من قول الفيزيائيين بتلك "الخاصية".. خاصية "عديمة الكتلة".
"وهذا التفسير يمكن تعميمه، أي جعله تفسيراً لكل تغيير فيزيائي، فقَدُمُكَ التي ضَرَبَت الكرة، مُحْدِثةً فيها تأثيراً معيَّناً، هو جَعْلِها تتحرَّك، ما كان لها أن تؤثِّر على هذا النحو لو لم تنطلق منها (نحو الكرة الساكنة) جسيمات تَحْمِل هذا "التأثير.
لا تَقُلْ معترِضاً إنَّ قَدَمِكَ الضارِبة والكرة (الساكنة) المضروبة قد اتَّصلتا وتلامستا، وما عاد بينهما، بالتالي، عند لحظة الضرب، من فراغ. لا تَقُلْ ذلك؛ لأنْ ليس من شيئين في الكون يمكن أن يتَّصِلا (أو يتلامسا) اتِّصالاً مُطْلَقاً (أو تلامُساً مُطْلَقَاً).
حتى هذا القلم الذي تُمْسِكه بأصابع يدكَ لا يتَّصل بها اتِّصالاً (مباشِراً) مُطْلَقَاً، فثمة فراغ، ولا بدَّ من وجود فراغ أو فضاء، بينه وبين أصابع يدكَ الممسكة به.
وفي مزيدٍ من التفصيل والتوضيح نقول إنَّ الأشياء تتألَّف من جزيئات، تتألَّف من ذرَّات. كل ذرَّة حولها، أو تحيط بها، غيمة من الإلكترونات؛ وكل جزيْ، بالتالي، حوله، أو تحيط به، غيمة من الإلكترونات.
اُنْظُرْ في داخل قطرة من الماء. ترى ملايين الجزيئات؛ وكل جزيء منها يتألَّف من ذرَّة أوكسجين متَّحِدة، كيميائياً، مع ذرَّتي هيدروجين (H2O). كل ذرَّة من هذه الذرَّات الثلاث تحيط بها غيمة من الإلكترونات؛ وكل جزيء، بالتالي، تحيط به غيمة من الإلكترونات. والغيمات الإلكترونية، أكانت ذرِّية أم جزيئية، لا بدَّ لها من أن تتنافر إذا ما تقاربت. وهذا إنَّما يعني وجود، وحتمية وضرورة وجود، فراغ، أو فضاء، بينها.
لقد وسَّع آينشتاين مفهوم المادة Matter إذ أضاف إليه، أو أدخل فيه، الفضاء، فالأشياء بنوعيها الفيزيائيين (الأشياء ذات الكتلة، والأشياء عديمة الكتلة) تَتَّحِد و"الفضاء" اتِّحاداً لا انفصام فيه أبداً، فالفضاء الخالص، المُطْلَق، المجرَّد"، أي الذي لا وجود فيه لتلك الأشياء، إنَّما هو فضاء ميتافيزيقي، خرافي، وهمي، لم يُوْجَد قط، ولن يُوْجَد أبداً. وكذلك هي الأشياء التي ينعدم فيها الفضاء انعداماً مُطْلَقاً.
وتبسيطاً لجوهر هذا التصوُّر (الذي جاء به آينشتاين، أو يَكْمُن في أحاديثه عنه) أقول: لا شيء إلاَّ وينطوي على فضاء (أو فراغ) ، ويحيط به، في الوقت نفسه، فضاء (أو فراغ). لا شيء إلاَّ ويشبه ذرَّة الأوكسجين في داخل جزيء الماء، مثلاً. إنَّ تلك الذرَّة تنطوي على فضاء (أو فراغ) ، ويحيط بها، في الوقت نفسه، فضاء (أو فراغ)". انتهى الاقتباس.
مثال "ضَرْبُ كُرَةٍ بالقدم" فيه تخطٍّ لتفسير نيوتن (الميكانيكي) للعملية إلى "التفسير الجسيمي". وهذا التخطِّي لا يعني "النفي"، وإنَّما "التكامُل". وإنَّني لأسألَكَ: هل لكَ أن تدلني على "آخر" فسَّر "الظواهر الميكانيكية" تفسيراً جسيمياً أيضاً؟
وفي النصِّ ذاته، أزْعُم أنَّني كُنْتُ القائل بـ "الانفصال الفراغي (الفضائي) بين كل الأشياء"، ناظِراً إلى هذا "الانفصال" على أنَّه، في الوقت نفسه، "اتِّصال" بين الأشياء، فـ "المجال"، أو "الحقل"، إنَّما هو الوحدة الدياليكتيكية لهذين "الضدين"، أي "الانفصال" و"الاتِّصال".
وفيه، أيضاً، قُلْتُ بـ "تصوُّرٍ للمادة" يقوم على "أنْ لا شيء في الكون إلاَّ و"ينطوي" على فراغ، و"يحيط" به، في الوقت نفسه، فراغ.
ويكفي أنْ نفهم "المادة" على هذا النحو حتى لا يبقى من مسوِّغ للقول بـ "زمكان" Space – Time منفصلاً انفصالاً مطلقاً، أو "قائماً بذاته"، ولو كان هذا "الزمكان" يخصُّ "كوننا"، بحسب صورته في نظرية "الانفجار الكبير" Big Bang. إنَّ "كوننا" كمثل "الذرَّة"، يشتمل على فراغ، أو فضاء، ويحيط به، في الوقت نفسه، فراغ، أو فضاء. يمكن أن يكون "متعذِّراً"، أو "مستحيلاً (على ما يزعم أنصار تلك النظرية)"، وجود "اتِّصال فيزيائي (جسيمي)" بين "كوننا" و"أكوان أخرى"؛ ولكن هذا لا ينفي، ويجب ألاَّ ينفي، وجود "فضاء بيني"، أي "بين الأكوان".
ولقد قُلْتُ: "وتبسيطاً لجوهر هذا التصوُّر (الذي جاء به آينشتاين، أو يَكْمُن في أحاديثه عنه) أقول..".
لاحِظْ عبارة "أو يَكْمُن في أحاديثه عنه"، فما قلته أنا في ذلك التصوُّر للمادة، أي في ذلك التصوُّر لعلاقة "الشيء" بـ "الفضاء"، إنَّما هو أقرب إلى "الكامِن" منه إلى "الظاهِر" في أحاديث وأقوال آينشتاين، الذي، مع ذلك، لا يوافقني الرأي في تعميم تلك العلاقة لتشمل حتى "الكون"، فهو في نظريته "النسبية العامة" يتحدَّث عن "انحناء في الفضاء (والمكان)" يَمْنَع منعاً مُطْلَقاً كل اتِّصال ضوئي أو فيزيائي بين "كونين"، على افتراض وجود كون آخر، أو أكوان أُخرى.
"إنَّنا، وبما يوافِق العلاقة السببية بين السرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية وانعدام الكتلة Massless، نقول، في تعريف ما للكتلة، إنَّها ما يَمْنَع بعض المادة (منعاً مُطْلَقَاً) من أن تسير بسرعة الضوء". انتهى الاقتباس.
إنَّني أزعم هنا أنَّني قد أعطيتُ تعريفاً خاصاً لـ "الكتلة"، فـ "المادة"، أي الأشياء،، في نظري، على نوعين: نوعٌ يمكنه السير بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية، ونوع يستحيل عليه ذلك. وهذا إنَّما يعني، على ما أرى، أنَّ "الكتلة" هي تلك "الخاصية الفيزيائية" للشيء التي تمنعه منعاً مُطْلَقاً من السير (مهما تسارَع، أي مهما زادت سرعته) بتلك السرعة (الكونية القصوى).
دِلَّني على "آخر" عرَّف "الكتلة" على هذا النحو!
"ولا شكَّ في أنَّ آينشتاين قد تأمَّل حركة كوكب الأرض حَوْل الشمس، مثلاً، فتساءل قائلاً: إذا كان كوكب الأرض يَعْجَزُ عجزاً مُطْلَقاً (بسبب خاصية "القصور الذاتي" لكتلته) عن إحداث أيِّ، وأقلِّ، تغيير في حركته (مقداراً وشكلاً واتِّجاهاً) وإذا كانت الشمس لا تملك تلك القوَّة الخفية، غير المرئية، السحرية، التي تَعْمَل عن بُعْد، والتي تشبه اليد (المحرِّكة) ، فما يكون هذا الذي يتحكَّم في حركة كوكب الأرض بأوجهها كافة؟
لم يبقَ سوى الفضاء إجابةً، وتفسيراً وتعليلاً، فكتلة الشمس (المتفاعلة مع كتلة الأرض، ومع كتلٍ كونية أخرى) أثرَّت في الفضاء المحيط بكوكب الأرض، والذي فيه يسير هذا الكوكب، جاعلةً هذا الفضاء بخواص هندسية معيَّنة، هي وحدها مفتاح التفسير لحركة الكوكب الأرضي بأوجهها كافة.
حتى تفاحة نيوتن أصبح ممكناً تفسير حركتها بمنأى عن تصوُّر نيوتن للجاذبية، وبما يوافِق تصوُّر آينشتاين لها، فالتفاحة التي انفصلت (إذ نضجت) عن غصنها إنَّما كانت تقف في نقطة ما على سطح فضائي يشبه المنحَدَر، فسقطت، إذ انفصلت، نحو أسفل هذا المنحَدَر الفضائي، أي إلى سطح الأرض، فالسقوط (أو الانحدار) لا الصعود هو شكل حركتها الممكن فيزيائياً. والسقوط، بحسب هذا التصوُّر، يجب أن يكون متسارِعاً (تسارُعاً ثابتاً منتظَماً).
وحتى لا يبقى من ذريعة لاصطناع تناقض منطقي بين الدياليكتيك والنسبية العامة لآينشتاين، والتي من خلالها نتصوَّر الجاذبية، وأشياء أخرى، أقول إنَّ المستقيم الفضائي (أو الكوني) إنَّما هو الخط الأقل انحناءً؛ وإنَّ المنحنى الفضائي (أو الكوني) هو الخط الأقل استقامةً، فالاستقامة تظل منطوية على انحناء مهما عَظُمَت واكتملت؛ والانحناء يظل منطوياً على استقامة مهما عَظُم واكتمل. وأنتَ تستطيع أن تَعْثُر على المستقيم في الجزء الأصغر من محيط دائرة.
وظاهرة الدوران حَوْل المحور يجب ألاَّ تشذ عن القاعدة ذاتها، فالخواص الهندسية للفضاء الذي يقع فيه كوكب الأرض، مثلاً، هي التي يمكن، ويجب، أن تفسِّر دوران الأرض حَوْل محورها؛ ولكَ أن تتخيَّل ماهية تلك الخواص الهندسية التي تُكْرِه كوكب الأرض على الدوران، والاستمرار في الدوران، حَوْل محوره.
إنَّ الضوء، وعلى افتراض وجوده في داخل الثقب الأسود، لا يستطيع (وهو الذي يسير بالسرعة الكونية القصوى) أن يغادِر مركز (Singularity) هذا الجسم الكوني إلى محيطه، أو سطحه، أي إلى أُفْق الحدث Event Horizon.
نحن سكَّان الأرض نقول الآن إنَّ عمر الكون 18 بليون سنة؛ أمَّا سكان ذلك الكوكب الذي يفوق الأرض كتلةً بنحو مليون مرَّة فيقولون إنَّ عمر الكون 9 بلايين سنة مثلاً، فالمسافة بين كوكبهم وبين المجرة الأبعد في الكون قد تقلَّصت واخْتُصِرت بما يسمح للضوء باجتيازها في زمن مقداره (بحسب ساعتهم) 9 بلايين سنة.
إنَّنا يكفي أن نفهم الجاذبية على هذا النحو، أي بما يوافِق النسبية العامة لآينشتاين، حتى لا يبقى من موجِبٍ للتفسير الجسيمي للجاذبية، فجسيم الغرافيتون لا حاجة إليه، ولا من موجِب لتفسير نيوتن لها على أنَّها قوَّة خفية، غير مرئية، تَعْمَل عن بُعْد، ولا من موجِب، بالتالي، إلى النظر إليها على أنَّها إحدى القوى الفيزيائية الأساسية الأربع، وإلى السعي في إنشاء وتطوير نظرية نَدْمِج فيها، ونوحِّد، الجاذبية مع "لقوى الفيزيائية الأساسية الثلاث.
الجاذبية، في فهمها الجديد هذا، إنَّما هي، كالحركة والمكان والزمان، خاصية جوهرية للمادة، فالمادة، أكانت على هيئة كتلة أم على هيئة طاقة، لا تُوْجَد إلاَّ في وحدة لا انفصام فيها مع الفضاء والمكان والزمان؛ وليست الجاذبية سوى الظواهر المتأتية من "انحناء الفضاء والمكان". انتهى الاقتباس.
هنا، أزْعُم أنَّني قُلْتُ "جديداً" إذ بسطتُ جوهر "النسبية العامة" في مثال "حركة الأرض حول الشمس". لقد طرحتُ المسألة على نحو يَحْمِل على الوصول إلى "الاستنتاج الأساسي" لآينشتاين.
قُلْتُ، انطلاقاً من قانون "القصور الذاتي"، إنَّ كتلة كوكب الأرض هي الخاصية الفيزيائية التي تمنعه منعاً مطلقاً من أن يكون مسؤولاً عن أي وجه من أوجه حركته، فهو من تلقاء نفسه لا يُنْتِجُ أي تغيير في حركته. إنَّه بريء تماماً من حركته بأوجهها ومعانيها كافة. وقُلْتُ، انطلاقاً، من دحض آينشتاين لفرضية "القوة الشمسية الخفية التي تعمل عن بُعْد"، والتي جاء بها نيوتن، إنَّ الشمس لا تملك ما يشبه "اليد الخفية التي بها تحرِّك الأرض، أو تؤثِّر في حركتها". وعندما نستبعد التفسيرين معاً، أي تفسير "الأرض المتحكِّمة في حركتها" وتفسير "الشمس المتحكمة، عبر تلك القوَّة الخفية، بحركة الأرض حولها"، لا يبقى من تفسير ثالث سوى "الله" أو "الفضاء"، بخواصه الهندسية.
وقُلْتُ بـ "جديد"، على ما أزعم، إذ فسَّرتُ "تفاحة نيوتن" تفسيراً يتناسب ونظرية آينشتاين.
وقُلْتُ بـ "جديد" إذ ألْغَيْتُ من الفضاء هذا "السور المصطنع" بين "الاستقامة" و"الانحناء"، وإذ عرَّفتُ "المستقيم" على أنَّه "الخط الأقل انحناءً"، وعرَّفْتُ "المنحني" على أنَّه "الخط الأقل استقامةً".
وقُلْتُ بـ "جديد" إذ أشَرْتُ إلى أنَّ ظاهرة "الدوران حول المحور" يجب أن تُفسَّر هي أيضاً بـ "الخواص الهندسية للفضاء"، والتي أنتجتها، في المقام الأوَّل، كتلة الجسم الدائر حول محوره.
وقُلْتُ بـ "جديد" إذ تساءلتُ عمَّا إذا كان "الضوء" يُوْجَد، أو ممكناً أن يُوْجَد، في داخل "الثقب الأسود" حتى نقول إنَّ هذا الجسم الكوني يملك من الجاذبية ما يمنع حتى "الضوء" من مغادرته والإفلات من قبضته.
وقُلْتُ بـ "جديد" إذ اسْتَنْتَجْتُ من "النسبية العامة" و"النسبية الخاصة" أنَّ عُمْر الكون هو أيضاً "نسبي"، فسكان الأرض يقولون إنَّه "18 بليون سنة"؛ ولكن سكان "زمكان آخر" يمكن أن يقولوا إنَّه "9 بلايين سنة".
وقُلْتُ بـ "جديد" إذ نَفَيْتُ الحاجة إلى "الغرافيتون"، أي "التفسير الجسيمي" لـ "الجاذبية"، وإلى "دمج وتوحيد الجاذبية مع القوى الفيزيائية الثلاث الكبرى في قوَّة واحدة"، مع أنَّ آينشتاين، الذي نفى عن "الجاذبية" صفة "القوَّة"، حاول ذلك بلا جدوى.
وقُلْتُ بـ "جديد" إذ عامَلْتُ "الجاذبية"، بمعناها الآينشتايني، على أنَّها كـ "الحركة" و"الزمان" و"المكان"، أي على أنَّها خاصية جوهرية ملازمة للمادة.
أعود الآن إلى الفكرة الأساسية في رأي الأستاذ حسن عبد اللطيف، أي إلى فكرة أنَّ الضوء، أو الفوتون، ليس بعديم الكتلة، أي أنَّ له كتلة هو أيضاً.
أقول له متسائلاً: إذا كان "الفوتون" له "كتلة" كمثل "البروتون" فلماذا يستحيل على البروتون أن يبلغ سرعة الضوء؟!
البروتون تنمو كتلته مع كل زيادة في سرعته؛ وهذا النمو هو الحاجز الفيزيائي الجبار الذي يحول بينه وبين أن يبلغ سرعة الضوء. الكتلة تغدو "لا نهائية" إذا ما اقتربت في سرعتها من حافة السرعة الضوئية؛ ولكنَّ "كتلة" الفوتون، على افتراض أنَّ له "كتلة"، ليست بـ "الكتلة اللا نهائية"، فهي تظل، على افتراض وجودها، أصغر من كتلة "الإلكترون"، مثلاً، بملايين المرَّات!
"الفوتون" جسيم "عديم الكتلة"؛ ولكنَّ هذا لا يمنعه من أن يكون متغيِّراً في منسوب "الطاقة" فيه، فـ "الفوتون" يمكن أن يكون لجهة مخزونه من "الطاقة"، "نحيفاً" أو "سمينا".
"الطاقة" في "الفوتون"، ومهما زاد مقدارها، لا يمكنها أن "تتجمَّد" فيه على شكل "كتلة".
إنَّني لم أفهم وجه العلاقة، في قول الأستاذ حسن، بين أن يكون لـ "الفوتون" كتلة وبين أن يكون "متحرِّكاً بالنسبة إلى راصِد ما"، فـ "الفوتون" هو دائماً في حالٍ من الحركة بالنسبة إلى كل الراصدين؛ وهو دائماً يتحرَّك بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة (في الفراغ) بالنسبة إلى كل الراصدين، مهما اختلفت "أمتارهم" أو "ساعاتهم".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!
- -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!
- قنبلة صوتية من نوع -سيداو-!
- في فِقْه -السلام الاقتصادي-!
- نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!
- حتى لا يتحوَّل العرب إلى -أقلية قومية-!
- شرط نتنياهو لقبول -حل الدولتين-!
- اكتشاف فلكي يُزَلْزِل -العقل السليم-!
- هذا -الإفراط القانوني- في تنظيم -حرِّية الصحافة-!
- عندما يختلف نتنياهو وأوباما -لغوياً-!
- لا تجريم لإسرائيل حتى تعترف هي بجرائمها!
- فتاوى تَعْظُم فيها الصغائر وتَصْغُر العظائم!
- -أصل الأنواع- في الكتَّاب!
- أوباما -يكتشف- تركيا!
- العرب.. أُمَّة عاطلة عن العمل!
- الموت والحياة!


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويسألونكَ عن الجاذبية..!-