أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!














المزيد.....

-الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس من دولة في العالم، ومهما أظهرت من قوَّة الالتزام الديمقراطي، تسمح بتداولٍ للسلطة، حُرٍّ من ذلك "القيد الذهبي"، المسمَّى "الدستور"، فالسلطة يمكن أن تنتقل، بالانتخاب، إلى أي حزب معارِض، على أن يلتزم من البرامج الفكرية والسياسية ما يضمن بقاء كل تغيير يسعى إليه دون الحد الأقصى الدستوري، فالتغيير يفقد "شرعيته" إذا ما جاوز، أو خرق، مبادئ دستورية أساسية. وليس من دولة في العالم أيضاً أبدت اهتماماً حقيقياً بما يمكن تسميته "التنظيم الدستوري لتغيير يقوم على نفي تلك المبادئ الدستورية الأوَّلية"، فالجهد الدستوري الحقيقي الذي تبذله الدول إنَّما هو الذي يستهدف جَعْل الأحزاب، أو الحياة الحزبية، مستوفية الشروط الدستورية، وجَعْل "التغيير"، مهما عَظُم، دون "السقف الدستوري"، المبني من تلك المبادئ الدستورية.

الفلسطينيون ليس لهم دولة حتى الآن، ولا يملكون، بالتالي، من القوانين ما يجعلها في منزلة الدستور الحقيقي، فـ "المؤقَّت" في حياتهم السياسية والقانونية هو السائد والمهيمن.
ومع ذلك، ثمَّة ضغوط تُمارَس على الفلسطينيين لحَمْلِهم على أن يتَّخِذوا من الشروط الثلاثة للجنة الرباعية الدولية ناظِماً، كالدستور، لحياتهم السياسية، فبَيْن "برلمانهم" و"حكومتهم" أقيم، أو يُقام، ما يشبه "المطهر"، وينبغي لكل حزب سياسي فلسطيني أكسبته "الانتخابات الحرَّة" نفوذاً برلمانياً يسمح له، من وجهة نظر ديمقراطية صرف، بأن يشغل حيَّزاً ما من "الحكومة"، أن يجتاز هذا "المطهر"، ولو حظي برنامجه السياسي ـ الانتخابي، الذي يتجاوز فيه كلِّياً أو جزئيَّاً "الأقانيم" الثلاثة للجنة الرباعية الدولية، بتأييد غالبية الناخبين، وكأنَّ المراد هو التأسيس لنظام سياسي فلسطيني "شيزوفريني"، ولو بدعوى "إعطاء ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"!

إنَّنا، وعملاً بمبدأ "الضرورات تبيح المحظورات"، نؤيِّد الآن فحسب (و"الآن" لا تعني "دائماً") أن تتَّفِق "فتح" و"حماس" على تأليف حكومة فلسطينية "شرعية"، من وجهة نظر دولية، أي تستوفي، في برنامجها السياسي، الشروط الثلاثة للجنة الرباعية الدولية، حتى تُذلَّل العقبات من طريق إعادة إعمار قطاع غزة، ومن أجل الإعداد والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، فـ "الضرورة" هنا هي "إعادة الإعمار"، كما أكَّد ذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمَّا "المحظور" الذي تبيحه تلك "الضرورة"، إباحةً مؤقَّتةً، فهو، على ما نرى، أن "تتحلَّى" حركة "حماس"، أو حركة "فتح"، أو غيرهما من المنظمات الفلسطينية، بتلك "الشيزوفرينيا السياسية".

لقد أعلن الرئيس عباس أنَّ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة المقبلة ستكون حرَّة نزيهة شفَّافة بالمعاني العالمية لتلك الصفات الثلاث، مؤكِّداً، في الوقت نفسه، أنَّ لأيِّ حزب سياسي فلسطيني (يشارك في تلك الانتخابات تصويتاً وترشيحاً) الحق في أن يرفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وفي أن يخوض المعترَك الانتخابي ببرنامج سياسي يتعارَض، أو لا يتعارَض، مع الشروط الثلاثة للجنة الرباعية الدولية، فإذا فاز بما يسمح له بتأليف حكومة فإنَّ أحداً من الفلسطينيين لن يعترِض على ذلك، ولن يقف ضده في سعيه هذا.

ولكن، هل يقف "المجتمع الدولي"، ممثَّلاً بـ "اللجنة الرباعية الدولية"، الموقف ذاته؟!
ما أتوقَّعه وأعتقده هو أنَّ الفلسطينيين، ولو قامت لهم دولة، من خلال "حل الدولتين"، سيظلُّون في حالٍ من الافتقار الدائم إلى "شروط موضوعية" تسمح لهم بالتغلُّب على ضغوط دولية تمارِسها قوى مصمِّمة على منع انتقال السلطة الفعلية والحقيقية إلى أيدي فلسطينيين معارضين لتلك "المبادئ السرمدية الثلاثة"، ولو جَعَلَ "صندوق الاقتراع الشفَّاف" تلك السلطة في متناول أيديهم، فالحصار الذي ضُرِب على قطاع غزة، أو ما يشبهه من ضغوط دولية، هو جزء لا يتجزأ من "الضمانات الدولية" للنتائج النهائية لمفاوضات السلام.

وهذا إنَّما يعني، ولو ضِمْناً، أن تصبح "الشروط الدولية الثلاثة" في منزلة "الشرط الدستوري الأهم" لتداول السلطة فلسطينياً، أي لانتقالها من حزب إلى حزب، وكأنَّ "البرلمان" هو معقل "الشرعية الفلسطينية الانتخابية"، و"الحكومة"، أو "السلطة"، هي معقل "الشرعية الدولية"؛ وعلى الفلسطينيين، بالتالي، أن يعتادوا حياةً حزبية سياسية، يُحْظَر فيها على أيِّ حزب أن يُتَرْجِم وزنه الشعبي والسياسي والانتخابي والبرلماني بوزن حكومي قبل أن يجتاز "مطهر الشرعية الدولية"، أي قبل أن يقبل هو ذاته "الشروط الدولية الثلاثة"، أو يؤلِّف (أو يشارِك في تأليف) حكومة مستوفيةً، في برنامجها السياسي، تلك الشروط.

قد يحصل الفلسطينيون، عبر "حلِّ الدولتين"، على دولة؛ ولكنَّها لن تكون إلاَّ بخواص يضمن من خلالها "المجتمع الدولي" بقاء السلطة الفلسطينية المستوفية لـ "الشروط الدولية الثلاثة" بمنأى عن مخاطر الشرعية الفلسطينية المستمدَّة من "صندوق الاقتراع الديمقراطي الشفَّاف"، فللفلسطينيين، أفراداً وجماعات سياسية، الحق في أن يدينوا بـ "الدين" الذي يشاءون، على أن يحترموا "الديانة الرسمية" لدولتهم، والتي تقوم على تلك الأركان الدولية الثلاثة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنبلة صوتية من نوع -سيداو-!
- في فِقْه -السلام الاقتصادي-!
- نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!
- حتى لا يتحوَّل العرب إلى -أقلية قومية-!
- شرط نتنياهو لقبول -حل الدولتين-!
- اكتشاف فلكي يُزَلْزِل -العقل السليم-!
- هذا -الإفراط القانوني- في تنظيم -حرِّية الصحافة-!
- عندما يختلف نتنياهو وأوباما -لغوياً-!
- لا تجريم لإسرائيل حتى تعترف هي بجرائمها!
- فتاوى تَعْظُم فيها الصغائر وتَصْغُر العظائم!
- -أصل الأنواع- في الكتَّاب!
- أوباما -يكتشف- تركيا!
- العرب.. أُمَّة عاطلة عن العمل!
- الموت والحياة!
- -الوسيط- ليبرمان يجب ألاَّ يفشل!
- كفاكم استئساداً على -المبادرة-!
- جيفرسون وأوباما.. وشيطان -الجزيرة-!
- غساسنة ومناذرة جاءوا إلى الدوحة!
- ما وراء أكمة -الدعوة الفاتيكانية-!
- -الاحترام-.. حلال على حكومة نتنياهو وحرام على الحكومة الفلسط ...


المزيد.....




- عاشوا في بيوت برجية.. مدينة -إيمت- تكشف عن حياة المصريين قبل ...
- ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير -قوة ناعمة- في صا ...
- قامت هذه البلدة الأمريكية ببناء -مكتبة للكلاب-.. ماذا يوجد د ...
- وزير خارجية إيران مهددا أمريكا بعد ضرباتها على مواقع نووية: ...
- كيف تلقى الإسرائيليون خبرالقصف الأمريكي على المواقع النووية ...
- ما هي هوامش الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي على المواقع ال ...
- ما حجم الضرر الذي يمكن أن تكون قد أحدثته الهجمات الأمريكية ع ...
- إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهد ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!