أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!














المزيد.....

.. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطابه، الذي افتتح به اجتماع منظمة العمل الإسلامي، على مستوى وزراء الخارجية، في دمشق، تحدَّث الرئيس السوري بشار الأسد عن السلام (مع إسرائيل) وعن المقاومة، وعن أسباب ومعاني فشل مفاوضات السلام، وعن العلاقة بين السلام، بصفة كونه خياراً إستراتيجياً للعرب وسورية، وبين المقاومة، فقال إنَّ إسرائيل هي العقبة الأساسية في طريق "السلام المنشود"، وإنَّ "فشل العمل السياسي في استعادة الحقوق يعطي الحق للمقاومة في استعادتها"، وإنَّ مفاوضات السلام لم تؤدِّ، مُذْ بدأت في مدريد، إلاَّ إلى "الإضرار بالسلام، وجعله بعيد المنال"، وإنَّ إسرائيل اليوم، حيث تحكمها حكومة نتنياهو، التي بالفطرة تناصب "السلام المنشود" العداء، لا يمكنها أن تكون شريكاً للعرب في مفاوضات السلام.

وإنِّي لأفهم كل هذا الذي قاله الرئيس الأسد على أنَّه دليل جديد على اشتداد حاجة العرب إلى فهم جديد للسلام (مع إسرائيل) وللمقاومة، ولأوجه العلاقة بين السلام والمقاومة، فإذا كان نصف الحقيقة (إنْ لم يكن رُبعها) يكمن، على ما أرى، في قول الرئيس الأسد إنَّ مفاوضات السلام قد فشلت؛ لأنَّ إسرائيل، وإسرائيل اليوم على وجه الخصوص، هي "العقبة الكبرى في طريق السلام"، فإنَّ نصفها الآخر يكمن في أنَّ الدول العربية التزمت السلام خياراً إستراتيجياً من غير أن تلتزم، قولاً وعملاً، ما يمكن تسميته "المساهمة العربية الممكنة والضرورية في تذليل تلك العقبة من طريقه"، فهذه "العقبة" لا يستقيم فهمنا لها إذا لم نفهمها أيضاً على أنَّها "نتيجة" لـ "سبب عربي (في المقام الأوَّل)"، فالدول العربية التي لم تتسلَّح للسلام إلاَّ بسلاح واحد لا غير هو إرادته والرغبة فيه هي ما جَعَلَ إسرائيل ضدَّ كل سلام لا يكون في مقابل السلام فحسب.

العرب لا يتحدَّثون عن "الحرب"، فليس لنا الحق، بالتالي، في أن نُذكِّرهم بما هو في منزلة العلاقة السببية بين "السلام" و"الحرب"، أي بالمبدأ الأوَّل للسلام ألا وهو "إذا أردت السلام فاستعد للحرب".

ولكنَّ بعضهم يقول بأهمية وضرورة المقاومة، من غير أن يتخلَّى عن التزامه السلام خياراً استراتيجياً، فهل أثبتنا، بالقول والفعل، أنَّنا نُحْسِن فهم العلاقة بين السلام والمقاومة، وأنَّنا قد أحسنَّا وحسَّنَّا هذا الفهم بما يسمح لنا بحلِّ هذا التناقض المصطنع بين السلام والمقاومة؟!

إنَّني لا أرى من حلٍّ لهذا التناقض المصطنع سوى الحل الذي فيه نلتزم السلام خياراً استراتيجياً، ونتَّخِذ من المقاومة، أي من ممارستها، ومن ممارستها بكل صورها وأشكالها، طريقاً إلى السلام، فالمقاومة لا تستمدُّ شرعيتها، أو أهميتها وضرورتها، من "فشل العمل السياسي في استعادة الحقوق"؛ ذلك لأنَّ هذا الفشل (الذي لا ريب فيه) لا يمكن فهمه وتفسيره إلاَّ على أنَّه، في معظمه، أو في جزء كبير منه، نتيجة حتمية لفشلنا في فهم وممارسة المقاومة على أنَّها طريق إلى السلام، فنحن، ولجهة فهمنا للعلاقة بين السلام والمقاومة، على فئتين اثنتين لم تُثلَّثا بَعْد، على اشتداد الحاجة إلى تثليثهما: فئة تفهم وتمارِس السلام على أنَّه نفي خالص للمقاومة، وفئة تفهم وتمارِس المقاومة على أنَّها نفي خالص للسلام.

وأحسبُ أنَّكم لستم بحاجة إلى دليل على انتفاء وجود "المفاوِض ـ المقاوِم"، فنحن لم نرَ حتى الآن "المفاوِض مقاوِماً"، أي مقاتلاً بالحديد والنار على وجه الخصوص، ولم نرَ "المقاوِم مفاوِضاً". ويكفي أن ينتفي وجود "المفاوِض ـ المقاوِم" حتى يَظْهَر ويتأكَّد وجود "المفاوضات العبثية" و"المقاومة غير المُجْدية".

في أثناء المفاوضات، وإذا ما ثَبُت وتأكَّد أنَّها مجدية، أو يمكن أن تكون مجدية، وإذا ما رأيناها تتقدَّم في اتِّجاه حلٍّ نهائي، تتصالح فيه "الحقوق" و"الحقائق"، ويمكن أن يغدو حقيقة واقعة في زمن مُقاس بـ "الساعة السياسية"، لا بأس، عندئذٍ، بالتوقُّف عن المقاومة المسلَّحة أو العسكرية، مع رفع منسوب "المقاومة الشعبية السلمية".

أمَّا إذا فعلت إسرائيل كل ما تستطيع توصُّلاً إلى تسيير مفاوضات السلام في مسارٍ لا وجود له في عالم السياسة الواقعي، فلا بدَّ، عندئذٍ، من استئناف المقاومة بالحديد والنار؛ ولكن من غيرٍ تخلٍّ عن السلام بصفة كونه خياراً استراتيجياً، أو عن "الحلِّ النهائي" الذي يحظى بـ "الشرعية الدولية".

المفاوِض الذي نملك يتَّخِذ ممَّا يراه فشلاً للمقاومة المسلَّحة في جعل "السلام المنشود" في متناولنا دليلاً "مُفْحِماً" على أن لا حلَّ إلاَّ من طريق التفاوض السياسي؛ أمَّا المقاوِم الذي نملك فيتَّخِذ من فشل مفاوضات السلام، والذي لا ريب فيه، دليلاً "مُفْحِماً" على أنْ لا حلَّ إلاَّ من طريق المقاومة المسلَّحة، فكلاهما يستمدُّ من فشل الآخر سبباً للادِّعاء بأنَّ نهجه هو وحده الصائب.

وهذا المنطق في فهمنا للعلاقة بين السلام والمقاومة هو ما يفضي إلى أقوال من قبيل "فشل العمل السياسي يعطي الحق للمقاومة"، و"فشل المقاومة يعطي الحق للحل عبر التفاوض السياسي".

وأحسبُ، زاعِماً أنَّ لي سنداً في حقائق الواقع، أنَّ النهجين قد فشلا، وأنَّ الحاجة إلى نهج ثالث، يَحِلُّ ويُسوِّي التناقض المصطنع بين النهجين، أو بين السلام والمقاومة، تشتدُّ وتَعْظُم، فالسلام، الذي يُزاوَج فيه بين مطالبنا وشروطنا وبين الشرعية الدولية ما أمكن، يجب أن يظل خياراً فلسطينياً وعربياً استراتيجياً، على أن تُمارَس المقاومة، ولو كانت بالحديد والنار، بصفة كونها طريقاً إلى هذا السلام، فالمفاوِض الذي نبذ القتال، والمقاوِم الذي نبذ المفاوضات، هما السبب الفلسطيني والعربي في جَعْل إسرائيل عقبة كبرى في طريق السلام، وفي زيادة استمساكها بـ "السلام في مقابل السلام".





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان الفساد رجلاً..!
- في -فوضى الفتاوى-.. كاد يُحرَّم الحلال ويُحلَّل الحرام!
- ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!
- -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!
- قنبلة صوتية من نوع -سيداو-!
- في فِقْه -السلام الاقتصادي-!
- نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!