أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!















المزيد.....

ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولايات المتحدة وإسرائيل لم تؤكِّدا، كما لم تنفيا، رسمياً، ما قيل، إعلامياً، في شأن مَنْع إدارة الرئيس بوش في نهاية عهدها، وإدارة الرئيس أوباما، الدولة اليهودية من شنِّ هجوم عسكري على إيران للحيلولة بينها وبين صُنْع قنبلة نووية، تُوْشِك طهران أن تَسْتَكْمِل القدرة على صنعها، ويُمْكنها صُنْعها عمَّا قريب إذا ما قرَّرت ذلك، أي إذا ما قرَّرت أن "تُحلِّل" سياسياً ما "حَرَّمَتْه"، من قبل، دينياً، وهو إنتاج وحيازة (وربَّما استعمال) هذا السلاح، فـ "الضرورات تبيح المحظورات".

ما نَعْلَمه، أو ما أريد لنا أن نَعْلَم، عَبْر "الإعلام"، هو أنَّ إسرائيل قد أعدت العدَّة لضرب إيران عسكرياً؛ ولكنَّ الولايات المتحدة، وفي عهد إدارة أوباما على وجه الخصوص، هي التي ثَنَتْها وصدَّتها عن ذلك.

إسرائيل لا تُصدِّق، ولا تسمح لنفسها بأن تُصدِّق، أنَّ إيران تُخصِّب اليورانيوم، وتمضي قُدُما في تخصيبه، وفي زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصَّب، من أجل إنتاج الكهرباء، أو من أجل الاقتصاد في استهلاك احتياطها من النفط والغاز، بدعوى ادِّخار "القرش الأبيض" لـ "اليوم الأسود"؛ كما أنَّها لا تأخذ مأخذ الجد زعم طهران أنَّ السلاح النووي، إنتاجاً وحيازةً واستعمالاً، هو شيء "حرام"، أو كـ "الحرام"، فهي تَفْهَم وتُفسِّر هذا الزعم الإيراني على أنَّه يَنُمُّ عن رغبة طهران في اتِّخاذ السرِّية والكتمان طريقاً إلى امتلاك ترسانة نووية.

وترى إسرائيل فَرْقاً (سياسياً وإستراتيجياً) نوعياً بين الترسانة النووية الباكستانية (الإسلامية) والترسانة النووية الإيرانية التي لم تَظْهَر إلى حيِّز الوجود بَعْد، فـ "القنبلة النووية الإيرانية" هي، سياسياً واستراتجياً.. وفكرياً، من "النوع النَّجادي"، نِسْبَةً إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجَّاد، المُنْكِر لـ "الهولوكوست"، أو المشكِّك في حجمه وبعض "مسلَّماته"، والمُبشِّر بـ زوال" دولة إسرائيل.

ثمَّ جاء نتنياهو بذريعة جديدة، فهو قال، مُسْتَذْرِعاً بالحرص على "السلام"، إنَّ تَحوُّل إيران إلى "قوَّة نووية عسكرية" سيَمْنَع دولاً عربية من تطبيع علاقتها بإسرائيل، وعَقْد اتفاقيات للسلام معها؛ وقد يشجِّعها هي وغيرها على تطوير علاقتها بـ "إيران النووية" بما يجعل الأمن القومي والإستراتيجي للدولة اليهودية عُرْضَةً لمخاطِر جديدة لا يُستهان بها.

ولا شكَّ في أنَّ إسرائيل لا تحتاج إلى من يشرح لها معاني ومغازي "الجيل الجديد" من الدول النووية، والذي حذَّر البرادعي من مخاطِر ظهوره، فبعض الدول، كإيران، تحاول الجَمْع بين بقائها مُلْتَزِمة معاهدة حظر انتشار السلاح النووي وبين تطوير قدراتها النووية بما يسمح لها بإنتاج الكهرباء مثلاً، وبإنتاج السلاح النووي في أي وقت تشاء، وكأنَّها "جيل الدول النووية بالقوِّة"، أي التي لا تريد الآن إنتاج القنابل النووية وهي القادرة على إنتاجها.

ولكن، كيف لإسرائيل أن تَضْرِب إيران عسكرياً لجعلها في عجز موضوعي (مُزْمِن أو طويل الأجل) عن صُنْع السلاح النووي؟

من الوجهة العسكرية الصرف، ينبغي لإسرائيل أن تَضْرِب أوِّلاً، أو في الوقت نفسه، "قوى وأسلحة ردَّ الفعل (أو الانتقام) الإيراني"، فسلاح الجو الإسرائيلي يمكن أن يعرِّض أمن إسرائيل للخطر إذا ما قَصَر مهمته، التي ليست باليسيرة من الوجهة العسكرية الصرف، على ضرب وتدمير "المنشآت النووية الإيرانية"، كلِّياً أو جزئياً، فإيران التي دُمِّرَت، كلِّياً أو جزئياً، "منشآتها النووية"، يمكن أن تَزُجَّ بـ "ترسانتها الصاروخية" في المعركة، أي معركتها الانتقامية والثأرية؛ وليس في مقدور إسرائيل، حتى الآن، أن تقي نفسها شرور "هجوم صاروخي إيراني" واسع وكثيف ومباغِت وعاجِل.

الجيش الإسرائيلي لن يهاجِم إيران ومنشآتها النووية، برَّاً وبحراً؛ لأنَّ "المهمَّة" أصعب من أنْ تُنْجَز بهجوم برِّي أو بحري، أو بهجوم برِّي ـ بحري. ينبغي له أن يُنْجِزها، أو يحاوِل إنجازها، بهجومٍ جوِّي، قد يخالِطه هجوم بالصواريخ بعيدة المدى.

ولكنَّ هذا الهجوم الجوِّي لن يكون ممكناً من الوجهة الواقعية العسكرية، أو ناجحاً، ولو جزئياً، إذا لم يستوفِ الشروط اللوجيستية للقيام به، فإيران بعيدة جغرافياً كثيراً عن إسرائيل، التي لا يُمْكنها شنَّ هجوم جوِّي يفي بالغرض إذا لم يصبح ممكناً من الوجهة اللوجيستية أن يشارِك فيه جزء كبير، وكبير جداً، من سلاح الجو الإسرائيلي.

وعلى إسرائيل، قبل أن تشنَّ هجومها الجوِّي الواسع، ومن أجل أن تشنه بنجاح، ولو ليس بالنجاح التام، أن تكون متأكِّدة تماماً أنَّ "المنشآت النووية الإيرانية"، جميعاً أو معظمها، ستكون في متناول سلاحها الجوِّي المهاجِم. وأحسبُ أنَّ إيران بسرِّيتها الأمنية والعسكرية، وباتِّساعها الجغرافي، قادرة، أو يجب أن تكون قادرة، على أن تدرأ عن "منشآتها النووية المهمَّة"، أو عن الجزء الأكبر منها، مخاطِر هجوم جوِّي (وصاروخي) إسرائيلي.

وأحسبُ، أيضاً، أنَّ الضربة الجوية الإسرائيلية، على صعوبتها اللوجيستية، وغير اللوجيستية، لن تنزل برداً وسلاماً على أمن إسرائيل إذا لم تزاوجها ضربات جوِّية وصاروخية للقوى والأسلحة الإيرانية التي تبتني منها طهران قدرتها على الردِّ الانتقامي والثأري، وفي مقدَّمها ترسانتها الصاروخية.

وربَّما يشمل الهجوم الجوِّي (والصاروخي) الإسرائيلي جانباً مهماً من "البنية التحتية الاقتصادية" للبرنامج النووي الإيراني، ولقوَّة إيران العسكرية على وجه العموم، فإسرائيل الحريصة على إصابة إيران بعجزٍ موضوعي (مُزْمِن أو طويل الأجل) عن استئناف مساعيها النووية يمكن أن تَضْرِب أيضاً، في سياق هجومها الجوِّي، منشآت اقتصادية إيرانية مهمة، في مقدَّمها تلك الخاصة بصناعة النفط والغاز، والتي تزوِّد طهران القدرة المالية على تطوير قواها العسكرية والنووية.

يمكن أن تُغْرى إسرائيل بشنِّ هجوم عسكري واسع على إيران إذا ما اكتفت برؤية الجزء الممتلئ من الكأس؛ أمَّا إذا لم تكتفِ بذلك، على ما ينبغي لها أن تفعل، فلا بدَّ لمنسوب الخوف من أن يرتفع في رؤوس أصحاب القرار عندها، ولا بدَّ لهؤلاء، بالتالي، من أن يقرِّروا بما يوافِق مخاوفهم الواقعية، فإيران التي لم تقصم ظهرها الضربة الجوِّية (والصاروخية) الإسرائيلية يمكنها، عندئذٍ، أن تُمْطِر إسرائيل بصواريخها، وأن تُلْحِق بها، بالتالي، خسائر بشرية ومادية، يمكن أن تكون من العِظَم ما يضطَّر الدولة اليهودية إلى الكشف عن ترسانتها النووية، واستعمالها!

ولن تكون تلك الخسائر هي السبب الوحيد لشنِّ هجوم نووي إسرائيلي على إيران، فطهران، بعد وبفضل الهجوم الجوِّي والصاروخي الإسرائيلي الذي تعرَّضت له، لن تكون أقل وإنَّما أكثر استمساكاً بخيار التحوُّل السريع إلى "قوَّة نووية عسكرية".

وطهران هذه لن تكون لها مصلحة، بعد وبسبب ذلك، في الحفاظ على أمن إمدادات النفط في مضيق هرمز؛ كما لن تكون لها مصلحة في تمكين إدارة الرئيس أوباما من إحراز النجاح الذي يريد في أفغانستان، والنجاح الذي يريد في العراق، وكأنَّ الهجوم الجوي (والصاروخي) الإسرائيلي على إيران يمكن أن يكون، لجهة عواقبه، هجوماً إسرائيلياً على مصالح وأهداف إستراتيجية للولايات المتحدة نفسها.

إنَّنا يكفي أن نرى الجزء الفارغ من الكأس حتى نجنح للاعتقاد بأنَّ السبب الأهم الذي ردع، ويردع، إسرائيل عن مهاجمة إيران ليس تحفُّظ أو اعتراض الولايات المتحدة، التي خير خدمة أمنية ـ إستراتيجية يمكن أن تسديها إلى إسرائيل هي أن تحاوِر إيران بما يُغْريها بأن تكتفي بأن تكون "دولة نووية بالقوَّة"، أي يُمْكنها أن تَصْنَع القنبلة النووية؛ ولكن من غير أن تصنعها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!
- -الشيزوفرينيا السياسية الفلسطينية-.. داء أم دواء؟!
- قنبلة صوتية من نوع -سيداو-!
- في فِقْه -السلام الاقتصادي-!
- نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!
- حتى لا يتحوَّل العرب إلى -أقلية قومية-!
- شرط نتنياهو لقبول -حل الدولتين-!
- اكتشاف فلكي يُزَلْزِل -العقل السليم-!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!