أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - تسعيرة جديدة لرؤيا الشيخ القديمة














المزيد.....

تسعيرة جديدة لرؤيا الشيخ القديمة


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 2643 - 2009 / 5 / 11 - 05:06
المحور: كتابات ساخرة
    


هل وصلتكم يوما رسالة على بريدكم الالكتروني عن شيخ نائم, ورأى فيما يرى النائم رؤيا من اضغاث احلامه عن قرب قيام الساعة؟ وقد هب الشيخ مشكورا لتحذيرنا مما ينتظرنا من عذاب اليم.
مرسل الايميل يتحدث عن شيخ احمد ما كان نائما في المسجد النبوي في المدينة المنورة, فجاءه النبي محمد في منامه وكلفه بنقل هذه الرسالة المستعجلة الى عباد الله , في عصرنا هذا الذي " يتشبه الرجال به بالنساء ( ربما يعني حلق اللحى) ونساء يتشبهن بالرجال ( ربما يعني لبسهن الجينز اللعين... وما احلاهن به!)" , مع ان ابرز اسباب قيام الساعة كان يجب ان يكون انتشار فتاوى القتل والتجهيل التي يبثها مشايخ الشريعة كل يوم والتي تفقس عن منظمات ارهاب. وهذه هي حقيقة اكثر مظاهر عصرنا بشاعة.
لاندري لماذا خص النبي هذا الشيخ المجهول بهذه الزيارة فكونه شيخا وصلى ركعتين قبل غفوته لاتجعل له حضوة وافضلية ما لدى النبي, والمصلون كثر.لكن هذا ما كان متوفرا على مايبدو تحت اليد حينها.
ان هذه الرسالة هي ذاتها التي كنا نستلمها مكتوبة باليد وبخط رديْ واصبحت تاتينا الان الكترونيا بحلّة جديدة لكن مضمونها القديم بقي على حاله. تحذرنا من قرب قيام الساعة وتطالبنا بالتمسح بأذيال رجال الدين. وهي تلغي الكثير مما قيل وكتب عن اشارات قيام الساعة التي اعلنت من على منابر الجوامع او في طيات كتب غليظة, والتي تتعدى في اهميتها التشبه بالجنس الآخر. فقد تجاهلت الاعور الدجال وانفلاق القمر والرايات السود وظهور المهدي المخلّص بجرة قلم او بغفلة من شيخ واهن لازال الوسن يداعب اجفانه.
ان هذه الرسائل تحاول ابقاء هاجس الخوف في بواطن نفس المواطن البسيط يقظا وتذكره بالعذاب الذي ينتظره, مع انه على الاغلب الضحية وليس الجاني. تحاكي المؤمن البسيط الذي لم يستطع الخلاص من براثن القيود والممنوعات والتحريمات التي نشأ منذ نعومة اظفاره عليها, داخل العائلة والمجتمع والتي لازالت تتعزز بسيل هائل من فتاوى التحريم وقائمة ممنوعات جديدة مرفقة بالعقوبات الخاصة بها.
ولاينسى معدو الرسالة استغلال قصر ذات اليد لدى اغلب المؤمنين لأغرائهم بنشر هذه الرسالة مقابل مردود مادي محدد هذه المرة وليس معنويا فقط كما كان سابقا. فمن ينشرها " فأن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه رزقه ويحل مشاكله ويرزقه خلال 40 يوما تقريبا " ويتابع " وعلمت بان احدهم قام بنشرها بثلاثين ورقة رزقه الله 25 الف من المال " يابخته !!!
لكن شيخنا الجليل ادامه الله لم يبلغنا 25 الف ماذا ؟ بأية عملة -على الاقل على سبيل التشجيع - هل 25 الف بعملات الكفار من دولار واويرو واسترليني ام بعملات بلاد الاسلام من درهم ودينار؟ المصيبة لو كانت بالجنيه السوداني او بالريال اليمني.
ويتبين لنا بان نشر هذه الرسالة( الوصية كما يسميها ) تعوضنا عن صلاة وصيام سنين طويلة, بما تجلبه من منافع مادية ومعنوية لحياتنا بايام قليلة. وهي فرصة سانحة لتاركي الصلاة للنجاة من عذاب الآخرة بارسالها باسرع وقت.
اما عدم نشررسالته المعطرة بنفحات النور فستعقبها نتائج وخيمة " اخبرت ان شخصا كذب الوصية ففقد ولده في نفس اليوم..وهذه معلومة لاشك فيها " لكن لاتجزع عزيزي القاريْ فلديك مهلة مريحة تتدارك بها غفلتك " عليك ان ترسل هذه الوصية بعد 96 ساعة من قراءتك لها " وهي فرصتك الاخيرة في النجاة وقد اعذر من انذر !
الغريب في مضمون هذا الايميل الوصية ان رزقك سيتوسع ( عالبطيْ ) خلال 40 يوما تقريبا اذا ارسلتها. اما العقاب فسيأتي مثل القضا المستعجل في نفس اليوم ويفجعك بمن تحب.
ترى ماالحكمة من ذلك واين مكمن العدل فيه؟ لااعلم.
لكني اعلم بان تجارب البلدان تؤكد: عندما يكون الترهيب هو السبيل للايمان فبئس الدين هذا.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرمان همايوني !
- نعرفهم... كما يعرف الزمان مسراته
- نعرفهم كما يعرف الزمان مصائبه
- عمر حسن البشير يعاقب الغرب بتجويع السودانيين !!!
- حقوق عراقية برسم الاغتصاب
- ملحمة الفداء الحسيني بين انسانية القيم ولا انسانية الشعائر
- اطفاء ديون وتعويضات على ذمة دكتاتور نافق
- الأبتزاز السياسي على هامش الأتفاقية الآيلة للمصادقة
- - تعرفونهم من ثمارهم - * ... مطلوب اوباما عراقي
- ابراهيم الجعفري تحت عباءة مقتدى الصدر , ياامام كجايي ؟!!
- نار امريكا ولا جنة ايران
- لاتنسوا أهلنا المسيحيين !
- زفة كاولية!!!
- احزاب سيئة السمعة
- انيميا الثقافة ! انيميا الوعي !
- انيميا الثقافة !انيميا الوعي !
- العراق جمهورية موز ! - :I had a dream
- ثروة ناضبة لحياة نابضة
- ويحك يا مالكي ! ويلك ياائتلاف ! تبا لك ايتها الميليشيات !
- هل من وشيعة بين الشيعة ؟


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - تسعيرة جديدة لرؤيا الشيخ القديمة