سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 03:43
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
صباح الخير يانساء وطني
صباح الخير يا نساء وطني، صباح الذكريات الجميلة ، حين تنقذني من بؤس غربتي ، وتعيدني الى تلك الأيام ،تعيدني الى طيبة نساء شارعنا ، تتجسد بروح التعاون حين تكون هناك حاجة للمساعدة ، وفيض المحبة التي يحملن َّ في قلوبهن ، أتذكرهن واحدة واحدة ، ربات بيوت، ومعلمات ، وموظفات في دوائر الدولة ، وعاملة الخياطة ، تلك المراة التي سماحة روحها ومرحها وضحكتها ، تجعلني أنسى تعب يومي ، تعلمت منها الكثير، فقيرة الحال ولكنها غنية الروح والقلب ، تجيد القراءة والكتابة بشكل جيد ، رغم إنها لم تنهي دراستها الأبتدائية ، كانت تترد على بيتنا قبل أن يعتقل والدي ، وبعد أعتقاله لم تنقطع عن زيارتنا ، كانت تخرج الى العمل صباح كل يوم ، ماعدا يوم الجمعة ، وتعود الساعة الخامسة عصرا ، تعودنا ان نسمع تحيتها حين تعود ، تروي لنا حكايات عن العاملات والعمال الذين معها في المعمل ، مثلما تحكي بطيبة عن رب العمل ، كان أبي يقول لها ( أم سلمان صاحب المعمل ياكل جهدكم وتعبكم ) وتقول ضاحكة ( لا أبو سلام هذا الرجال معيشنه لومو معمله جان صرنة بالشارع ) ويحاول والدي أن يشرح لها كيف يستغلهم رب العمل ، وتبدو أنها تقتنع بكلامه ولكنها تقول ( أدري انتم اتدافعون عن الناس الفقره والعمال ،بس هو هم لازم يعيش ).
صباح الخير يانساء وطني ، صباح الأول من أيار ، صباح أم سلمان وكل العاملات ،كل المعلمات ، كل الموظفات ،كل ربات البيوت ، الجميع يعملن ، الجميع يكدحن ، الجميع يخلقن َ الفرح لهذا الوطن ،الذي لولاهن َّ لآضحى صحراء ا ً ، لاتسكنها غير أفاعي القتل.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟