سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
صباح الخير يانساء وطني
صباح الخير يانساء وطني بكل أطرافه ، بكل أنهاره وجداوله وعيون مياهه ، بكل نخيله وأشجار فواكهه ، بكل أطياره وصفاء سمائه ، بكل عذوبة نسائمه ،رغم مانسمع عن العواصف الترابيه ، بكل الضجيج الذي يحتويه ، وبكل حواجز الأسمنت ، وبكل الظلام الذي يخيم على مدنه ، بكل التشرد والتيتم لأطفاله ، بكل العذاب المر لأرامله ، بكل الحنين في عيون الأمهات ، وبكل الأمل الذي لم يتلاشَ في نفوس شبابه ، من أن الغد القادم لابد وأن يكون أجمل ، بكل هذا أقول لكن َّ صباح الخير
صباح الخير يانساء وطني ، صباح اليوم الأخير من آذار ، حيث الفرح في العيون ، وحيث تبتسم التهاني على الشفاه ، وحيث تورق الأشجار من جديد ، لموسم ربيعي لابد أن يكون الأجمل ، بعد قساوة شتاء ،ثلاشى فيه للوهلة الأولى ، وهج الحلم الذي تلبس العيون ، وبدا الأفق معتماً ، وماتت في الروح للحظة براعم المستقبل الذي نتمنى ، لكنها بشائر آذار من جديد ، تبعث ذلك الدفء الجميل في الروح ، وهي كذلك أزهار آذار ، تمتلئ بعبيرها الصدور ، وهي كذلك شمس آذار ، تزرع في النفوس ، رغبة التحليق في فضاءات أوسع وأبهى ، فمازال الفرح يشق طريقه الى العيون ثانية ً.
صباح الخير يانساء وطني ، صباح عيونكن َّ في أخر أيام آذار، عيونكن َّ الحالمة بالورد، وردة على قبر الشهيد حيث صار مزاراً ، وردة لأم الشهيد وهي تحمل صورته فخراً ، وردة لحبيبة الشهيد وهي تطرز جديلتها برسائله ، وردة لزوجة الشهيد وهي تربي أبناءها صموداً ، وردة لوالد الشهيد وهو يتألق ذكريات ، وردة لأخت الشهيد وهي تبتسم إعتزازاً ، وردة لأبنة الشهيد رافعة رأسها شموخاً ، وردة لأبن الشهيد وهو يمتلئ ُ عنفواناً .وردة ...وردة ...وروداً لرفاق الشهيد وهم يسيرون قـُدما على طريق رفيقهم الشهيد ،.شهيد اليوم الأخير من آذار.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟