أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سُلاف رشيد - رسالة من أبي














المزيد.....

رسالة من أبي


سُلاف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى روح الشهيد والدي

البارحة وأنا بين النوم واليقظة ، جلس والدي على حافة السرير ، كان ينظر إلي َّ والفرح يشع من عينيه ، وبهدوء مسح بيده على شعر رأسي ، ودون أن يتكلم شيئا وضع تحت مخدتي هذه الرسالة .
أبنتي العزيزة
منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ، كتبت هذه الرسالة ، وكم حاولت أن أرسلها إليك ، ولكن تعذر عليَّ إرسالها ، رغم إنني ختمتها بدمي ، ولكن يبدو أن دماءنا ما عادت لها من قيمة ، لهذا تراني بحثت عنك طويلا ، كنت أضنك في الوطن ، وبالفعل لقد درت في شوارع بغداد طويلاً ، ورغم معرفتي الجيدة في شوارعها ، إلا إنني تهت كثيرا ، فبغداد لم تعد بغدادنا ، تلك التي حلمنا بها كثيرا، ولكن صدقيني أنا الذي كنت أتصور نفسي أعرف بغداد مثلما أعرف راحة يدي ، صدقيني دخت حتى وصلت منطقتنا ، وهنا بدأت مشكلة أخرى ، كيف لي أن أصل إلى بيتنا ، وقد أحاطت بكل الأرصفة أعمدة الأسمنت ، ولكنني أخيرا ً وصلت إلى بيتنا ، وأحزنني حال البيت كثيرا ، رأيت الحديقة مهملة ، والورد ذابل بها ، ولم أرى أحداً منكم ، وهذا ما أثار استغرابي ، أين أنتم ؟
حاولت أن أجد مبرراً لغيابكم جميعاً ، لقد كنت أوعدتكم أن أعود سريعاً ، وها أنا عدت ْ، ولكنني لا أعرف، كم من السنوات مرَّ على غيابي ؟ وليس هناك غير الحب ، دليل لي كي أصل إليك ، أصدِقك القول أن الوصول إليك لم يأخذ وقتا طويلا ، ولكن المفاجأة هي إنك في بلد، رأيت سيارته مثل نوع السيارات التي تسير في شوارع بغداد .
أبنتي العزيزة
أعرف جيداً من إنك تتذكرين اليوم الذي فارقتكم به ، وأعرف من أنك كنت تنتظرين عودتي ، ولكنني يا حبيبتي ، ضعت في أقبية ودهاليز ، لا يعرف الله لها منفذاً ، عذبوني بكل الأساليب التي لم يعرفها بشرا ً من قبل ، ولكنهم لم يتوصلوا إلى السر الذي دفنته في روحي ، مزقوا ظهري بسياطهم ، وفقأوا عينيَّ بأصابعهم ، وحرقوا صدري بأعقاب سكائرهم ، ولكنهم لم يتوصلوا إلى حقيقة ذلك السر ، وبعد أن تعبوا مني ، قرروا أن أودع جسدي ، وها أنا مثلما ترين روحا ، أتحرك أين ما أريد ، ولكن ما أحزنني ، أنكم تحتفون باستشهادنا أكثر ما تحتفون بالمبادئ التي من أجلها أستشهدنا ، أطبع قبلتي على جبينك ، لأنك مازلت تحملين ألأفكار التي من أجلها قدمت حياتي .



#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير يا نساء وطني.....5
- صباح الخير يانساء وطني (6)
- من أوراق عراقية في المنفى.......صباح الخير يانساء وطني
- من أوراق عراقية في المنفى
- صباح الخير يانساء وطني
- تأملات امرأة......( احداث الموصل)
- تاملات امراة............ كاتم صوت
- تاملات امراة ...... بمناسبة ذكرى إنتفاضة معسكر الرشيد تموز 1 ...
- ينابيع العراق الغرفة التي علمتني الكثير
- تاملات امراة ................
- تأملات أمراة..... 9 نيسان
- تأملات امرأة....
- يوم المرأة .... أبتسامة ٌبحزن ٍ
- تاملات امراة
- هَمسات حب إلى والدي الشهيد
- تأملات أمرأة
- تأملات امرأة(8)
- تأملات امرأة (7)
- تأملات امرأة(6)
- تأملات امرأة 5


المزيد.....




- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الضربة الجوية الأمريك ...
- Israel’s war on Iran and the region must stop.
- التطبيع بين المغرب وإسرائيل: من المستفيد؟
- هجوم إسرائيل العسكري على إيران: هاوية مرعبة للشعب الإيراني و ...
- سقوط الدكتاتورية الأسدية. ماذا بعد؟ الوضع الراهن في سوريا
- الموظفون//ات العاملون//ات بالتعليم العالي: بين مطرقة الإصلاح ...
- تيسير خالد : القصف الاميركي للمنشآت النووية الايرانية عمل إج ...
- حكومة الحيتان تحاصر المستأجرين لتمرير قانون الطرد بالقوة


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سُلاف رشيد - رسالة من أبي