سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 10:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حقا أرتجف عندما أسمع كلمة كاتم صوت ، أشعر بأن هناك من يضع وسادة على فمي ويخنقني ، كي يكتم أنفاسي ،وربما هذا الخوف جاء من كثرة القصص التي سمعتها في طفولتي وصباي ، وهي تحكي عن كيفية القتل في كتمان الصوت .
هذه الأيام تكررت هذه المفردة كثيرا ً ، استشهد البعض بكاتم صوت ، وهذا بالطبع يختلف عن الوسادة ، لأنه مسدس من عيار يختلف عن عيار الوسادة ، فالوسادة تقتضي أن يجلس عليها من يريد كتم صوت الآخر ، والمسدس لا يفعل شيئا لمن يريد كتم صوته سوى الضغط على الزناد ، فتنطلق الرصاصات تباعا كي تستقر برأس من يريدون كتم صوته . دون أن يـُسمع لها صوتا ، ودون أن يـُسمع صوت من يراد كتم صوته .
لقد كثر أستعمال كاتم الصوت، في كتم الأصوات هذه الأيام، ونحن نقترب من الذكرى السابعة ، لمجزرة الحادي عشر من سبتمبر، رغم أن ضحايا هذه المجزرة ، لم يقتلوا بكاتم صوت ، ولكنهم قتلوا بكاتم صوت سياسي ،وهذا الكاتم أخطر أنواع الكواتم ، لأنه ليس يــُخرس صوت الضحية فقط ، بل يـُخرس شاهدها ، وحين ذاك تضيع الدلائل والشهادات ، بضياع صوت الشاهد .
وهذا بالفعل ما يجري في وطننا اليوم ، كاتم الصوت يفعل فعله في ضحاياه وشهود الضحايا ، وهو بالطبع ليس بعيدا ً عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فها هو فعله يتصاعد مع ذكراها السابعة ، وقد خيم بظلاله على نفوس العراقيين ،رغم الإدعاء بتحسن الوضع الأمني .
كاتم الصوت هذا ، أخطر من أية جريمة تـُرتكب ، لأنه لا يترك فسحة من الحرية للشهود ، لأنهم سيكونون من ضحاياه القادمين ، مادام هو في حضرة إسكات الأصوات ، وإخماد همهماتها ، وهذه مهمته التي ستعم في العراق القادم ، مادام ليس هناك من ْ يستطيع كبح جموح ، من ْ الذي يريد للعراق هذه الحالة ؟؟
خلاصة القول : هل قـُتل أخي برصاص مسدس كاتم صوت ؟؟؟
أتمنى أن لا يكون ذلك
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟