سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:03
المحور:
حقوق الانسان
جلس مكتئباً والسيكَارة لا تفارق شفتيه حتى أن منفضة السكَائر امتلأت بأعقاب السكَائر دون أن ينبس بكلمة، ظننت انه سوف يصمت دهراً حاولت جاهدة أن أخرجه من هذا العالم الذي يعيش به ولكن كل محاولاتي ذهبت عبثاً. لا أنكر إنني بذلت جهداً استثنائياً من اجل أن يفصح عما في داخله هذا اليوم ولكنه أبى أن ينفس عما في داخله من كرب ، أحضرت إليه قدح الشاي ظناً مني انه سوف يساعده في تهدئة أعصابه ولكنه بدلاً عن ذلك ازداد قتامة، في الحقيقة اعرف ما جرى هذا اليوم وأتذكر حديثه عن سعاد وأحمد ، سعاد كانت زميلته في الكلية واحمد ذلك الشاب الذي تزوجها قبل عشرين عاماً يومها كان يتردد عليها في كلية الآداب هي تدرس اللغة الانكليزية وهو طالب في كلية العلوم قسم الرياضيات أتذكر جيداً ذلك الحديث الذي أفضى به لي عنهما يوم قررا أن يتزوجا قالت له سعاد:
عليك أن تعرف يا أحمد إنني امرأة لا تنتمي إلى طائفتك أنا امرأة من الطائفة السنّية.
قال لها احمد:
ولكنك مسلمة وأنا مسلم من الطائفة الشيعية ونحن الاثنان معاً مُسلمان ما الفرق؟ .
قالت له أخشى أن يعترضا اهلك أو أهلي
قال لها نحن اللذان سوف نتزوج وليس أهلينا وتم ما أرادا كان ذلك كما قلت قبل عشرين عاماً. ولكن قبل يومين حدث الذي لم يكن قد كان له أن يحدث قبل عشرين عاماً وقد تم قتل زواجهما بقتلهما معاً وطفليهما برصاص خلق من اجل أن يفرق بين البشر تذكرت كل ذلك وأنا أحدق في وجه أخي وهو يعتصره الحزن على سعاد وأحمد اعرف ذلك وقد ترك جرحاً كبيراً في روحه مثلما ترك غصة كبيرة في حلقي فجفت الدموع في عيني.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟