|
آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية ...
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 07:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في رسالة مطولة أرسل موقع نور الإسلام مقالة بعنوان ( آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية). من كَتاب موقع الحوار المتمدن الذين وصلتهم المقالة نذكر منهم الدكتور عبد الخالق حسين والدكتور طارق حجي والدكتورة سهام فوزي .. بعد أن حمد الله سبحانه وتعالى وصلى وبارك على رسوله قال : فإن أخطر ما يعانيه المسلمون اليوم ما يقوم به أعداؤهم من الكافرين والمنافقين من التلبيس والتضليل حتى أصبح ذلك سمة من السمات البارزة في واقعنا المعاصر .. ما هو هذا الخطر الذي نعاني منه ؟ إنه ( الشرعية الدولية) .. كيف ؟ سوف نقول : بلغت خطورة هذا الأمر أن انخدع به بعض المنتسبين للعلم فضلاً عن العامة والدهماء .. وذلك بما يقوم به الملبسون الماكرون من تلاعب بالمصطلحات وقلب الحقائق وعرضها في قوالب مزخرفة وطرحها في وسائل الإعلام .. وحقيقة نحنُ لا ندري هل هناك مصطلحات أخرى علينا أن نتداو لها وما هي هذه المصطلحات التي يجب على العالم أن يتعامل بها من وجهة نظر السيد نور الإسلام فهو لم يحدد للعالم ما هي هذه المصطلحات ؟ وكيف يتم تداولها وخاصة من قبل الدول الكبرى الكافرة .. يقول نور الإسلام : ومما زاد الأمر خطورة غفلة كثير من أهل العلم عن التصدي لهذه التلبيسات التي يمس كثير منها صلب العقيدة وأركان التوحيد وهوية الأمة وأخلاقها وإن لم يقم أهل العلم بواجبهم في رفع هذا التلبيس وبيان سبيل المجرمين تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .. إذن الرجل يقوم بالتصدي لهذا المصطلح نيابة عن أهل العلم جميعاً ونتمنى أن لا تذهب جهود نور سُدى خاصة في المحافظة على هوية الأمة والتي لا نرى نحنُ لها أية هوية .. الشرعية الدولية مصطلح وثني يجب أن لا يترسخ في أذهان الناس وذلك بمناداتهم تارة باحترام الشرعية الدولية وتارة بتحريم الخروج على الشرعية وثالثة بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ... إذن على العالم أجمع أن ينصاع لما يقوله شيخنا الجليل نور الإسلام ولكن كيف ؟ سوف نرى ... الشرعية الدولية مصطلح طاغوتي معناه : الاحتكام والالتزام بشرع وضعي وضعته الدول الكبرى الكافرة يحكم علاقات الدول في هذا العالم وفقاً لتشريعاتهم ومعاييرهم وأعرافهم ومصالحهم .. وضعته الدول الكافرة أمريكا .. بريطانيا .. روسيا ثم بعد ذلك أنضم إليهم فرنسا والصين .. خمسة دول كافرة . ولقد صاغت هذه الدول ميثاق الأمم المتحدة لتكون له المرجعية الأولى في كل قضية من قضايا العالم .. وأصبح العدو يستخدم هذا المصطلح في تمرير أي شيء يريده على دول العالم ولا سيما دول المنطقة الإسلامية .. فاحتلال البلدان وغزوها ومحاربة الدعاة والمجاهدين كل ذلك يتم بأسم الشرعية الدولية .. الآن توضحت الصورة أمامكم من ناحية مفهوم الشرعية الدولية .. ولننتقل إلى المصطلح الطاغوتي في ضوء العقيدة الإسلامية . إن الحكم على الشيء فرع من تصوره .. إن ميثاق الأمم المتحدة طاغوت وقانون ليس كأي قانون وضعي عادي وليس هو مجرد وثيقة تأسيسية لمنظمة الأمم المتحدة فقد جعله واضعوه أكبر من ذلك بكثير .. وهو أعلى مراتب المعاهدات الدولية وأعظم قواعد القانون الدولي مكانة بحيث نصت المادة 103 من هذا الميثاق على أنه : إذا تعارضت الالتزامات التي يرتبط بها أعضاء الأمم المتحدة وفقاً لأحكام هذا الميثاق مع أي التزام دولي يرتبطون به فالعبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق .. كما نصت المادة السادسة من الميثاق على انه يجوز للجمعية العامة أن تفصل عضوا من الأعضاء إذا أمعن في انتهاك مبادئ الميثاق .. لا نعلم حقيقة ما هو الخلل أو ما هو الضرر أو العيب في المادتين حتى أن السيد نور قد أشاد بهما .. ثم يقول : هيئة الأمم المتحدة منظمة خاضعة للنفوذ اليهودي الصليبي .. كم أتمنى أن يكون هناك هيئة أو منظمة أو حتى كازينو خاضع لنفوذنا ؟؟ العالم باجمعه خاضع لليهود وللصليبيين ونحنُ من يخضع لنا ؟ سوف نأخذ بعض بنود ميثاق هيئة الأمم : في الديباجة ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) : إن غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة .. إن هذه العبارة اعتراف وإقرار بحرية الإلحاد وعدم مجاهدة المرتدين وعدم إفزاع الكفار ونعوذ بالله من حقوق هذه نتائجها .. غاية المسلمين مجاهدة المرتدين وإفزاع الكافرين .. هذه هي الغاية .. ليس لنا أي غاية أخرى .. لا علاقة لنا بالظلم والقهر والفقر والجوع والأمية والتخلف وهدر الحقوق وسحق المرأة ... المهم المجاهدة والإفزاع ؟ المادة الثانية تقول : إن لكل إنسان التمتع بكافة الحقوق والحريات دون تمييز كالتمييز بسبب الدين ... ولكن يا سادتي أصحاب الميثاق أقول لكم ماؤاكم جهنم وبئس المصير ؟ كيف تضعون هذه المادة ( التمتع بكافة الحقوق والحريات) ؟ ألا تعلمون أن الله لم يجعل المؤمن كالكافر في كل شيء بل للمؤمن معاملة وللكافر معاملة .. وكان عليكم يا سادتي أصحاب الميثاق أن تراجعوا أحكام أهل الذمة في الإسلام حتى تصوغوا المادة الثانية وفق ذلك . جاء في المادة الثامنة ( لكل شخص أن يلجا إلى المحاكم الوطنية) . أيضا لقد كفرتم .. ألا تعلمون بأنه لا يجوز اللجوء إلا إلى الكتاب والسنة .. قال تعالى ( إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا النساء 59) . في الحقيقة هناك شيء يخص الأمة الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً ألا وهو الخرافة .. ما علاقة الدول الخمسة الكافرة برد النزاع إلى الكتاب والسنة ؟ المادة الثامنة عشر تنص : أن لكل فرد أن يغير عقيدته.. المادة الحادية والعشرين : إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة .. أيضا المواد فبها مخالفة لشرع الله لان الحكومة يجب أن تكون مقيدة بشرع الله ولا يجوز لها الحكم بالهوى أو بالجهل فلا بد أن نتلقى التشريع من الله .. المادة السابعة والعشرين : لا يصح بحال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة .. على العكس يا سادتي يجب علينا أن نخالف أكثر أغراض الأمم المتحدة لان مخالفة أصحاب الجحيم هو اقتضاء الصراط المستقيم .. ونسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم الحق ( هل المسلمين بعيدين عن دينهم ؟ لا ندري) ويهدي الأمم المتحدة إلى الإسلام آمين يأرب العالمين ... هناك مؤامرة رهيبة تمارس في هيئة الأمم المتحدة ؟ ما هي هذه المؤامرة ؟ مؤامرة ضد حكم الجهاد ؟ كيف ذلك ؟ نقول لكم : المادة الأولى : أوجبوا على كل دولة مراعاة أحكام القانون الدولي . طبعاً لا يجوز مراعاة القانون ؟ بل يجب مراعاة أحكام القرآن لان القوانين موضوعة من البشر . المادة الثانية : أوجبوا تسوية النزاع سلمياً مع مراعاة أحكام القانون ... ولكن هذا فاسد وإيجاب ما لم يوجب الله فعلينا أن نخير الدولة الكافرة بين خصال ثلاث : إما الإسلام أو الجزية مع الصغار أو القتال ؟؟؟ ولكن هناك نفاق وتقية ؟ كيف ؟ في حالة الضعف فلها أن تهادنها ؟ وعندما نتمكن منهم .. يكون السيف هو الحل ؟؟ والشقراوات النتيجة ؟؟ لا أدري سيدي الفاضل ؟ كيف يتسنى لنا فعل ذلك ؟ أين هي الدولة ؟ ومتى سوف تباشر أعمالها ؟ وكيف نخير أمريكا أو روسيا أو حتى بوركينا فأسو ؟ في المادة الخامسة : أوجبوا على الدول عدم الاعتراف بأي زيادة إقليمية تؤخذ عن طريق الحرب. وهذا كفر والحاد وغير جائز بل ما فتحه المسلمون عن طريق الجهاد فهو ملك من أملاكه . إذا اعتمدنا على السيد نور فاعتقد بأنه سوف لن يتبقى لنا ربع أملاكنا .. مع العلم أن هذه الفقرة تلائم تفكيرنا وكم أتمنى أن تكون لاس فيغاس من حصتنا ( لغاية في نفس يعقوب) .. المادة الثامنة : أوجبوا على الدول معاملة الأشخاص الخاضعين لحكمهم على مقتضى حقوق الإنسان .. وهذا أيضا لا يجوز ( ألا لعنة الله على حقوق الإنسان) . ما هي قيمتها . إنما قيمة الإنسان عند السيد نور ؟ المادة التاسعة : أوجبوا على الدول الخضوع لكل المعاهدات الدولية وهذا مخالف لان المعاهدات لها أحكام في الشرع الإسلامي وكان الأحرى بهم أن يرجعوا إليها لا أن يحتكموا إلى القوانين الدولية .. المادة العاشرة : أوجبوا على الدول عدم اللجوء إلى الحرب مطلقاً إلا في حال الدفاع إذا اعتدت قوة مسلحة على أراضيها .. أين أنتم يا من تقولون أن الإسلام هو لدفع الأذى ؟ ألا تسمعون ؟ هذا إسقاط لأحد أنواع الجهاد وهو جهاد الابتداء والطلب .. فعلينا أن نشد الأحزمة ونتوكل على الله ونعمل على إسقاط الأمم المتحدة واحدة تلو الأخرى وإن هي إلا أياما معدودة وكل شيء سوف يكون خاضعاً لنا بحول الله والغيارى من أبناء جلدتنا واقترح أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلمة السيد حسن نصر الله ويعاونه كل من السيد خالد مشعل واحمدي نجاد ونور الإسلام .. إذن ما شرعته لجنة القانون الدولي ( فالصو) . ومناقض لإحكامنا وعليهم أن يعيدوا صياغته من جديد وفق تعاليم شيخنا الجليل نور الإسلام الذي استقى مبادئه من الكتاب والسنة ؟؟ لماذا ؟ لان الله يقول : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم . البقرة 256 .. يجب أن نكفر بالطاغوت والأمم المتحدة وإعلان حقوق الإنسان والشرعية الدولية لأنها طواغيت ؟ ما هو الطاغوت ؟ مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد .. يقال طغى الماء .. إذا ارتفع مده عن قامة الإنسان بحيث يغرقه .. وأنا أتمنى للأمم المتحدة ولكم أن لا تغرقوا .. صلاح البلاد والعباد من صلاح العقول .. فهل نحنُ من أصحاب العقول ؟ قد يكون ذلك .. ولكننا لا ندري ..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء مع طبيب تخصص أنف وأذن و....إرهاب !!
-
ختان البنات ...
-
وشهد شاهد من أهلها ......
-
ابعاد 3200 إمام وخطيب يعتنقون أفكار مغلوطة ...
-
أسئلة إلى الرفاق ... ؟
-
عدنان عاكف وتزوير الحقائق ...
-
الباشا وستالين ... تتمة ...
-
الباشا وستالين ...
-
الديمقراطية الاجتماعية ...
-
زهوة تقول ... نحنُ من الملحدين ؟؟؟
-
حوار بسيط وهاديء مع الأخوة الشيوعيين ...
-
ألعقلية العربية ...
-
مجلة زهوة ...
-
هل الشورى هي الديمقراطية ؟
-
العلاج عند الكفار ...
-
عدنان عاكف وحقبة عبد الناصر التاريخية...
-
عبد العالي الحراك والغثيان ...
-
الوصايا العشرة
-
أراء في الحوار .. فؤاد النمري نموذجاً
-
هذه المرة ... طارق حجي ونادر قريط
المزيد.....
-
أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها
...
-
-الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-–
...
-
بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا
...
-
الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم
...
-
الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
-
جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
-
الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط
...
-
تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد
...
-
-كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د
...
-
الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|