نبراس المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 09:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
وقفت وزيرة المرأة امام اغلب وسائل الاعلام لتعلن انسحابها وتقديم استقالتها من منصب وزارة الدولة لشؤون المرأة ، وقد عللت ذلك بان تخصيصات الوزارة ضعيفة ولا توجد ميزانية تمكنها من القيام بمهامها واتمام عملها بالشكل المطلوب وان المسؤوليات الملقاة على عاتق الوزارة كبيرة في ظل فداحة واقع المرأة العراقية والتحديات التي تواجهها بسبب الضروف الاستثنائية التي تعرضت لها ، وكالعادة اخذت وسائل الاعلام هذا التصريح على محمل الجد كونه بدا موقفا بطوليا يسجل للوزيرة المستقيلة ، ولم تتخلف اي مؤسسة اعلامية عن استضافة نوال السامرائي ونقل معاناتها في انها تولت ادارة وزارة فقيرة خالية من التخصيصات المالية ، حتى ان عيد المرأة الذي ترافق مع قرار الاستقالة جير لهذه القضية التي اخذت ابعاد كثيرة وفسرت باشكال عدة ، صعدت من موقف السامرائي وجلبت تعاطف الكثيرين من البسطاء الذين لايدركون خلفيات الواقع السياسي ، فالواقع السياسي واجهة تخفي وراءها ابعاد مختلفة لايقتصر على مايظهر على السطح فقط وهو الجزء الاقل من جبل الجليد المغمور تحت الماء ، وهذا ما اوضحته الايام القلائل والتي حملت معها خبر الاعلان عن سعي الوزيرة المستقيلة تقديم طلب العودة للوزارة وسحب الاستقالة ، وقد بررت ذلك بان هناك ضغط نسوي لكي تتراجع عن الاستقالة والعودة لشغل المنصب من جديد ....
والسؤال الذي يثار هنا وهو موجه للسيدة نوال السامرائي ما الذي تغير لكي تقرري العودة ؟؟
فلم نسمع من اي طرف حكومي مسؤول بان الحكومة ستنظر او تعيد حساباتها المالية بشأن وزارة الدولة لشؤون المرأة ... وعليه فان السبب لم ينتهي ولم يؤتي ثماره ، خصوصا اننا نعلم جيدا ان موازنة هذا العام تختلف عن العام الماضي بسبب الوضع الاقتصادي والخشية من التعرض لازمة اقتصادية وارد في حسابات المعنيين في هذا المجال وقد انعكس ذلك بتقليل نسبة موازنة كثير من الوزارات التي تعتبر اساسية وذات مساس مباشر بحياة المواطنين وكيان الدولة .... فهل كان اعلان الاستقالة لغرض الترويج السياسي او ضغوط في سياق الصراعات السياسية لاشان لها من قريب ولا من بعيد بالمرأة العراقية ؟ هذا ما يقرأه المتابع من قرار الاستقالة ثم العودة بدون مبررات مقنعة حيث لازالت السلة فارغة ...
#نبراس_المعموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟