أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - الرصافي في رسائل التعليقات














المزيد.....

الرصافي في رسائل التعليقات


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يعد الشاعر العراقي الكبير المرحوم معروف الرصافي من اكثر الشعراء المثقفين شجاعة وجرأة في التعبير عن افكاره، وامتلاكا لناصية اللغة، حيث كان دائما يتصدى ويواجه منفردا مارد التعصب والتكفير المقيت، في مقالاته وشعره وكتبه وارائه، التي حاولوا من خلالها تكفيره. يعد كتاب رسائل التعليقات الصادر عام 1944 في بغداد في طبعته الاولى وعام 1957 في طبعته الثانية في بيروت عن دار الريحاني للطباعة والنشر، وعام 2003 في المانيا عن دار الجمل، من الكتب التي اثارت اشكالية وجدلاً بين اوساط المثقفين العلمانيين والإسلاميين وعامة الناس. الكتاب عبارة عن ثلاث رسائل وهي ثلاثة تعليقات على ثلاثة كتب الأول والثاني منهما للمصري زكي مبارك و الكتاب الاول عنوانه : التصوف الإسلامي ، حيث يذهب الرصافي الى ان وحدة الوجود هي شيء لم تعرفه الدنيا قبل الاسلام، والكتاب الثاني هو النثر الفني، في حين ان الكتاب الثالث هو التاريخ الاسلامي للمستشرق الايطالي كايتاني.
كانت منهجية الرصافي تتضمن تسجيل ملاحظات ورصد إنتباهات، حيث يقول الرصافي (بعد حركة مايس عام 1941 جئت من الفلوجة الى بغداد، ونزلت ضيفا على السيد خيري الهنداوي في الاعظمية، فمللت من البطالة، فصحت على ولده وسألته ان يعطيني كتابا التهي واتسلى به، فاعطاني كتاب (التصوف الاسلامي) فكتب الرسالة الاولى عنه ثم طلبت منه كتابا ثانيا فاعطاني كتاب النثر الفني.. فكتبت الرسالة الثانية عنه، ثم اني زرت السيد كامل الجادرجي في بيته وهناك اطلعت على الترجمة التركية لكتاب (كيتاني) فاستعرتها من المذكور وكتبت الرسالة الثالثة.
وبعد كتابة تلك الرسائل التعليق عليها اراد الشاعر الرصافي ان يطبع كتابه في مصر، فاعطى النسخة الاصلية الى الاستاذ عبدالوهاب عزام لكي يطبعه في مصر الا انه لم يطبع في مصر، مما اضطر الشاعر الرصافي الى ان يحاول ان يطبعه في العراق.
عرض الرصافي كتابه رسائل التعليقات على مديرية الرعاية العامة للسماح بطبع الكتاب، قدم الكتاب للسيد ناجي القشطيني حيث كان يعمل وكيل المدير العام، وقد قام القشطيني بحذف بعض العبارات و شوه أساس المعنى دون الرجوع الى المؤلف (الرصافي)..
واخيرا طبع الكتاب وبدات التهم تكال للشاعر الرصافي بالالحاد والكفر والزندقة وغير ذلك، واذا بالقشطيني يحيل الكتاب الى لجنة من العلماء فطلب مدير الاوقاف العام رؤوف الكبيسي ان تتالف اللجنة من فهمي المدرس والشيخ عبدالجليل الجميل والشيخ درويش الالوسي والاستاذة منير القاضي والحاج حمدي الاعظمي و محمود الملاح.فكانت النتيجة هو ان المدرس والملاح والاعظمي والجميل برؤوا الرصافي من التهم الموجهة اليه.
اما السيد ابراهيم الراوي فقد كفر الرصافي وذهب احد الفضلاء من بغداد قاصدا النجف الاشرف لمعرفة راي علماء النجف واستصدار فتوى مؤيدة لتكفير الرصافي، لكن السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني لم يوافق على اعتبار الرصافي كافرا لان ما قاله الرصافي في وحدة الوجود كثيرا ما قال به بعض علماء المسلمين ولم يكفرهم احد فيه.
لم تبق مشكلة رسائل التعليقات محصورة داخل العراق فحسب بل انتشرت عربيا فنشرت مجلة الرسالة المصرية لصاحبها احمد حسن الزيات اربع مقالات للاستاذ دريني خشبه ينتقد الرصافي على كتابه وشخصه الا ان الرصافي لم يذعن ويلوذ بالصمت بل أرسل إلى نفس المجلة (الرسالة) ردا على الاستاذ دريني خشبة، يدحض ما ذهب إليه.
كان كتاب رسائل التعليقات هو الكتاب الاخير المطبوع للرصافي في حياته حيث كان يعيش عند صدور هذا الكتاب عام 1944 عيشة مريرة بآلام الفقر والعجز والفاقة والشيخوخة فلم يرحمه المجتمع حيث توفي بعد صدور رسائل التعليقات باقل من سنة اي في عام 1945، الا ان الزوبعة التي ظهرت مع ظهور رسائل التعليقات هي ليست الاولى في حياة الرصافي فقد احدثت مقالاته وكتابه (الشخصية المحمدية) الذي كان مخطوطا و قرأه اغلب أصدقاء الرصافي ،وجلهم نصحه بعدم طبعه لانه يطرح امورا دينية واساءات لشخصيات معينة، الا ان الرصافي اثبت انه ليس شاعرا فقط بل باحثا ومفكرا موهوبا، برغم تقلباته في تدينه فقد كان مغاليا به حينما كان في العراق وأنخرط في حياة اللهو بالآستانة ،فكبحت ذلك الاندفاع لديه.
وفي وصية الرصافي شكى فيها من حاربه وشكك في ايمانه بالله ورسوله حيث قال: (اراهم يهيجون علي العوام باسم الدين، ولا اظنهم يتركونني حتى بعد موتي الحياة، وليس لي من التجيء اليه سوى الله.. انا ولله الحمد ـ مسلم مؤمن بالله وبرسوله محمد بن عبدالله ايمانا صادقا لا ارائي ولا اداجي ، الا انني خالفت المسلمين فيما اراهم عليه من امور يرونها من الدين الا جوهره الخالص وغايته المطلوبة التي هي الوصول الى شيء من السعادة في الحياة الدنيوية الاجتماعية والحياة الاخروية ما امكن الوصول اليه بترك الشرور وعمل الصالحات وكل ماعدا ذلك من امور الدين فهي وسيلة اليه، وواسطة له ليس الا).
لقد ترك الرصافي رحمه الله اثارا جليلة وشعرا مخضبا بالرقة وطلب المكارم، ولم نسمع عن جهات ثقافية تعيد النظر بما تركه ، وتدعوا لندوة تناقش آثار وشخصية هذا المفكر العراقي .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه القَائد .. في الانساق والبنى المولدة
- عباس خضر: أغلب مشاكل العالم العربي هي ثقافية اجتماعية
- شاعر الطيور الطايره والمكاتيب زهير الدجيلي.. مُجَدد الأغنية ...
- ملتقى الخميس يحتفي بالشاعر رياض النعماني
- إضافات في عدد مزدوج
- حكيم الحكُام.. من قاسم إلى صدام
- المصطنَع والاصطناع
- علي الوردي .. قراءة نقدية في آرائه المنهجية
- النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت
- التحرر من شرنقة الإعلام المركزي
- محطات من فكر هادي العلوي
- ظاهرة قديمة جديدة .. قرصنة الكتاب العراقي والتجاوز على حقوق ...
- مدرسة فرانكفورت.. شخصيات وأفكار
- الادباء العراقيون يستذكرون المفكر هادي العلوي
- الفنان العراقي المغترب فلاح صبار : الاغنية السبعينية ستبقى م ...
- المؤرخ العراقي كمال مظهر أحمد: المؤرخ ينبغي أن يكون دائماً م ...
- نوفل ابو رغيف :علينا اولاً ان نقوم ونشرع بلملمة أوراقنا لإعا ...
- البَيتُ العِراقي .. في بَغدادَ وَمُدُن عراقية أخرَى
- مونلوجات عزيز علي في الذاكرة العراقية
- سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن لطيف علي - الرصافي في رسائل التعليقات