أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - حكيم الحكُام.. من قاسم إلى صدام














المزيد.....

حكيم الحكُام.. من قاسم إلى صدام


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كُتب مذكرات الأطباء لها نكهة وميزة خاصة كونها تحتوي الكثير من الاسرار والخفايا والمفارقات ونذكر منها على سبيل المثال مذكرات الدكتور كمال السامرائي التي صدرت بأجزاءها الأربعة وكانت جزءاً من تاريخ العراق المعاصر واليوم نقرأ مذكرات لأحد أطباء الروؤساء والحكام الذي لاتزال سيرته محفورة في الذاكرة العراقية ،كطبيب له إنجازات كبيرة في مجاله التخصصي.. في الكتاب الصادر حديثاً عن دار المدى"حكيم الحكام من قاسم إلى صدام "للدكتور فرحان باقرالتي ستبقى مادّة لقراءة تاريخ العراق المعاصر،قدم الكتاب الدكتور عبد الهادي الخليلي الذي اعتبر د. فرحان باقر ساهم مساهمات متميزة في الجمعية الطبية العراقية في ستينيات القرن العشرين ، وفي مجال الخدمات الطبية في العيادات الخاصة كان له قصب السبق في إرساء قيم جديدة على المجتمع الطبي العراقي في الممارسة الطبية غير الحكومية ،
يذكر الخليلي ان كتاب «حكيم الحكام « إضافة مهمة للمكتبة العربية والعراقية تفيد الأطباء والمؤرخين كمصدر تجرية وتوثيق، وان المذكرات اتصفت بالريادة الطبية والأكاديمية وخدمة المجتمع بكل ما يستطيع.. يخبرنا الدكتور فرحان ان ولادته عام 1926 في مدينة الكاظمية من أبوين عراقيين ، والتحق بمدرسة المفيد الابتدائية وكان متميزاً في الدراسة ثم انتقل الى مدرسة الكاظمية المتوسطة للبنين وبعدها الى المدرسة الثانوية المركزية في الفرع العلمي ، كان رغبته ملحة في الطب الباطني حيث طلبه أستاذ الجراحة الدكتور روجرز أكثر من مرة لي ليكون أحد أعضاء فريقه الجديد للجراحة ، وقد أضطر الى الأنتماء لشعبة علوم وظائف الأعضاء _على مضض_ كمعيد لساعدة طلبة الصفوف النهائية حيث لم يكن الفارق بالعمر بينه وبين الطلاب كثيراً، وبقى د. باقر يصارع رغبته القديمة في الطب الباطني من خلال ممارسته الطب السريري.. يذكر صاحب المذكرات انه كان ثالث عراقي يحصل على عضوية كلية الأطباء بعد الأستاذ الدكتور محمود الجليلي والاستاذ الدكتور عبد الجبار العماري وكان الرابع هو الدكتور إبراهيم الحيالي الذي تأخرت عودته الى العراق وقام عبد الامير علاوي وزير الصحة آنذاك بإصدار قرار بتعين د. باقر فرحان في المستشفى الملكي والمستشفى التعليمي بكلية الطب .. يصل المؤلف الى ثورة 14 تموز عام 1958 الثورة التي يجد د. باقر فرحان صعوبة في وصفها أو وضع اسم مناسب لها بعد ان عايش تلك المرحلة ، ويذكر د. فرحان ان تصادف وجوده في موسكو مع وجود المرحوم كامل الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي في نفس المصحة وقد زاره متمنياً الشفاء للجادرجي وقال له الجادرجي مازحاً معه : انظر يادكتور كيف تعاملنا الشيوعية!. حيث كان لكل منهما شقة فخمة التأثيث ملفتة للنظر ذات ثلاث غرف، وأردف قائلاً : أهذه هي الاشتراكية أم الأرستقراطية!.
ومن ذكريات د. فرحان عن الزعيم قاسم انه تعرف به بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الزعيم يوم 16 تشرين الاول 1959 حيث كانت أول فرصة لإسداء الخدمات الطبية لأول «حكام» العراق في العهد الجمهوري ، وقد تم استدعاء د. فرحان لفحص الزعيم وبالفعل قام بفحص صدره ورئتيه ووجدهما سالمتان ولم يتعرضا الى اصابة بالإطلاق الناري ، وقد كان عدد من أسرة الزعيم من مرضى الدكتور فرحان شقيقته وزوجها وحرم السيد حامد قاسم وهو أخو الزعيم ، يصف د. فرحان شخصية الزعيم انه كان حاد الذكاء ، وله إلمام واسع بالمجتمع العراقي ، وكان وطنياً صادقاً ، لم يطمع بمال او مكسب ولم يكن شيوعيا وكان بعيدا عن الطائفية واواد ان يزيل الفجوة بين الطوائف ، وكان مخلصاً للفقراء ، وللأنصاف يذكر ان عبد الكريم قاسم كان الشخص المحبب والاقرب إلى نفوس الجماهير العراقية على الاطلاق . اما عن فترة مابعد الزعيم فيذكر د. فرحان ان من بين المراجعين لعيادته تلك الفترة كان احمد حسن البكر ولم يكن لصاحب المذكرت اية صلة مهنية مع عبد السلام عارف لنصيحة ألقاها احد زملائه في مسامعه أدت الى استبعاده وكان يجهل السبب برغم ان د. فرحان كان طبيبا لاخيه اللواء عبد الرحمن عارف وعائلته ومدير الامن العام.. يصف صاحب المذكرت عبد الرحمن عارف انه كان رجلا متوازنا هادئ الطبع بسيطا متواضعا دمث الأخلاق ، ومن الذين عالجهم د. فرحان الاستاذ عبد الرحمن البزاز والضابط سعيد صليبي والعديد من الشخصيات السياسية العسكرية .. يصف انقلاب تموز 1968 بشكله الهزيل انه اقرب الى لعب اطفال صغار ، بضع مدرعات بسيطة وقديمة وطلقات معدودة وبعدها عرض احمد حسن البكر عرضه على د. فرحان بأن يكون الطبيب الخاص للقصر الجمهوري لكن فرحان اعتذر وبعدها صدر امر رسمي وهو الامر الوحيد بطبابة القصرالجمهوري ، وبعدها توطدت علاقة د. فرحان بالبكر وكان يصحبه الى الغداء في القصر الجمهوري اكثر من مرة حيث يجلس على يساره وعلى يمينه يجلس حردان التكريتي وعدد من المسؤولين وكان هناك في ركن بعيد من القاعة شاب أسمر رشيق برتبة ملازم عرفه د. باقر فيما بعد انه صدام التكريتي الذي تطورت علاقته وتقاربه واصبح طبيبه الخاص وكان صدام يزور عيادة د. فرحان مرات عديدة وبعد تسلم صدام السلطة وبعد مايقارب الأربعة أشهر من أقالة البكر فوجئت الاوساط الطبية بقرار فوري من مجلس قيادة الثورة _برئاسة صدام_ بإحالة 48 أستاذا من جامعة بغداد وكبار اطباء وزارة الصحة على التقاعد وكانوا من خيرة اطباء العراق وقد كانت القائمة التي احيلت على التقاعد تشكل العمود الفقري لكلية الطب العراقية . وفي تموز عام 1981 خرج د. فرحان من العراق .. في الكتاب الكثير من المواقف والآراء للدكتور فرحان تستحق التقدير وسوف تبقى علامات استفهام في تاريخ العراق المعاصر.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصطنَع والاصطناع
- علي الوردي .. قراءة نقدية في آرائه المنهجية
- النظرية النقدية التواصلية.. يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت
- التحرر من شرنقة الإعلام المركزي
- محطات من فكر هادي العلوي
- ظاهرة قديمة جديدة .. قرصنة الكتاب العراقي والتجاوز على حقوق ...
- مدرسة فرانكفورت.. شخصيات وأفكار
- الادباء العراقيون يستذكرون المفكر هادي العلوي
- الفنان العراقي المغترب فلاح صبار : الاغنية السبعينية ستبقى م ...
- المؤرخ العراقي كمال مظهر أحمد: المؤرخ ينبغي أن يكون دائماً م ...
- نوفل ابو رغيف :علينا اولاً ان نقوم ونشرع بلملمة أوراقنا لإعا ...
- البَيتُ العِراقي .. في بَغدادَ وَمُدُن عراقية أخرَى
- مونلوجات عزيز علي في الذاكرة العراقية
- سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة
- هل يتحول شارع المتنبي إلى مدينة ثقافية عراقية
- روائيون وكتاب يتحدثون : ملتقى الرواية في دمشق فعالية اغنت ال ...
- الفنان لطيف صالح : في المنفى تعترض المسرحي عوائق كثيرة و معا ...
- آراء المثقفين العراقيين حول تشكيل المجلس الاعلى للثقافة وإعل ...
- جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية
- صناعة الكتاب والإشكال الثقافي في العراق


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - حكيم الحكُام.. من قاسم إلى صدام