أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن لطيف علي - سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة














المزيد.....

سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 09:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ظل الكتاب الورقي على يتربع عرش التواصل الثقافي قبل وبعد اختراع الطباعة ، ومازالت الدنيا تشهد بأن الثقافة العربية هي الأغزر والأغني نتاجا في تاريخ الثقافات قبل الأزمنة الحديثة،بل هي من وضع الأساس لمشاعية الثقافة اليوم، وتداعى الأمر من سلسلة تراكمية للمنتج الفكري والإبداعي منذ أزمنة سومر والكتابة الأولى وبين الإنتقالة بين الطين والورق.. كثر الحديث عن " ثقافة عصر مابعد الحداثة " بالمقارنة مع " ثقافة الحداثة " وانتشرت مصطلحات جديدة في هذا المجال ، مثل ثقافة مابد الكلمة والثقافة الالكترونية والثقافة الرقمية وشكلت هذه المفاهيم حول الثقافة بمجموعها تكامل العلمي _التقني مع الفكري_ الثقافي في تمايز خاص يسِم العصر الحالي من خلال التفاعل الجدلي فيما بينهما ..
في كتابه الصادر حديثاً" سحر الكتاب وفتنة الصورة" للدكتور مازن عرفة الصادر عن دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر قام بتحديد الثقافة وتحولات مفاهيمها منها العولمة والثقافة في المفهوم الانتروبولوجي والثقافة ومفاهيم مابعد الحداثة وأثر الثقافة والذكاء في إنتاج المعرفة لدى العقل الفردي بدءاً من تشكيل البيانات ومروراً بإكتساب المعلومات ويرى ان الجيل الحالي يعيش ضمن توليفة مستمرة حتى آلان من أشكال محددة من المجتمعات مثل " المجتمع الاستهلاكي " و" مجتمع الاستعراض " و" مجتمع وسائل الإعلام " إلا انه بدأ الانتقال الى مجتمعات جديدة ، فإذا كان المجتمع الصناعي هو نتاج الثورة الصناعية التي ظهرت في القرن الثامن عشر فإن مجتمع الحداثة هو التعبير الفكري والثقافي عن روح هذا المجتمع والقوى الفاعلة .. ومنذ نهاية سبعينيات القرن العشرين ومع ظهور ما يسمى " ثورة المعلومات" وبروز تأثيرهما المتزايد الهام من الانشطة الإنسانية جميعها ، ظهر تقدير متزايد لأهمية المعلومات والاتصالات كظواهر رئيسية حاسمة في حياة المجتمعات القادمة.. ويرى الدكتور عرفة ان تلقي النص الواحد عند قراءته من يختلف شخص الى اخر ويختلف التلقي بتعدد القراءات لهذا النص من قبل الشخص نفسه ، وان أوعية الملعومات تعطي الانسان نوعين من التحريض ، الاول حسي مادي والثاني فكري ووجداني ، لايمكن فصل تأثير هذين التحريضين على الانسان عن بعضهما ، فهما متكاملان بعلاقة جدلية فيما بينهما وحول دور النشر يذكر المؤلف ان الهدف الاساسي من نشر الكتاب هو تحقيق الاتصالية الاجتماعية بين نظامين محددين ، مُرسل من جهة وقارىء ومتلقِ من جهة اخرى ، وفي صناعة الكتاب تعتمد دور النشر على مجموعة من المتخصصين في صناعة الكتاب ونشره كالمحررين والمدققين واللغويين والفنانين ومهنيي الطباعة والمسوقين.. ولكل واحد من هؤلاء وظيفته المميزة التي تسهم في تشكل الكتاب المادي والنهائي لتسهم في انتشاره .. والكتب تطبع عادةً لتستمر قروناً لأن احدى وظائفها هو حفظ وتوثيق التراكم المعرفي الانساني .. وبالتالي تحقيق عملية الاتصال تاريخياً في مابين الاجيال المتعاقبة ، لذلك يتم الاهتمام عادةً اثناء صِناعة الكتاب بنوعية المواد الاولية المستخدمة من ورق وورق مقوى وجلود وأحبار وخيوط وأصماغ ، وهناك اهمية لغلاف الكتاب في إغراء القارىء .. فالكتاب من رؤية المؤلف هو نظام حي يعيش بعناصره كلها من خلال علاقته بالمتلقي حيث تبدو اداة الاتصال الاجتماعية هذه امتداداً لجسد وعقل المتلقي في امكانيات تعرفه على بعض من العالم المحيط به حسياً وعقلياً ، ومن هنا فعندما يعيش الكتاب حياته الطبيعية ضمن سيرورته الاجتماعية فهو بحاجة الى تعريف وتحديد لهويته وصانعه من خلال معلومات تتجاوز تلك التي توضع على غلافه الخارجي .. فالكتاب سلعة مطروحة في السوق لكنها سلعة متميزة بمحتواها الفكري ووظيفتها الاجتماعية ومهما يكن من اسلوب الحياة ونمطها لدى الافراد فهناك وراء كل عملية شراء لأي سلعة ومن بينها الكتب والمواد الثقافية دوافع اقتصادية ودوافع نفسية وهناك علاقة حميمة مع الكتاب فمجرد اختيار كتاب والحصول عليه عن طريق الشراء او تلقيه كهدية يُعد الخطوة الاولى لبد ء نشوء علاقة حميمة معه ، يقسم المؤلف محبي الكتاب الى ثلاث مجموعات تتميز كل منها بصفات محددة تهتم المجموعة الاولى بشكل رئيسي بالمضمون، والثانية بأشكال النشر في إرتباطها بالمضمون ، في حين تركز الثالثة على البنية المادية للكتاب بجمالية وتقنيات طباعته. وفي بعض الدول المتقدمة التي تعني بصناعة الكتاب وجماليته وتحترم تقاليد مجموعات محبي الكتاب تقوم بعرض درو النشر باختيار بعض الكتب القديمة والنادرة لتقوم بطريقة جديدة فاخرة وبنسخ محدودة جداً لاتتجاوز المئة نسخة احياناً وبطبعات رائعة وبجمالية علية المستوى .
وبعد التحولات السريعة في الانتقال من نصوص المنظومات اللغوية إلى الاشكال التعبيرية للمنظمات السمعية _البصرية من خلال سيطرة عصر الصورة على مظاهر الحياة في المجتمعات يرى الدكتور عرفة ان مايميز المجتمعات المعاصرة في حركتها المتقدمة تاريخاً هو ازدياد التسارع في الاحداث والتقلبات والنتائج وفي إيقاعات الحياة نفسها ، فالدخول الى العوالم الافتراضية يجعل الفرد في النهاية جزءاً من مكونات الصورة بشكل مباشر، وهي بالتالي التي ستتحكم به بدلاً من ان يتحكم بها ، وقد تتحول الصورة هنا إلى آداة لسبر العالم واكتشاف حقائق جديدة فيه لتعكس على تطور الوعي لديه .. ويؤكد عرفة انه مع استقلال الصورة الالكترونية في قطاع الاتصالات المعلوماتي الترفيهي كأساس لمنظماته تتحول الصورة وثقافتها الى سلعة جديدة ويتحول الافراد الى شرائح جديدة يستهلكونها بشكل اعتيادي في حياتهم اليومية الى جانب استهلاكهم السلع المادية وتتحول هذه المنتجات الجديدة الى معلبات ثقافية تتوجه الى النفس والوجدان وهي المناطق الاخيرة التي اخذت تنهار امام معلبات اقتحام ثقافة الاستهلاك مستهدفة بذلك محو العقل والروح وتعطيل قدراتهما النقدية.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحول شارع المتنبي إلى مدينة ثقافية عراقية
- روائيون وكتاب يتحدثون : ملتقى الرواية في دمشق فعالية اغنت ال ...
- الفنان لطيف صالح : في المنفى تعترض المسرحي عوائق كثيرة و معا ...
- آراء المثقفين العراقيين حول تشكيل المجلس الاعلى للثقافة وإعل ...
- جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية
- صناعة الكتاب والإشكال الثقافي في العراق
- في حضرة كامل شياع .. سيرة الحالمين
- صدور العدد الجديد لمجلة الهامشيون
- في الذكرى الخمسينية لثورة تموز 1958
- حبزبوز..وريادة الصحافة الساخرة في عراق الثلاثينات
- أحمد مطر ..شاعر الرفض والتمُرد
- د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار ا ...
- الدكتور قاسم حسين صالح : النظام السابق احدث تخلخلا كبيرا في ...
- الباحث والمحقق عبد الحميد الرشودي ..حكاية الحياة والادب والص ...
- د. عقيل الناصري: ثورة 14 تموز نقلة نوعية وأول مشروع حضاري
- الشاعرة والناقدة فاطمة ناعوت : القصيدةُ الحقيقة تقول: -أنا ق ...
- عدنان الصائغ : الشعر يستوعب الوجود كله
- تركت حركة المسرح العراقي أثرها البالغ في كل عقد من العقود فا ...
- البغاء على شاشة السينما المصرية
- الباحثة امل بورتر : قابلت عبد الكريم قاسم وحزنت لمقتله


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن لطيف علي - سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة