أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن لطيف علي - مدرسة فرانكفورت.. شخصيات وأفكار














المزيد.....

مدرسة فرانكفورت.. شخصيات وأفكار


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم تكن الماركسية هي الشغل الشاغل لمدرسة فرانكفورت بل كان اهتمامها بقضايا فلسفية عديدة وارتبطت بالاوضاع السياسية والاجتماعية لألمانيا المعاصرة وكان جوهرها هو النقد بمفهومه الواسع.. نشأت مدرسة فرانكفورت التي تميزت بنزعتها النقدية للمجتمع والفرد والسياسة عام 1924 من مجموعة اساتذة عندما اسس كارل جرونبرج معهدا للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة فرانكفورت التي اصبحت فيما بعد تيارا فكريا من بين اكثر ممثليه شهرة ماكس هوركهايمر (1895-1973) وتيودر أدرنو (1903-1969) وهربرت ماركوز (1898-1978)،الذي برز نجمه اللامع في ستينيات القرن العشرين، كذلك اريك فروم (1900-1980) وكثير غيرهم.. انتشر تأثيرها في اوروبا نهاية الخمسينيات من القرن الماضي بعد ان ظهر اليسار الجديد، قدمت مدرسة فرانكفورت نظرية نقدية تناولت مختلف نماذج الوعي النظري والعملي وبالاخص للايديولوجية الكونية (الشمولية). ويذكر ان الدعوى الفلسفية الاساسية للنظرية النقدية هي دحض " نظرية الهوية" التي اعطاها الفيسوف هيغل شكلها المكتمل وقد جمعت في ارائها بين الهيغلية والماركسية ومدارس علم الاجتماع والنفس بالشكل الذي جرى توظيفه في نقد نمطية الوعي والعقائد الجامدة. من هنا انتقادها للماركسية "الرسمية" التي جرى تحويلها الى نصوص مقدسة. من هنا محاولتها تجديدها لتلائم متطلبات العصر وتجاوز الماركسية الكلاسيكية.. الماركسية المعاد بناؤها عند يورغن هابرماس الذي يعتبر ان على الماركسية ان " تبرهن من جديد عن قوتها بواسطة التحليل الملموس" وهذا مايلتمس " إعادة بناء المادية التاريخية ".
ماكس هوركهايمر الذي تمرد في شبابه على كل انواع الظلم تولى عمادة معهد الابحاث الاجتماعية عام 1930 وكانت دراسته في علم النفس. ووصل الى منصب استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة فرانكفورت وهو أول مؤسس لجوهر النظرية النقدية حيث تناول النظرية في مقال نشره عام 1937 وبذلك استطاع ان يحدد الاطار العام لمدرسة فرنكفورت، بعد ان طور اسس النظرية النقدية في مجموعة دراسات بعنوان (النظرية التقليدية والنظرية النقدية). فنراه يجدد البعد المادي للنزعة النقدية. حيث ينطلق من ان حياة المجتمع هي نتاج العمل. وحتى اذا كان تقسيم العمل في العالم الرأسمالي يجري بشكل سيئ فذلك لا يسمح لنا ان نعتبر ان هذه القطاعات الخاصة للعلاقة الديناميكية التي يقيمها المجتمع مع الطبيعة وللمجهود الذي يبذله المجتمع من اجل الاستمرار كما هو. فلا بنية الانتاج الصناعي والزراعي ولا انقسام الوظائف الى قيادية واخرى تنفيذية امران ثابتان مؤسسان في الطبيعة.. وقد أبرَزَ هوركهايمر الطابع الماركسي الفرويدي في اعمال وابحاث ودراسات مدرسة فرانفكفورت فضلاً عن توجييه النقدي الراديكالي.
وقد بحث كل من هوركهايمر وأدورنو مصائر العقلانية في العصر الراهن وإمكانيتها للتحرر عن طريق نقد العقل ذاته حيث توصلا الى حكم يتضح من خلال مسألتين الاولى هي إن الاسطورة هي صورة من صور تعقل الواقع، الثانية ان الانسان المعاصر قد استمر على نفس منوال الانسان الاول في إضفاء الطابع العقلي على كل الاشياء.. اهتم ادورنو بنقد العقل التماثلي أو نظرية الهوية التي تؤكد ان هناك تمثلاً بين الذات والموضوع أو تطابقاً بينهما، والتي اعطاها هيجل مشروعيتها الفلسفية ويذكر ان هوركهايمر قد نقد فلسفة هيجل حيث اوضح وابرز ان المثالية الالمانية من كانت الى هيجل حاولت ان تصور الحقيقة على انها وحدة الذات والموضوع، في وقت فسر ماركيوز فلسفة هيجل من خلال فكرة السلب أو النفي بدلا من مفهوم الهوية..كما انتقدت مدرسة فرانكفورت (التنوير). ففي كتاب (خسوف العقل) يذكر هوركهايمر، انه اذا كان المقصود بالتنوير والتقدم الفكري هو تحرير الانسان من الايمان الباطل بالقوى الشريرة وبالشياطين وبالحوريات والمصير الاعمى، أي اذا كان المقصود هو تحرير الانسان من الخوف، فعندئذ تصبح ادانة ما يسمى بالعقل اكبر خدمة تؤدى للانسان. لهذا نراه يعتبر التنوير فكرا برجوازيا. بينما كان بنيامين شديد الاهتمام بالمادية الجدلية. وكان شديد التأثر والاعجاب ببرخت المؤلف المسرحي الالماني حيث صحبه عدة شهور بالدنمارك. فقد ترك بنيامبن اثرا واضحا في مدرسة فرانكفورت وبالاخص عبر فكرته القائلة، بانمعمار ووحدة وقوة اعمال بروست على الاقتاع لا تأتي اليه عبر الجهد والتصوف والزهد وانما هناك حركة تقوده غير لافتة للنظر وتكاد تكون غير ارادية.
في حين يعتبر جورغن هابرمس الذي ظهرت آراؤه وأفكاره منذ بداية ستينيات القرن العشرين من اهم المعبرين عن الاتجاه العقلاني ونقد الطابع التقني الوضعي القمعي للعقل في الممارسات الرأسماية والاشتراكية، وقد صاغ هبرماس مفهوم العقل التواصلي محاولة منه لتنمية البعد الموضوعي الانساي للعقل،حيث يرى هابرماس لن العقل الاوربي شهد مراحل من الهبوط والصعود.. ويعد هابرماس أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية وقد صدر له اكثر من خمسين كتاباً يتحدث عن مواضيع عديدة في الفلسفة و علم الاجتماع وهو صاحب نظرية الفعل التواصلي..ويعد الوريث الشرعي لمدرسة فرانكفورت بعد ان طور نظريته الخاصة حول العقلانية التقنية، التي وضعها في كتابه (التقنية والعلم كأيديولوجيا) كمحاولة للرد على اراء هربرت ماركيوزه.. وقد دخل التحليل النفسي في النظرية النقدية كأداة، بعد ان اندرج دفعه واحدة في نظرية اجتماعية حيث كانت قاعدتها ومنهجيتها بعيدتين عنه _الاجتماع النقدي_الماركسية _ فالتحليل النفسي ظهر تقريباً في الفترة التي ظهرت مدرسة فرانكفورت.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادباء العراقيون يستذكرون المفكر هادي العلوي
- الفنان العراقي المغترب فلاح صبار : الاغنية السبعينية ستبقى م ...
- المؤرخ العراقي كمال مظهر أحمد: المؤرخ ينبغي أن يكون دائماً م ...
- نوفل ابو رغيف :علينا اولاً ان نقوم ونشرع بلملمة أوراقنا لإعا ...
- البَيتُ العِراقي .. في بَغدادَ وَمُدُن عراقية أخرَى
- مونلوجات عزيز علي في الذاكرة العراقية
- سحرُ الكِتاب وفِتنَة الصورَة
- هل يتحول شارع المتنبي إلى مدينة ثقافية عراقية
- روائيون وكتاب يتحدثون : ملتقى الرواية في دمشق فعالية اغنت ال ...
- الفنان لطيف صالح : في المنفى تعترض المسرحي عوائق كثيرة و معا ...
- آراء المثقفين العراقيين حول تشكيل المجلس الاعلى للثقافة وإعل ...
- جلال الحنفي ..ذاكرة بغداد التراثية
- صناعة الكتاب والإشكال الثقافي في العراق
- في حضرة كامل شياع .. سيرة الحالمين
- صدور العدد الجديد لمجلة الهامشيون
- في الذكرى الخمسينية لثورة تموز 1958
- حبزبوز..وريادة الصحافة الساخرة في عراق الثلاثينات
- أحمد مطر ..شاعر الرفض والتمُرد
- د. عبد الخالق حسين : المستقبل هو للحركة الليبرالية والتيار ا ...
- الدكتور قاسم حسين صالح : النظام السابق احدث تخلخلا كبيرا في ...


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن لطيف علي - مدرسة فرانكفورت.. شخصيات وأفكار