أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - مرابية بين مخالب المغيب














المزيد.....

مرابية بين مخالب المغيب


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


أطبقت شهرتها الآفاق، مرابية في كرخ بغداد ترهن المصوغات الذهبية وتعطي الأموال بفوائد يحسدها عليها كل بنوك العاصمة! لم يمنعها الترمل المبكر من مهنة يمقتها كل عرف إنساني فكان أولادها الثلاث مثالا للسقوط الأخلاقي والانحدار في محيطهم الشعبي يقتاتون على النهب والسلب والابتزاز والإتاوات وكل الموبقات فنفوذهم يمتد لمركز الشرطة القريب فهو بمتناول الخاتم في أصبع اليد. تغير الوضع السياسي فجأة ووجد الأولاد الأشقياء أنفسهم مع حب المغامرة وطيش الشباب أمام عملية كبرى ونقلة نوعية تبعدهم عن فتات موائد البضعة ألوف من الدنانير فماذا يمنعهم من السطو على البنك القريب؟ لادولة لاشرطة لاحماية والناس تخشاهم وتخاف سطوتهم الكريهة فصالوا وجالوا بما عجزوا عن حمله من الأموال وبكل العملات حتى الأم أوقفت نشاطها الربوي والرهني والبنكي وتركت مطالبات التسديد! فلم تعد بحاجة لتجميع الديون وسدادها العاجل مادامت سيول الدولارات والنقد المحلي طوع أطراف بنانها! عصفت بالأشقياء كل فكرة مجنونة من سكر في واضحة النهار الى شراء وبيع الأسلحة الى اقتناء أغلى السيارات الى جلب العاهرات وإقامة حفلات الصخب المجنونة والبذخ الفاره حتى بدأت تلال الأموال تنضب و تتلاشى أمام نواظرهم! لجاوا لا أموال الام المكتنزة فمنعتهم بحدّة وصارعوها فانقسموا فريقين ضد ومع الام وارتفع نعيق الأصوات عاليا ونشوة الخمرة تتلاعب بتركيزهم المفقود والسلاح في الأيادي الهوجاء بلا رصاص يلعلع بينهم للتهويل والتخويف وفجأة انطلقت من موكب الفوضى العارمة رصاصة لم يتبينوا هدفها ومستقرها فالأم صامتة على أريكتها المتوسطة البيت الشرقي القديم، ترقب مصارعة الديوك المجنونة وعويلها لا يسمع في خضم الصخب الموسيقي النشاز ،لم تعد الأم جالسة منتفخة الاوداج بل انحنى جسدها على احد طرفي الأريكة بمشهد فقدان وعي بارز تركوا الأسلحة والشجار والعويل وتوجهوا جمعيهم لا مهم واذا الدم يلتهم الصدغ بالرصاصة التي استقرت في رأسها! غلفّ الذهول أحداقهم لم تقفز من ال6 عيون دمعة للمشهد... بل امتدت الأيادي الستة تقلّب الجسد المضرّج، تفتش عن الجيب السري لمفاتيح صندوق بنك الام اللامنهوب! انتشلوها بعنف من جيبها بعد تمزيقه وتوجهوا منتشين لغنيمة الأم التي نالت حصادها من زرع سوء التربية!
عزيز الحافظ




#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا خسر الحزب الشيوعي العراقي الانتخابات؟
- ترحال
- من قصص الفاشست
- التطور الكروي العراقي
- الترقب وبطولة القارات
- غصّة
- حكامنا الكرويين والطموح التطويري
- جنون صدفة
- أهلا براضي شنيشل للالق الكروي القادم
- الانتخابات الإسرائيلية- رؤية
- ثلاجة الموتى
- شذرتان
- خواطر من سجن ذكرياتي
- قصتان من حديقة عراقية
- قصتان قصيرتان
- قصة بعنوان(صهيل خطيئة !!)
- صيد الفقمة!
- تزحلق على جليد مُسال!!


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - مرابية بين مخالب المغيب