أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - ضجيج في رأسي














المزيد.....

ضجيج في رأسي


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 09:11
المحور: الادب والفن
    



عندما لا تجد ما تفعله اكتب عن الأغنية التي تحدث ضجيجا في رأسك ، وتحوّلك اٍلى راقص محترف ، وعندما لا تجد ما تقوله اتصل من هاتفك باٍمرأة تجيد قراءة ما يدور في جسدك ، أما اٍن كنت غير قادر على فعل شيء فنصيحتي لك هي انتظار ما لا ينتظر وحينها فقط ستبدأ مشاعرك بالتحسن تجاه ما لم تكن تكترث لوجوده في حياتك.
أعتقد أن الغباء حالة مستحبة لاٍنسان لا يجد ما يفعله في حياته حتى لا ينفجر عقله وتتحوّل ذاكرته اٍلى قطعة أثرية نادرة.
الحياة ببساطة قلق دائم سريع التواصل ، و هي الغواية التي تدركنا ونحن على بعد خطوة من الموت ، هي السؤال الذي يبعث فينا التأمل وهي المسألة التي تربك خطواتنا باٍتجاه الذات ، هي الجريمة الوحيدة التي لا يعاقب عليها قانون الأرض ولا قانون السماء اٍن لم تتورّط في غير المسموح به ، لكنّها من جهة ثانية أجمل بكثير عندما تغازل المحرّم من الأمور ، بل ان المحرمات هي اللّذة التي ترقص لها الحياة اختلافا.
لقد شعرت بطعم الاختلاف في حياتي عندما قررت عدم الكف عن الكتابة بجرم وبعري وبوقاحة وبعهر وبكل ما لا يسمح به ، وجدت نفسي أكثر انتظارا لأمر ما سيحدث في حياتي ولو متأخرا ،ووجدتني أقف أمام مرآة ذاتي أبتسم بسخرية لي كما لو أني ألتقيني لأوّل مرّة في شكلي الممسوخ ،فأحيانا يطلع صوتي من يدي ،وأقرأ الكتب بظهري وألمس الأشياء بأذني.
التفاصيل تهرب مني دوما في الاٍتجاه الآخر وأنا أركض خلفها وألهث كمجنونة.
هناك ما يعبث بنا ، هناك ما يمنحنا الثقة في جوهر العبور اٍلى لغة تكتبنا أكثر مما نكتبها ، هناك خلطة سرّية تمدنا بأسئلة الليل الطويل الذي تتراجع أوهامه أمام رشة ضوء من عيني الشمس ، هناك ما يعترض أحلامنا الصغيرة التي بحجم القلب ، النابض دوما بحب .
أسوأ ما في الحياة أنها لا تنتظر أحدا واٍن حاولت الرّكض فيها اختلت فيك موازينك ،لا عبث هنا ولا خيار لنا اٍلا القليل من رتوشات الصمت.
سأحاول اليوم الغطس في قاع البحر بمعدات جهزّتها من قبل لكي أتحرر من الطبيعة ، سأغوص عميقا ، سأحاول ترتيب ما بداخلي من فوضى تحت الماء ، سألتقي بسمكة تشبهني ، واٍن اٍلتقيت بالسيّد القرش سأقبله من شفتيه وسأتواعد معه ليلا في شقته لكي يفترس ما تبقى مني من أفكار ، سأخبره بأن القروش البريّة لا تفهم في النساء غير ما يحتويه جسدها من ثقوب تثير فيهم الغضب ، فينقضون عليها بجنون ،سأخبره انني أنثى عطشى ومملوءة بالخيال ، سأمارس معه كلّ ما يخطر ببالكم ، سأجعله يتقلب فوق أفكاري ، سأحبه وسأجعله يعشق مدّي وجزري فيه.
في اليوم الموالي سأسحب خطواتي في زيارة اٍلى الأموات ،سأضع على جميع القبور وردة وأغنية ، سأقبّل التراب ،أمسح وجهي به ،وأجلس بالقرب من قبر ما لا أعرف هويته أقص عليه حكايتي.
ربّما لن يسمعني أحد ،لكن _على الأقل_ الأموات لا يكذبون في صمتهم ،سأترك كتابي المفضل هناك وأغادر سيأتي آخر مثلي اٍلى المكان نفسه ليحكي أوجاع الحياة فيه ، فنحن مصابون بالحيرة على الدوام ، لا نكترث للأجوبة اٍلا اٍذا سألنا وعندما نفعل تكون الاٍجابات قد اختلفت وربّما ازدادت حيرة هي أيضا.
عندما لا تجد ما تفعله اكتب عن الحلم الطفولي الذي تناسيته فقد تتحقق تفاصيله على الورق ،أما أنا فلست أعرف كيف أملأ فراغ يومي رغم أنّني قمت بكل ما نصحتكم به اٍلا الغباء.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهم
- الكاتب
- تجاعيد
- شالوم
- الرّعب الأمريكي
- فقاعة عيد
- رسالة قلب الى محمود درويش
- ثقوب في الذاكرة
- رأسي ورنة خلخالي
- السكسو عربي
- بالونات طفولة
- عفوا لتاء التأنيث
- مرة أخرى
- لمن أشكو ضيق صدري
- أنثى لجميع الاستعمالات
- ليلة دخلة الزعيم
- الكتابة العشق
- كأس ... بيرة
- ليلة القبض على الحب
- مصحة عقلية لكل عربي


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - ضجيج في رأسي