أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - النفط والسياسة














المزيد.....

النفط والسياسة


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق من الدول القليلة التي ربط صانع القرار فيها النفط بالسياسة بشكل جائر، واخضع الصناعة النفطية لمزيدات الشعارات وقوالب الايدلوجية القومية التي كان النظام السابق يهيم بها عشقا.
ودأب ذلك النظام بالتباهي والتفاخر بانه أمم النفط وطرد الشركات النفطية الاجنبية الاحتكارية، وان جميع ما يتعلق بالنفط يدار بأيد عراقية صرفة، ولكن بضعة عقود لاحقة اثبتت خطأ وضع نفط العراق ضمن مربع ايديولوجية سياسية، ودفعت اجيال ضريبة تلك السياسة، وعدم النظر اليه كصناعة وطنية حالها حال بقية الصناعات، واخضاعها لمعيار العلم والاقتصاد والادارة الصحيحة.
وبسبب الحروب ثم الحصار الاقتصادي الجائر تدهورت صناعة النفط العراقي نزولا ومنذ العام 1980 بعد ان لامست الطاقة التصديرية 4 ملايين برميل يوميا لشهور معدودة، وكان العراق من بين الدول التي استفادت من الظروف التي رافقت حرب اكتوبر العام 1973 وفرض حصار نفطي ادى الى قفزات باسعار النفط من 2.90 دولار الى 11.65 دولار للبرميل الواحد، وقدم العراق تحت قيادة النظام السابق وبسبب الحرب مع ايران خدمة عظمى الى الدول المنتجة عندما وصلت اسعار النفط العام 1981 الى 40 دولارا للبرميل. ولكن العراق لم يستفد من ارتفاع الاسعار بسبب ظروف الحروب وضعف امكانياته الفنية لبلوغ حصته المقررة من قبل الاوبك، وكان النقص في حصته يعوض فورا من قبل دول نفطية.
وبسبب تدني اسعار النفط الدراماتيكي الاخير ومن سعر قياسي بلغ ( 147.10 دولار)، يسود قلق مشروع دوائر القرار السياسي والاقتصادي، ويقف المواطن حائرا متخوفا من اجراءات اقتصادية تقفشية قد تلجأ اليها الحكومة مضطرة، وهو اصلا يرى نفسه يراوح عند الحد بين مواطني الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، وشاعر الربابة يردد ومنذ عقود ان العراق يمتلك اكبر او ثاني اكبر احتياطي نفطي في الكون، ولكن هذا الاحتياط الضخم مدفون في اعماق الارض، والدلائل تشير الى ان العراق بأمكانياته الحالية والمستقبلية غير قادر لوحده على اكتشاف ذلك الاحتياطي وتطوير حقوله المكتشفة وتأهيل وزيادة الانتاج فيها.
السؤال الذي يطرح نفسه بحدة : من هو العراقي الوطني ؟ من يريد ويسعى لرفع انتاج النفط الى 10 مليون برميل يوميا على مبدأ المشاركة في الانتاج؟ مقدرا مدى حاجة العراق الشديدة والملحة لواردات مثل هذا الانتاج؟ أم من يرى ان خير العراق يكمن في الاحتفاظ بثروته النفطية في الارض لحين وصول القدرة العراقية الى استخراجه؟ والاقتناع بمردود نحو مليونين برميل يوميا وهو الانتاج الحالي للعراق.
غيرنا نظاما كان يدس انفه في جميع المفاصل والتفاصيل بغير علم ولا دراية، فشل في كل شئ، وترك العراق خربا غارقا في ديون وتعويضات وفوضى، تغيرت الدنيا والمفاهيم، وهز الاقتصاد جميع المفاصل، ومن الاجدر التعامل مع الامور بواقعية، وعدم السماح للتشويش وخلط الاوراق للعب دور كما كان تدار امور العراق قديما، ولكننا لانزال نسمع من بعض السياسيين رفضهم لقانون النفط والغاز : " سيخسر العراق سيادته بدخول الشركات النفطية الاجنبية".
لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية يجد صناع القرار في العراق امامهم خيارات ضئيلة للغاية، بسبب اعتماد اقتصاد العراق وبشكل شبه تام على واردات النفط، وضعف قدرتهم على التحكم بكميات النفط المصدرة، بسبب تآكل سبل استخراجه وتصديره، سنستمر على ما يبدو لعقود اخرى عند نفس المستوى، وجيران العراق ينعمون بخيرات نفوطهم، بنوا وعمروا واستفادوا، وينافس دخل الفرد السنوي عندهم مستوى دخول الدول المتقدمة، والمواطن العراقي الجالس على ثروات هائلة يعاني الفقر والعوز والفاقة، وربما يدفع البعض من الدول صاحبة الشأن من طرف خفي لتغذية افكار ورؤى تدفع بأتجاهات ابقاء نفط العراق مطمورا تحت الارض، ليكونوا المستفدين المباشرين لتعويض حصة العراق الغائبة عن السوق ...



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيئة انتخابية
- وعود انتخابية
- الكوتا في خطر
- الثقافة السياسية
- اشكالية المفهوم
- سيداو ياسيداو
- هل نحن ازاء ازمة اقتصادية ?
- كفاءة الناخبين
- اعداء المجتمع المدني
- الحكم الرشيد
- رياح الاصلاح
- الاحزاب السياسية
- مؤسسات
- العراقيون واوباما
- فوزه نصر للديمقراطية
- الوضوح المطلوب
- ازدواج الجنسية
- مسافر بلا طريق
- مصادر المعلومات
- ازمة اقتصادية


المزيد.....




- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...
- إلى أين وصلت خارطة الطريق الأممية الخاصة بليبيا؟
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرهن وقف الحرب في غزة بإطلاق سرا ...
- سردية -معاداة السامية- تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدار ...
- الحكومة البريطانية تعين صحفيا من -ذا صن- رئيسا للاتصالات
- لامي: استهداف منتظري المساعدات في غزة -مقزز-
- معاريف تكشف عن تغير -لافت- في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - النفط والسياسة