أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان شيرخان - الحكم الرشيد














المزيد.....

الحكم الرشيد


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لطالما نظر العديد من علماء السياسة والاجتماع الى الدول على انها افراد، لها شخصيات ومقومات الافراد، وحاولوا ان يفسروا تصرفات الدول على هذا الاساس، وقالوا ان الدول تتعامل مع الامور كما يتعامل الافراد بحكمة ورزانة او مراهقة ورعونة، وكما هي امزجة الناس، ثمة من هو حاد وعكر المزاج، اوهادئ الطبع رزن حكيم، شرس عدائي او مسالم وديع، وذهب ابن خلدون الى وضع مراحل عمرية للدول تشبه حياة البشر من طفولة ومراهقة ونضوج وحكمة ثم شيخوخة وموت.
في اماكن متعددة تجد دولا تمتاز بالرزانة والحكمة، واخرى بالخبث والدهاء والمكر، ودول متأنية مسالمة هادئة، همها السعي الدؤوب لتوفير احسن مستوى معاشي لمواطنيها، وناظرة ايضا للاجيال المقبلة، ودول اخرى تنتشر في العالم الثالث يمتاز صناع القرار فيها بالحمق والاستهتار بمصائر شعوبهم وتبديد ثرواتهم تحت مسميات شتى، ويصل الامر الى ان مجرمين وقطاع طرق قادوا ويقودون بلاد عديدة، دفعت ثرواتها ثمنا لعقلية مجرمة استطاعت بطرق شتى الوصول الى رأس السلطة، دخلت دول عديدة حروبا نزولا عند رغية الرؤساء الاشقياء، وازهقت ارواح الملايين املا بأعادة معارك حدثت قبل اكثر من ألف عام، وعكست سياسات تلك الدول شخصية من يجلس على كرسي الحكم.
وفي معظم الدول التي سمحت شعوبها بصعود طاغية اشر، غاب المجتمع المدني بجميع صوره، وكممت الافواه الحرة، وباعت اعداد كبيرة من المثقفين والكتاب والاعلاميين والشعراء ضمائرهم، اجتهدوا وكان الشيطان قرينهم بحثا عن تبريرات تعطي الطغاة الحق في جميع ما يفعلون، كتبوا وألفوا ونظموا القصائد وتنافسوا في اطلاق الالقاب الفارغة من مضمونها ومعناها، حتى كاد الطاغية ان يصيح كما صاح فرعون(انا ربكم الاعلى)، صار التزلف ومسح اكتاف المسؤولين ثقافة سائدة تتوارثها الاجيال.
من يريد ان يستفيد من عبر وتجارب ومآسي الانظمة الشمولية، ويمنع ويسد الطريق امام عودة اي مستبد سواء اكان فردا او حزبا او كيانا سياسيا او جماعات، ان يعمل على دفع السياسة الى الخلف ويقدم عليها المجتمع المدني، ان يسعى لتحقيق (قليل من السياسة وكثير من المجتمع المدني)، سيكون للمجتمع المدني وفق هذه النظرة دور واسهام كبيران في صياغة السياسات العامة وسيادة المؤسسات الدستورية وحماية واحترام حقوق الانسان، وتحقيق اعلى مستوى من المحاسبة والشفافية.
لقد لخصت جميع مبادئ الحكم الصالح العادل تحت مسمى (الحكم الرشيد)، الذي تحدد الباحثة (بولا دوبريانسكي) خمسة مبادئ أساسية لتحقيقه : انتخابات حرة ونزيهة، وسلطة قضائية مستقلة وحكم القانون، وحرية الصحافة والتعبير عن الرأي، وانعدام الفساد، واستثمار الحكومة المال في الخدمات الاجتماعية الأساسية.
وهذه جميعا مبادئ من صميم آلية الحكم الديمقراطي الحقيقي، الذي يجب ان يغادر الورق الى ارض الواقع والتطبيق، وتشترك جميع دول العالم الثالث الراغبة في تطبيق الديمقراطية كنظام للحكم، بأفتقادها الى وجود قوانين واجراءات واعراف وممارسات تحمي النظام الديمقراطي، اصبح من السذاجة تصديق مقولة تتراقص على ألسن العديد من قادة العالم الثالث : " الشعب هو منبع الحكم، وان السلطة السياسية تكمن في يد الشعب"، انهم يعملون على سرقة اموال الشعب ونهب ثرواته، وتعاني مؤسسات تلك الدول بشدة من جميع انواع الفساد، ان من المهم ايجاد آلية لاخضاع جميع مؤسسات الدولة السياسية الى مبادئ الحكم الرشيد، وان تطبق هذه المبادئ على الجميع بشكل شمولي وبلا استثاءات، وتختفي الحصانات والامتيازات الخاصة التي تمنح عادة لمن في السلطة واقاربهم واصدقائهم، لان الديمقراطية وبأبسط تطبيقاتها لن تعيش طويلا وسط هذه الاسثناءات والحصانات والخروقات، وسيفتح الطريق ثانية لعودة الحكم الشمولي كحل لاخراج هذه البلدان من فوضى الفساد المالي والاداري، وستقتل هذه العودة احلام وآمال شعوب العالم الثالث بمجتمعات مدنية حرة تتبنى الديمقراطية وتحترم حقوق الانسان، يستطيعون فيها من اسماع اصواتهم والتعبير عن ارائهم.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح الاصلاح
- الاحزاب السياسية
- مؤسسات
- العراقيون واوباما
- فوزه نصر للديمقراطية
- الوضوح المطلوب
- ازدواج الجنسية
- مسافر بلا طريق
- مصادر المعلومات
- ازمة اقتصادية
- ما بعد التغيير
- رد الاعتبار
- ثقة منهارة
- دعوات
- الديمقراطية الرقمية .. دور ايجابي للتكنولوجيا في اشاعة الثقا ...
- معيار التغيير
- جذر المشكلة
- المعرفة والوعي
- عبرات
- دعوة الى ورشة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان شيرخان - الحكم الرشيد