أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - لاقصائد














المزيد.....

لاقصائد


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 03:32
المحور: الادب والفن
    



1 ـ
أنا المصفح، تراب رجليك، أو هامتك، تعتريني خلوة الريح، يا نخلة ضالعة في الكبرياء. إني عرجونك العاطل، أنام في مهب اليقظة.
ليس في الهوة إلا خطاي.شيء ما كالوقت يكنسني. مخافة أن يطير الصحو، أضع بندقية، وأنام في صدئها كالقبعة.
يملأني طقس الحر... هكذا تسرقني الحافات، أرتب ضيق الأسفار، أيها التعب: يا كم خطوة بيني وبين هذه المسافات الشاغرة.
(كان آدم إذا جاع، نسي حواء، وإذا شبع تذكرها)
أنا عنقود هذا المساء، أركض في جرة السؤال. غريق، أنا من لا يصل من غوصي، أنشب أظفاري، في عنق هاتيك الزجاجة..يا قاتلي المتربص، أيها اللامكان، جفت قدماي على ماء الرحيل..
تلبسني أكوام الغيظ. هذا الطول.وحدي أتشقق، يسكنني النجيع على الحبل، أيها الغارب المستطيل... هي، كم أنشودة تفصل بيني وبين النبوة.
أحس الآن أني محروس كالناب، مذبحة تتقدمني، كل السنان تتلصص جلدي، يا رمل العشق، أيها الموصد، إني أعترف: ما اجتمعت غمتي على ضلال.
تصطف الشدة في رقبتي. حدأة تجرب خوفها في سريري، أعواما تغلقني المودة، وأستيقظ على غريب ما يجتث صدري.
يقودنا طعم الغابات، هكذا: تجلس القبائل الصفراء على صفحة النهر، تبني هواها كالأغصان. لا مقام لاخضرار الصوت، أيتها الحواس الخمس: كم طعنة بيني وبين المنكبين.
حفاء هذه السواحل: دمي. من يا بستي يقترب حجر الريق
يا دوي الغبار الآتي، كم موتا يأتيني. تقضمني قبرة الوهم، أخشى في كل لحظة أيها الترف الأزرق أن نقوم بعد نفاد المقبرة...
(وكان آدم يمشي فتطوى له الأرض، صار كل مكان وضع عليه قدمه يفيض نفطا)



الواحد، دمي. في الغابات ينهض.

كأنما أجلس تحت ظل زوبعة،
تاريخ من الرمل في قدمي يبني مربعه.
كأنما أجلس في جوف ضفدعة
تساقط أسناني كجريد صومعة
خريف أبيض يرفع في دمي إصبعه
يسألني: يا نائما في خوف المزرعة
تعال، أعطني مداك للهزات الأربعة.

السائد، دمي. في الغابات يركض.

جسدي، صيف بارد كالممحاة
في ساعدي تنام أكواب الرعاة،
وخلاخيل السيل، وأغصان العراة
زمانا، أشق شارات العمر في السراة
وأمشي على حافات الضوء كالغداة.
فما وصلت. وصلني السيف قبل المخلاة.

العائد، دمي، في الغابات ينهض.

تسافر أوراقي في مروة العراء
أحط شفتي على سقف الهواء
مابين دفتي سماء برق الحناء
تلبس تاريخا من الدروع والأشلاء
عائد بخف الحنين، يا عروة الحذاء
هاتي مداك، لزلزلة الأشياء..

الراحل، دمي، في الغابات يركض.

واحات من دخان تغمض أسفاري
من ليلة عزلاء في حارات النهار
أفتح ساقي لمودة الأشجار
مجاعة زرقاء تشدني للأوزار
وأقف على غربة الأحجار
أحمل فضة المدائن، وكوة الأظفار
تسعني كل المرايا..فأنى لانحداري.

القاحل، دمي، في الغابات ينهض.

أيتها الحمامة البيضاء من التعب
رفرفي. فأنا تدخلني دودة الهرب
أيتها الغمامة العارية كالجرب
استيقظي. لا صحراء تقل أجراس العنب
ـ عفاك ـ يا امرأة التاريخ، هزي بجذع الغضب
فأنا تسكنني ضوضاء القصب.

3 ـ

حقيبة متهدلة، تتكلمني، كالغرابة
أضع يدي في مساء بارد كجذع الغابة
وأرحل من غرة البئر لبد القميص، كالذبابة...
مابين الشفة والشفة تجلس قطة الكآبة
مات سواد القلب، وهذا البياض أغلق بابه
هرب الدم من دورته، يا من تغتال أحبابه
وحاضت دموع الحقل، يا من تقتل أعشابه
ميتة كل السواحل، فأين يغرز السيف أنيابه...؟
خارطة مبللة، تشدني، أنا الرحابة.
يلملمني الطريق كالظل يهرق أتعابه،
وأنا... طالما اشتهيت أن أفتض أعتابه
ها هي الريح تلغوني، أو تذروني كالسحابة
قارات عابرة في وجهي تذرف أعنابه
مهلك. أيها الخيط الشارب أنخابه
تولني بالعدل، فأنا مملكة صبابة...
حديقة متورمة، تراودني، كالجنابة
أسرح في زمان غاو لا يغسل أثوابه
في منتهى الصدر وطني يلقيني أوصابه
أبني صوته في عز الطفولات، أو خرابه
وأحمل خوفه في برد العراء أنا الدابة
يسافر الرعب في أمشاطي، يلملم أذنابه
وأنا حقيبة متهدمة تأكل أعصابه.
ليس لهذه اللغة رقبة، فأين يغرز السيف أنيابه؟.
1985.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدونة الأهواء الشخصية
- حوليات متأخرة
- -حالة استثناء معلنة في سوق الشهادات الجامعية العليا.-
- غزة -المعصوبة العينين-
- ثيمدلالين
- حاشية حديثة إلى الكاهنة داهية
- حصريا بالمغرب:- شهادة الإعفاء من الشواهد الجامعية العليا-
- ترقية الأساتذة الباحثين و-الشبكة العنكبوتية-
- دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي
- عيون(6)
- عيون(5)
- عيون(4)
- عيون(3)
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية


المزيد.....




- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - لاقصائد