أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(3)















المزيد.....

عيون(3)


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2415 - 2008 / 9 / 25 - 07:37
المحور: الادب والفن
    


5 ـ" عين الحنوش"
شريدا، أترقب جني الأحجار، وطاولة من فوضى تشرب ليالي، تنقر نافذة السماء الراكدة، الراقدة هذه اللوعة على سرير مثقل بالذهول. يينع الصوت. تينع الأسماء، فتعلن الطبول بياض الغربة.
صار الهتاف وجبة اغتسال، يتكيء على صدري كأسه السائق عربة اليأس.إنها دابة الدائرة تدور. ما ذرفت العمر إلا دمعة تثقب سرايا الرأس، وها أنا أرشق سيبة الفحم، تثاقل أهوائي في حمل العصا...لو نام احتمالي في درهم الطفلة، انحنيت قليلا، أستبيح ذمة الزبد. كأنما يزحف مني تاريخي المضلع، وينطفيء في وداعة الثعبان.
خيرا إن شاء الولع. إني أتفرس لهب الرمال، وأبني صدأ الولدان في بادية العقم، أرسم حقيبة الصوت في جفوني، وأتناسى الليلة استطالة الجمر في نهاية الجسر.
السر المقعر، الجارح هنا في دومة الجيب، وطلقات الجوع تشاكس قابلة الروح، لم تقم قائمتي بعد.. في ضباب الحقيقة أطرق باب الرذاذ، تغمسني الكعوب الزائفة، ألتصق بالمبنى المعاد في باحة المكان، كي أضرب عنق هذا الصيف، وأصل إلى فوره.أقول:
سأموت من جرائي،
يادملوج الرحيل،
إني ذاهب إلى وجهتي
أعتصم بحبل الغرباء.
العود ثقيل.ثقيل كماء القعر.
تولى الطعم، الدهر كله، أغرق في أثناء المهلة، أحد لا يمهل شفة الخطو.لو دك هذا الصحو عظام الجبال، استرحت على منشفة الصباح، كي أستمتع بصفير الآلهة.. لكن موقد الموج يملأ سعف الطين. وأنا أتولى زمانا تنضجه نوق العياء، ووعول الشتاء..
في معرض انحناءاتها، تدخلني المحطات، تودعني أعناب المسافات، على امتداد الأغصان، تستيقظ الشقوق في كل أشلائي.أعد موت الأصابع المواظب...
هذا الدم بعيد، يلهث في ملح الماء، وأنا أسير من بطن لبطن، وبالداخل مني، الضالع في قارة العروق، يترقب قيلولتي حنش الماء..
(حتى لو عضت سرك الآن كل ثعابين العصر، فلا تضع مودة الحبال)

6 ـ عين عائشة
أروم خابية الظمأ، جادة الحميم.أمتد في لف الكحل عرين الدمعة الأزرق، شاهد الشتات... لما دارت الريح العقيم، تناهى للسمع مغل الطفولات، ترشح تحت هضبة السندان، تطويها الظهيرة وعلق الباعات...أخاف قوادمها.هي ذاتها رائحة العتبة في منتهى الفلوات..
تجري الدمعة للمستقر.السيف للمستقر. هذا الذي تصلى ببدئه، تخور المدفأة. غشيت الصدر مرعاه. أقفل الرب هواه، واستوت النقمة على الجودي.
في الأقاصي هذه القرة. تعبث بضوئها الأسماء.لا بالنبض أغرق، أنام على أريج السلاسل، ولهيب الضفة، في حضرتك الآن أنقر صيحة الرحم الشاهق في ارتعاشة الثأر...
إني مؤيدك بالأطواد.
أبدا مفتوح الضيق.
أطلق ضجيج الوقت: هذه الذكرى الزائفة. ينكسر ضوضائي على امتداد الرقى. جدران تملأني الفور، وتجرفني بيعة الأرجوان.
أصمك كالشمع.
يستهويني انهمار الظل الأعزل. أكون في الجملة والتقسيط. وحطب هذه الجزيرة: دمي الريع.
فداك أيها النائل، كن دليلي. ورصيف العويل...( كالخيط انطفأ خرير القبيلة. ما بات في القدمين غير نخيل الرفاق، الحائط الأمرد، وجراب السبي القديمة تهدم الأغصان كطلقة الخريف.)
يا مجيء الشهوة.
هذه أرضنا تراق على دين الخيبة.
ترحل الذروة.
( اشتدادا أقول: إذا وصلتك بشارتي هذه فاقطع رأس حاملها.)
تلك المعاقل تأكل خطانا، وتشيد صحنها على رق المحطات.
بعض أعطيات لا تغني،
عض الأمنيات لا يشفي.
ما يحفظ الأعمدة غير عودها، هكذا تولد العودة، يا طين الخلخال، فأين قبيل انتظاري.؟هذه أرضنا تستحم على صرير الهدم. قديمة أعراض هذا الحاجب الساري في غيبة المولى يناديه..أنا من ناديته: الأرضة في مائي.
يغرس الغرق نبعه في انكفاء الفصول، مداها أنا الكوكب المتدلي من شرفة المكان، أحمل عراقة السوط، وكبرياء "الند".
(ما لغة السلم إلا غباوة قديمة)
وأنت أيها الحاجب الصاقل حجر المنفى، قل: هذا زاد القرب. دالت في ظله عوائد الحريق. ما كان للحرب هو للحرب.أنوب في علب الضراعة إليك. هب أني مجنح يرشم تهاويم السورة، واحتضار التنور والمحبرة. إنما محجتي لهاث أسود، يعنيني الوصل، يا همزة تقطع لذة الأكتاف:
(ديخذ آشم لاماخ أوريذ آشم آغولخ.) ( جئت لأعاتبك، لا، لأعود إليك)
أطلق جسدي في طرة العشايا، عليها استراح الشفق الخافق، أبكيها. سنون تلد وجهها غروبا، كأن المدى لا يمشي. يوشيها الصدى...
أرمل هذا التاريخ.
لو لم تأته العفة، أطبق على الترائب كبادية البخار. أما تفصلني عن ظلي يا سائر الريش المسدد، كالنملة الشعثاء... نهار يأتيني له في كل حجر بصمة حوراء. أيها الطائر المبارك: لا تلقني، إنما ألقني في يمها...
قالت عائشة:
من أين يرميني هذا المتحرك؟
وأنت أيها المطوق، ترسمني جنود العامة، متى لا ترتعد الأرض، لا تلقني. إنما ألقني في عدها.
مواعد باردة ترثيني، بارد جموح الرغبات، في عمقها وضعتني، يا أغصانها الدانية تستبقيني، تلك أرضي، تغريني كلألأة الريال، يغرس صرخته في هلع "البديع"، اختلجت ينابيعها، ما تزال كرومها الوكثاء، تحدوني، الراقدة في مشتهى المشط، تهبط أعراق الكلأ المصلوب على خلة البدء، تعطيني مراعي اللحظات، كأنما تأكلني أنامل الشتاء... لوعة باردة، تعروني، كالبراري المغمضة...أهلا إذا الرصيف ملاذ العثرة، يرن صلدها كالصومعة.( إنما بعثت هذه الشدة لتمم مكارم الإخفاق.)
هذا، التعب.
حسيرا يسهر الرمق.آه. يا جدائل " أغمات" الساقطة، تداعى إلينا السواد. مطمورة هذه المسافات. بابها لا يوقد.
... في انتظارك المتودد، يحملني وجد المشارف.آه. ماذا أفعل. يا"عائشة"أم القادمات، حين تتساوى الجهات، وتركض الأوزار في عارض الأنقاض، ولا وطن يلبس اعتذاري.
ماتت الخيل. بلل المغاور تغدوه النكباء، بورا، فبورا، يغشاها المنحنى الصاعد، تغزوه أغماد الرضاع. أرضعتني "سجلماسة" دويها المتسلق أغاريد الغبار، ونقيق الواحات الدفينة في اغتباط النخيل، وأودية العناق.
ممعنا في الظرف يدلف المكان، يرتع في تباريح الشراع، تناوح في حرمة المرافق... قد تبطيء السيوف حتى إذا اقتدت الحناجر، نهضت ألواح الحادين في اصطفاق العيس، ترقص قبالة الهذر..
لها اللغات المشردة في فراغ الرحل، تغزلها الصوارد المسروجة، لها الفتنة حين تستيقظ، ( بارك الله في حطبها المشرع، حتى لا ينام) وريث السماوات المهجورة في ضاحية السنين، يرقم صببها الحمام...
هاهي تغشانا الأرض.
أصفقت لها أغصان الذكرى. فوق جلاجل الساعات، ونادينا. هبت العصافير تنقر موانيء القفر المهتاج، تصاعد منها وريقات الصيد المعشاب. يتكسر التطواف. بعض هذا الوقت الغائم، يا من يأتينا على البطء.. في بينها كانت " عائشة" تيمم باشتعال الخطو، تستنفر ممرات الصحو لرفيف الحرب...لديها البيان لو أفصحت، وانغلق خيط هاتيك المساءات المبثوثة في هبوط الدم، وشجر القابلة.تلك صحرائي الخالدة، أرقبها، مرة تأتيني، فتفتح ريها على شقوق النبض.إني وجدت فيها ريح هذه القيامة القادمة.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة
- الشجرة
- النفس غير المطمئنة
- فصول المودة القديمة
- حالة شبه خاصة
- تكوين
- الولدعديشان
- تلخيص جراح قديمة
- العربة
- سبعة ( رجال )
- بلاد
- باب انقلاب الحال
- باب-عبس وتولى-


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(3)