أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(2)














المزيد.....

عيون(2)


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 06:28
المحور: الادب والفن
    



على هذه الآنية تفيق من كبريت الوقت، أو تسمع طقطقة الرغبة في الأسنان. لو كان السر هاهنا. ارتطم بهلع الوعد.أيها العارم، يا وجدي،أي راع منك يرعاني.فحين يؤوب المدى لخريف الأضلاع، أمشي في غموض التين الهندي تقتلني أوتار الطول ولا يرتخي قوس هذا الحبل.
سماء ميتة في بردة الخلاء، تحفر الظلال نجما، وفجوة الغيث تحرك دفة الأسماء. ما نسيت أن أصب فتنتي في جفن النافذة، وأرفع تاريخي كالمطرقة.
(ما ضر لو تأكل الصرخة هذه الضفدعة)
داخل رأس الغمة الثقيل يؤثثني صخب الهدوء، تشتريني دالية منسوجة في خلوة المشي. لو خرج العشب من قفص النهر، قال:
إن الساعات تموت ظمأ.
لو رقرق الدم في أرمدة الخيل قال:
لا ترجئوا الحروب،
لتمض هذه الخسارة،
لتمض هذه الأرض المبددة،
لقد تآكل اقتراب المحطات، ولا أحد في ريش اللوح يرف لحظه للعناء، كل الأدراج تنحني، ويد اليد في منتهى الإعياء. لتدعني هذه العهارة. وتستعد هذه الأرض امتدادها المكفن في اللهيب.
هكذا أطل على ساحات الغوص، أتسقط ذهول النبض، فوق عبوري يتكيء القاهر الأيمن، يتعلم كيف ينحر قدح الصمت.بنفس الدوي يتهالك دود الطريق على جسد الاضطرام، وتيبس أعمدة الريق في زرقة النهار...
الطاعة، والسمع، والبصر... أيها الشارد في ثلج الصحراء المدببة، يأكل الوقت، يا غصة الوقت، أشتهي أن أنام في حشو الثمالة وأوغل في يقظة الصدمة. فقل لي: ما اسمك الثاقب، لأتقدم نحو سماوة البدء، وألمح فيك جلد الشساعة، وأحضان المودة المغلقة.
انهض أيها الشارد المتدلي من تاريخ المذلات، إني أرقب ارتخاء الحراب، وتابوت الروح، ومرايا تخضوضر، وتغتسل تحت إيوان الدمع، تتقدم نحو صفائح العين، فابدأ احتراقك الشاخص في لحمة هذه الأزمنة البلقاء، لا وطن في مداك يلقاك، إلا ذراع الوحدة الشهباء..إرثك الوحيد اليوم أن تقف واحدا وسط الهاجرة، وتفتح هوة هذا الجسد المخيط برشاش الانفجار، المولع أبدا بذبح الكمان..
4 ـ "عين حرودة"
أقيس هواك الآن في منتهى الصعود، كأنما تهرقني المودة في الساحل الغارب، أركب الظهيرة وأرقص على زبد العين، أدقق الصمت في بلاط الأسماء، وأصل لشدق العبور.زمان آخر مني، تذرفه تخوم الليل، يستهلكني في بدء الذراع...هكذا يشتمني كل الجدار، الجدار ذاته الساقط في بئر الحبو. ما انغلقت صهوة الذهاب. لذاك أهمس في خوائك الليلة:
أيها المراد المصطفق،
سلاما،
أيها المكان الطازج:إلهي
أيها الغاضب
من يكون هذا الرماد.
جالس في زريبة الكون، حقيبة مسكونة بالهجر. لا أحد يتفيأ الظل، مذ هربت من وقوفي جلبة الأقواس، وضعت طفولة السدر على عروض الشفتين:
لا أنجد هذا السور.
في كل قامة حب مسقوف. إني أرى قافلة اللوعة تنطفيء بين الإصبع والعتبة:
أيها المغرب المعقود،
علمني سر الخيط المائل،
كي أغتسل من شائعة السراب.
أيها الواقف جلدي،
إن هذا الصوان يلجمني، ويشرحني لبرية الهواء، وأنا أتدلى. كيما أرسم في قيد هذه الأنملة عبق النهار، وارق الصحراء.
قالت لي الصحراء: ( أوا ثكافيد حرودة أوا ) " أقبلت حرودة".
ورأيت في ما يرى كل النائل، خلاخل تعبر قساوة القلب، وغيثا ناشرا يولول على عناقيد تتوارى بين الفينة والفينة، بين الفئة والفئات، وأجراس الإمارة تكسر وزن الرحيل.
أنا من لا يرحل،
ترتديني أعمدة الغيم،
هاتوا بداوتي، كي أذرع قشها القديم، وأبني فيها خيمة الأظافر، وأطلق فراغي في جثة الريح:
إني لا أبشر بالتداعي،
دمعة واحدة تكفيني، كي أغرق العالم، وأمسح عنه نكهة الدمن.
مائلة هذه السنون الجرداء، مثلما تتنحى القبائل المتهدلة. كل شهوة اليوم تلبسني ثياب الخوف، ونفايات أليفة تتعب في قارعة الدم..
هو ذا فوق ندى الرأس،
كي لا تقولوا: عم الرخاء.
أنا ألقي بمقابض العرق، وأنفخ فيكم هذه الفوضى الناشفة، عم الفساد في يرقات البر، مثلما تنتضى الأيدي في الشرفات العذراء، أناشدكم:
قولوا لهذا البر،
أين تنام أسرار البحر؟
ولهذا البحر
من يوقظ طاقية البر؟
خلف الجدار الطاعن يشدني الغبار الدامي. عين قافلة عطشى تنوء تحت البطء، بالسلاح نفسه، بكل أعقاب البنادق، يركع هذا الهارب، ولا ترتفع صومعته للدخان.
أمام الأمام، باب مغلق المسافات، تحدق فيه سلاسل العيون، وأرصفة الغروب. مائة بالمائة هذي الظنون تحفر نوبة الحزام. الطعم كله. اللون كله.هذا كفيل بالصدر.
لو أكلوا التفاحة، كنا أكثر اقترابا من سواد الأهل:
أنت،
أيها السواد الأعظم
أين تبدد رغوة البياض،
وتسرج كبوة الأعماق.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة
- الشجرة
- النفس غير المطمئنة
- فصول المودة القديمة
- حالة شبه خاصة
- تكوين
- الولدعديشان
- تلخيص جراح قديمة
- العربة
- سبعة ( رجال )
- بلاد
- باب انقلاب الحال
- باب-عبس وتولى-
- باب التلقيح


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(2)