أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(4)














المزيد.....

عيون(4)


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


7 ـ " عين السبع"
... ولما ارتوت الذراع، خرجت من طامة العذر، أنحر صفائح الأولياء... على ضوء الهاوية جاءني بسورته، بالسترة الدكناء كالعطش، أوقف اللظى في زيه، وانفض الحصى. لا فض فوك أيها الطول المدمس بلوعة الكسور، إني عابر السبيل إلى غنم، لا تغريني المناسم ورطب الولائم الزائفة...
أصحو على وهج الدوح.
يا نوح العتمات أدلج. أنت قضمت سفائن الأواب والبداءة الهاربة من جسد الماء، فاسترح قليلا من برد اللهفة...
هونا على الطريق المعاثر، إنما الليلة نبضنا، ترتوي من دمنا، محمول البذل الآتي، من شيمة الفتح أن تفتح الساقين على ريح الصهوة.. سلاما، أيها النديم في انتظاري، تتذرركالمزاج اللاهب، وتهدهد غيبي كدفء السارحة.
... منذ زبد السنين الفارعة، أملأ آنية الصلاة، يقظان وأنا في حال الحال أرسم الشبه وجها يستطيل في رماد الرعب، لتكون أنت المسلول على الشقائق، وأراني ذات صباح، أركض في السر والجهر، وأنقر صرعاك، وأتفرس نجواك..لمداك النافلة الجموح، وركعة البوح... يا مرعاها السائل في لبدة الإضرام.
... وفي أرخبيل اللغة ذاتها أتعثر كالغريق، ترضعني العاصفة لقوها، أمد جندول الشكوى عبر النافذة، وتسقط مياه السياج كالمساء الصلب، حين يذروه ناب الفناء..
ما أثقل دمع العبور.
مثلما العائد أسند الراية للغاية. وتلبسني جذوة الأبواب.
أنام في خفيك، كحبال الصوت، سيد الأصوات أنت، وطنا يسرقني، كظل شاغر ينهض من قلعة السواد، ويغلق شجرة الحرب..
ليقترب سيدي من عبده العاني. إني تحت رحمة العراء، أخلع خوذات الليل قريبا من نسيج الأغماد. أمشي كغمامة من البنيان..
ليقترب سيدي،
من دخل الغابة فهو آمن.
وكن سيد السباع، وافترس مآمني.
... سواقيك، يا خوان الدروع. ما أكلت إلا لينجع الصليل من صلبي، أكان الصدى يعرفني، أم يطرقني، تخوم الرغوة آسر هذا المضاء على ألفة الرمل...استفق مرة، لا، لترى، أنت الرائي، الرابيء، تثاءب من رهبة الحتوف. يا ألق الرغبة المتسلل عبر انجراف التوبة والأتراب، تختزن ماء الرقبة، واشتعال الصائر. هل أصل من عصا الزناد إلا عاشقا،
آه، يا عبق الآلهة لو تسمعني.
خلف الذهول، تتصدع وردة الذهاب. أنا من خوفي، يرميني خوفها. لها ود الحمى المتثاقل. إن كان الطريق هوائي، سأنهض من ضجيج الوحشة، ناقما كالرحى( من لها بدوي الرقرقة)،كم مرة استدار هذا الذهاب، يحفر الدم لكل الدم زرقة القبر فلا يقع. هذا زمانك المقلوب كقبضة المعتوه، تسهد في قيافة الثأر، والشظايا الشاخصة في حدقة الأصداف:
" ضربت الحبل"،
ضربت الحبل يا حادي السويداء، تستدر الصخر لبنا في خيمة الصيف، وتخرج لهواها المعقود الأقران، كالمغارات القديمة. ليتك تغرس حلمك في لجة القتاد، وترسم قلق الأساور في دومة الرنين:
يا رنين المحبة السائل،
المتهدم، الذي أحبه،
تعال، يا صدأ المدينة.
ما أعطاك الوفر يا سيد السباع؟.توثق الجلد في قارة العياء. بات الويل تكملة. تكلمني الطباع. علام ضحكة الباهت؟.قل ما انتشيت. يا هذا، إن الثور يقول لك: إنه حامل الصخرة، فلا تسخر.
... أشهدتك الآن على جرد المواثيق، فامنحني زئيرك الزائغ..
... ولما ارتوت الذراع، دارت الربوة أن تسير، رفرف الإناء في هوة السكر. قلت:
ليقترب سيدي من طريدته..
..ربما أيقظتني الصحراء في هدأة المحاق، أو غمرني شكل العصمة في حمى الغور..أطلب السبع المهاوي، فتندلق الصبوات...هل أنا فائض القمة العارية؟، تسيخ خطوي في سهم النير كريش الغبار، أمسك بذوائب الحال، ليقترب سيدي من حرمة الإغلاق. الصرخة الخارج منها. أنت. المائل هذا المستقيم. أنت.
.. تتسلقني القواصم رحيلا في جفوة الحدود، كأنما تأتيني فصيلا: كل الديموقراطيات للريح.. ليقترب سيدي من فيئه، ليقترب من عبده المغلول. لو لم يغزلني النفير قلت:
أنا سوام هذه الأزمنة،
ليس لي غير قصعة المسافات، ولجلجة البراري السانحات،
فكن سيد السباع، وكل طريقي.

8ـ عين "الكرمة"
حقائب ميتة، تساقط في خطوي.
أطلق هذه المسافات كالمرايا، تخبئ وجهها، حتى أكون بادية الإسراء ( خواء السواقي، والدلاء الفاغرة)
من رتاج لرتاج، أشق جيب التحايا، وأرجوحات الغمام..
واحدا يجيء الجمر، ترتديه كف الذكريات..
مثل الخطايا تلملم دمائي صوفها، لتتلبد بالهزائم، وتتوارى خلف طقطوقة النسيان..
عنب الهوادة جالس في رخاوة الظل،
وأنا، خوف الكرمة ييسقيني.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون(3)
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة
- الشجرة
- النفس غير المطمئنة
- فصول المودة القديمة
- حالة شبه خاصة
- تكوين
- الولدعديشان
- تلخيص جراح قديمة
- العربة
- سبعة ( رجال )
- بلاد
- باب انقلاب الحال


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(4)