أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي















المزيد.....



دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 04:36
المحور: الادب والفن
    



تضم مجموعة "قمر أسرير"لمحمد على الرباوي* سبع عشرة قصيدة، جميعها وبدون استثناء تحمل عناوين مكانية، أي أن المجموعة مكانية وينهض فيها المكان بوظيفة أصلية ومركزية في بناء أفنان الدلالة وامتداداتها الممكنة. والعناوين التي تستثمرها المجموعة هي أسماء مواقع ومدن مغربية في الغالب، محملة بخصوصيات خاصة تتحدد ملامحها عبر سياقات توظيفها المتباينة، المتشابكة في كثير من المستويات المرجعية أو الإحالية، عبر ما يضفيه الشاعر عليها من قيم جمالية أو صور وقائعية تنبض بالحياة وترسم حدودها التي تحركها مستويات إدراك الشاعر ووعيه الخاص بهذه الأمكنة، واستلهام أو استعادة أو إعادة كتابة تاريخها الحاضر أو الغائب، القريب أو البعيد. لذلك يمكن القول إن المجموعة تتجه بإصرار نحو خلق قوانينها الخاصة ودلالاتها العميقة في تجربة محمد علي الرباوي انطلاقا من استكشاف المكان والتعامل معه كينبوع وكمشروع جمالي، من حيث إنها تؤسس عالما خاصا يؤكد بكل تداعياته شهوة الامتلاء الواعي بالمكان وتراكماته الدلالية الكثيفة. وعلى هذا المستوى تحقق المجموعة لحظة انتماء راسخ وأصيل تكتمل في سياقاتها أبعاد الوجود والهوية الممكنة، وتتكشف معالم هذا الانتماء عبر شبكة العلاقات الخفية والبارزة الواصلة بين وجود الشاعر وإيقاعات المكان التي يستدعيها ويصغي لخفقاتها.
إن استدعاء المكان في المجموعة هو ما يحدد مشيئتها، ويبني كيانها ضمن مناخ يستغرق أبعاده الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والوجدانية، ويستدرج تضاريسه ليفتح أبعاده على رمزية مشحونة بوعي شعري وجمالي يؤسس لرؤية شاملة تعكس بهذا الشكل أو ذاك بعض القضايا أو الموضوعات التي تشغل الشاعر و توجه إنجازاته، ويتحول المكان تحت وطأتها إلى إطار أو فعل للتعبير عن الدلالات الإبداعية والإنسانية العميقة.
أما خارطة الاستدعاء وتقنية التقاط المكان أو استلهامه فإنها تأخذ منحى خاصا قد يتعذر إخضاعه لمعيار أو نسق ترتيبي حاسم، لكنه يخفي بالضرورة وقع مؤثرات خاصة تاريخية وثقافية لها دورها في تحريك الإيحاء باتجاه المكان وتوظيفه، وتتسلسل العناوين وفق هذا التواتر: قمر أسرير، تنجداد ثلاث مرات، سيدي قاسم، عين السبع، الدار البيضاء ثلاث مرات، العيون، تطوان، باب المنصور، المحطات، الشاون، باتنة، عيناك باتنة، بغداد.
وسنرى أن أغلب العناوين تعتمد أسماء مدن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويتم توظيف العنوان بشكل مفارق عبر أربع قصائد حيث يتم استدعاء أماكن أو أحياز جزئية، لاستغراق المكان الكلي أو إنزاله، وينطبق الأمر هنا على قصيدة "قمر أسرير" التي تحيل إلى تنجداد كحيز أكبر، وقصيدة "عين السبع" التي تحيل إلى الدار البيضاء، ثم قصيدة "باب المنصور" التي تحيل إلى مدينة مكناس، بينما قصيدة المحطات توظف اسم مكان عام ومبهم كعنوان أكبر، تتولى الوحدات أو المقاطع أو اللوحات التي تتعاضد داخله مهمة التفريع أو التحديد أو التخصيص من خلال المحطات السبع المضافة إلى أمكنتها العليا التي ترسو القصيدة على إيقاعاتها والتي تتوزع كما يلي: محطة العيون، محطة تاوريرت، محطة كرسيف، محطة تازة، محطة فاس، محطة الأمير عبد القادر، محطة سيدي قدور العلمي، وعبر نسق هذا التحديد نلاحظ أن مدينة مكناس يتم استدعاؤها مرة أخرى من خلال أماكن جزئية، أو بعض مواقعها ورموزها، وربما يحيل هذا إلى صيغة اعتبار أو جاذبية خاصة لهذه المدينة التي يهبط الشاعر قعرها ويغوص في ذاكرتها ليرسم ملامحها عبر منافذها ومعابرها ومعالمها التاريخية والحضارية.
على مستوى الحضور أو الاستئثار داخل حقل المجموعة تستأثر "تنجداد" بأربع قصائد و"الدار البيضاء" بأربع كذلك ، تحمل إحداها في كلتا الحالتين عنوان حيز أو مكان جزئي كما تحضر مدينة "مكناس" عبر ثلاث قصائد اعتمدت جميعها ثقل الأجزاء أو الأحياز الصغرى أو الجزئية، بينما تحضر مدينة واحدة في شكل غياب أو نفي، هي مدينة "فاس"، مع الوضع في الاعتبار ما يمكن أن تتيحه كوة العنوان من قراءة أو تأويل احتمالي للحظات الفراغ أو البياض التي يؤسس عبرها الشاعر تصوره أو تذبذبه في مواجهتها، وبذلك يضع قارئه أمام خصوصية ما لهذه المدينة ويلاقيها خارجها وفي صمت وانطفاء لوميضها، وكأن شيئا ما يبعده عنها أو يضيع صورتها في أخاديد الذاكرة، ولو أني أفترض أن المدينة تلقي بظلالها في ثنايا القصائد الأخرى وتطل من معابرها.
إن صيغة العنونة كما هو واضح تشيد سياق تضاريس جغرافية متميزة وفق شروط بناء وتداخل خاصة يستمد منها المكان كل المكان سلطته ورمزيته ومعناه ودوره للحد الذي يتشكل فيه كإحدى أبرز العناصر التكوينية والبنائية للكون الدلالي والوعي الجمالي والفني،وهي بذلك تنسج شبكة علاقات أو امتدادات أو توترات متشعبة مع أماكن أخرى يتم استدعاؤها باعتبارها مرتبطة مع سياق البناء الدلالي أو الرمزي لسياق المجموعة، وتلامس بشكل أو آخر مجرى الرؤية التي تحكم التجربة ككل، وإذا بدا حضور المكان هنا ثانويا فإنه في العمق يمتلك دوره الفعال في دعم مكونات وآليات الإنجاز الشعري، باعتباره طاقة دلالية وإبداعية مضافة تأخذ بالدلالة إلى قعر أبعادها الغائرة أو البعيدة، هكذا تحضر هذه الأمكنة حضورها العابر: رباط الفتح، قصر السوق، باريس، تل أبيب، غرناطة، قندهار، الموصل، بابل، النجف الأشرف، عنابة ، برقة، نجد، الشام، حمرية، الوادي الناشف، الألزاس.. وهي أماكن ومدن مبللة جميعها بحمولات تاريخية وثقافة وسياسية ومفاهيم وقيم ضاغطة تتعالق بعضها ببعض مع العالم الخاص الذي تتحرك فيه دلالات اللغة وتجلياتها.
وقد نستكمل دورة المكان في هذا السياق باستحضار عناصر مكانية أخرى تتبعثر عبر متغيرات القصيدة داخل المجموعة وتخلق فضاء أرحب وأكثر خصوصية وتميزا يفتح الباب على ما هو أعمق في بناء الدلالة والصورة الشعرية وتوجيه قيمها المعرفية، مثل هذه الدوال الكبرى: الأرض، الحقل، الربوع، البلدة، البلاد، الساحات، الوطن، الجزر، الشوارع، الغابة ، الصحراء، المرفأ ، الأدغال، القفار، العراء، البيداء، الأرجاء، الميدان، الهضاب الواحة، الفيافي، المضارب، المقامات، النوافذ، الأودية، التخوم، السواحل، القمم، الحدود، الكون... أو بعض الدوال الأخرى التي تضيق حدودها الدلالية وتتأسس على إيقاعها جغرافية التحول المبثوثة في نسيج القصائد مثل الأنهار: دجلة، الفرات، النيل، العاصي، بردى، ملوية ، زيز، أو الجبال: الأطلس الأوراس... وهذا التعاضد أو التعالق بين هذه الأنساق المكانية أو الأحياز بمختلف تجلياتها، رغم سياقاتها المبعثرة أو المتنافرة أحيانا، ذو دلالة مركزية منبنية أساسا على الوعي العميق بالمكان وقيمة حضوره في النص وهذه إحدى خصوصيات هذه المجموعة.
بمقدورنا كذلك أن نوزع قصائد المجموعة توزيعا آخر مكانيا بربطها بالزمن زمن إنتاجها بالاستناد إلى تاريخ ومكان إنجازها وميلادها، حيث سنجد أن أربع قصائد ولدت بالرشيدية المدينة التي حضرت في صلب المتن باسمها القديم ( قصر السوق) وثلاث قصائد بالدار البيضاء، ووجدة،واثنتين بباتنة، وقصيدة واحدة في كل من سيدي قاسم وتطوان ومكناس، وقصيدة واحدة موزعة بين وجدة ومكناس، وإذا أخذنا في الاعتبار البعد الزمني في المجموعة والذي يمتد مداه ما بين 1992 و2001 أي ما يقارب عقدا من الزمن، جاز أن نؤسس إطارا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا لهذه القصائد ورصد دلالاتها وإشاراتها، ونستند إليه كعامل أساسي في صناعة هويتها ضمن فاعليتي الزمن والمكان.
إن الترتيب المعتمد في المجموعة قد لا يقودنا بشكل حاسم إلى تبرير اختياره كفاعل استراتيجي في توزيع القصائد والأمكنة وتنسيقها، والتفاعل مع فضاءاتها وتفاعل الحضور والغياب أو التقديم والتأخير، غير أننا قد نصوغ احتمالا يبدو محسوسا عبر حقل التوزيع إذ أن الأمكنة التي تم استدعاؤها لها سحرها الخاص وسلطتها وخصوصيتها وقوتها ولها عمقها التاريخي والاقتصادي والثقافي باعتبارها محط اهتمام خاص كتاريخ ومجتمع تحضن نبض الفعل الإنساني ويتواطأ معها الشاعر عبر خطط ومنافذ رؤاه الفكرية المتحولة ليضفي عليها صيغة ثابتة ترتد إلى صورة المكان من الممكن التعرف عليها من خلال قسماته أو تضاريسه.
وثمة خيط رفيع يؤالف بين فضاءات هذه الأمكنة هو الرغبة في تحقيق وتأكيد فعل الانتماء الوجودي وتوطيد علاقات الوصل أو الارتباط أو التعلق بالمكان، داخل سلسلة من التوترات يسمح الشاعر بتجميعها وتحويلها وتمريرها. وفعل الانتماء هذا هو ما يفتح طريق اكتشاف الضوء وظلاله عبر قصائد المجموعة، وأكيد أن هذا الانتماء في كثير من تجلياته المكانية يجسد إحساسا أليما بالخسارة والفقدان والاغتراب والضياع مما يمكن أن نرده إلى موقف الشاعر المعاصر بوجه عام من المدينة وإكراهاتها ورعبها المتطاول لكنه يجسد كذلك الهوى الصعب الذي يشد الشاعر إلى جذوره وإلى القيم الخالدة التي يناضل ويكافح من أجلها.
على هذا المستوى تحضر " تنجداد" المكان الأول، مهد الطفولات، والسماء الأولى التي أطلق فيها الشاعر صرخته الأولى، ويحاول أن يجرنا إلى فضاءاتها المبهرة، ويقاسمنا أحاسيسه المشبعة بالانبهار ولذة الانتماء والانصهار، واحتلالها الصدارة في قصائد المجموعة، يؤكد هذا البعد وهو ما تعكسه كذلك تلك الحميمية والبراءة التي يعانق الشاعر عبرهما واقعها وقوة الإحساس المتوتر أحيانا التي توجه حركة التفاعل مع كائناتها وأشيائها بشكل لا يقبل الاختزال.
وتحضر "تنجداد" في البدء من خلال مكان جزئي هو "أسرير" (قصيدة " قمر أسرير" ص:5 )، والقصيدة بمعنى ما احتفاء بالنور والميلاد، حيث يولد القمر، ويبدأ العالم خطوته في الوجود، ليملأ "أسرير" فتنة وتنحني الكائنات لروعته، إن النور، القمر، في القصيدة يمنح الوجود الإنساني والمكان معنى مضافا، ويحرض على نوع من الشعور بالسحر والقوة والانجذاب لبلاد النور الذي يبدد ظلمات الليالي المورقة ويفتح باب الحياة المفعمة بالبعث والتجدد والخصب والهواء والماء وكل عناصر الحياة، يولد النور ويولد معه القطر والماء، ويخرج البحر لرمل أسرير ليروي وعده وانتظاره، ويلهب الثمر سعف النخل لينفث فيها رعشة الحياة، أكثر من هذا فإن القمر ـ النور الذي يحضن "أسرير" أو يحضنه هو برعم طالع من رحيق الصلوات والابتهالات، وضحكته مشدودة لعيون الفرات حاملا دورة الخصب لمنتهاها كي تمحو مرارة الذبول.
ثمة جدلية تحكم العلاقات أو الصور التي تسند الميلاد ـ النور في ثنايا القصيدة، وتضع "أسرير" بؤرة مكانية في سياق تجاذبات أضداد ومتقابلات: النور والظلمة، الخصب والمحل أو الجدب، الذبول أو الموات والتجدد أو البعث.. وتكتمل امتدادات النور حين يسند الشاعر دلالاته إلى "معاذ" الطفل الوليد، الذي يرسم عبره الشاعر هوية المكان ويجعله رهين إيقاعات نورانية لا تنتهي، فميلاده جزء من حياة المكان وانبعاثه، به تنتشي الجداول وتشدو عرائس البحر وأسراب البلابل نشيد الميلاد والحياة المتجددة الدائمة.
وبقدر ما تتمثل "أسرير" مركزا للنور، يحول الشاعر هذه المركزية أيضا في اتجاه "سارة" الطفلة، الزهرة الحالمة، الحقل البشوش المحمل بالشموس وتيجان النور المتأجج، المرتدية سعف النخل والناثرة بهاءها بالغيم والخيل ليكون "معاذ" إشراقتها، الإشراقة التي تبشر بالعاصفة، عاصفة النور في كل حال.وتخضع الطفلة "سارة" بدورها لإضفاءات البعد المكاني باعتبارها المنبع الذي تبدأ فيه الحياة وتستمر، الأرض المزودة بالحياة كأم ولود، ونحن ندرك تلك القرابة الأسطورية التي تجمع بين الأرض والأم، ودلالاتهما العريقة على الخصوبة والخلق.
على كل في صلب القصيدة يتقابل أو يتصارع مكانان: سلبي وإيجابي، خصيب وجديب، منير أو مضيء ومظلم، والصراع بينهما لا يلغي قابلية الاندماج لكن إيقاع النور يولد دينامية أقوى ويزرع الأمل في صخب الحياة والأنس في وحشتها العابرة.
في القصيدة الثانية ( تنجداد.ص: 11 ) تهيمن إيقاعات الصراع بين مكانين : الخصيب والجديب، وفي الحركة الأولى من القصيدة تبدو تنجداد أطلالا ملفوفة في ظلمة المساء، مغمورة بحبات التراب، تصلي صلاتها وتدعو بأعلى صوتها : "أنزار ، أنزار ، أنزار..."( مطر، مطر،مطر..) وهي الصورة التي تخفي الهلع الذي يسكن المدينة الماشية تحت سفن الليالي ظمأى للحياة والماء، يمر بها "زيز" وتستعطفه، تستوقفه وتبكيه الماء، لكنه لا يصغي لأنينها وحرقتها، ويمضي متجاهلا،تاركا نخيل "أسرير" الجميل في العراء يواجه مصيره."زيز" النهر الحامل لمعالم الخصب، المنقذ الوحيد الذي تنتظره "تنجداد" و"قصر السوق"، لكنه يخذل مجراه ويتنكر لمهده الأثير وتصد مياهه رواءها عن نخيل أسرير، لتتدفق نحو أقاصي الرباط "الغباة" وتفجر في مناكبها أسباب الحياة رافدة جداولها، وهذه هي الحقيقة التي يعبر عنها "حدو" العائد إلى تنجداد يبكي حظها ويبكي النهر الذي ارتحل بعيدا ليروي حدائق الرباط.
وكالعادة فإن مبدأ التقابل يؤطر حركات القصيدة في اتجاه الصراع بين مكانين أو مدينتين أو واقعين، واقع التهميش والبؤس والضياع والقحط، وهو ما تمثله "تنجداد" و"قصر السوق"، وواقع الرغد والرفاه وحياة النعيم الذي تجسده الرباط هذا الواقع الذي لا يرتفع إلا على أنقاض الواقع الأول وعلى خيراته، وهذه المتغيرات توجه نظرة الشاعر للمكان في ارتباطه بتداعياته وحمولاته الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتستعيد بقوة مقولة المغرب النافع والمغرب غير النافع التي يبدو أنها تفرض قسوتها على صعيد الواقع الملموس.
أما القصيدة الثالثة (تنجداد.ص:14) فإنها ترسم خط العودة إلى الأصول، والحنين إلى دفء الأرض الأولى المسكونة بنبض الدهشة والنور، والصورة التي يرسمها الشاعر للمدينة تتجاذبها مرة أخرى ثنائية : النور والظلمة،و يؤمن الشاعر وجوده وانتماءه في الخطوة الأولى من القصيدة عبر طقسي الميلاد والشعر، لكن المؤشر هذه المرة ليس نورانيا وإنما ظلماتي:
تنجداد
في هذا الدرب المظلم
كان الطفل يسابق أحلامه.
***
في هذا الدرب المظلم
خط الطفل قصائده الأولى
وخطا خطوته الأولى.
كأن هذه الظلمة جزء من الكينونة والوجود، إذ تبدو مزمنة تسدل ظلالها على المدينة وتاريخها الأسير، وتحشد عماها في كل الزوايا والممرات والأرجاء، وعلى الرغم من أن العالم من حولها قد تغير أو هكذا على الأقل يتراءى، فإن تنجداد ما تزال وفية لظلماتها، و ما زالت تبحث عن نور قد لا يأتي.وتختزل القصيدة في مجراها مراحل سنين العمر منذ أن كان بها الشاعر وليدا يطير ويسابق غمام أحلامه كالعصافير، وذاق ألوان العذاب عبر ارتحالاته الشقية، إلى أن عاد منهكا ليسند رأسه لجدار الذكريات المنسية وهو يجتر المرارات، الوجه الخلفي للحياة، التي لم تقده إلا لهذه الظلمة، ليجد نفسه وكأنه خرج من ظلمة الدرب، القبر، ليعود إليها مكسور الجناح.
إن الإشارات التي تطفح بها القصيدة تنسج في العمق فضاء مشبعا بالإحساس بالخسارة والضياع والتيه، وبحالات من عدم التوازن وعدم الرضا والاستقرار، لحد يجد الشاعر نفسه مشدودا إلى تاريخ لا يراكم غير أسئلة الاغتراب المرعبة:
لا أحد في هذا الدرب المبتل
يعرف من هذا الطفل
من هذا الطفل
من هذا الرجل الكهل. (ص:16)
وفي القصيدة الرابعة (تنجداد.ص:17) يتعمق الإحساس والذهاب بعيدا في لحظة الانتماء، وتتضاعف عناصر الصورة السوداء لتنجداد التي أضحت خرابا يبابا، لا ترعاها غير ظلال أنقاض تؤجج الغربة والإحساس بالوحدة والعزلة السحيقة:
تنجداد..
أطلال وقبور.
وأنا الساعة فيها
من سأزور؟ (ص:19)
هكذا تبدو تنجداد وكأنها بؤرة موت لا يجدي السؤال أو حتى الصراخ في شوارعها، وعلى خلفية هذه الصورة تبدو وكأنها المدينة الخائنة التي لا ترعي حق وحرمة بنيها، وتلقي بهم في غمرة المسافات السوداء والغربة المدمرة القاتلة، فقد صارع شاعرها "احماد أوداود" الحياة بين دروبها، ونازل أشجار الرعب الفتاك، ولكن نهايته كانت في رباط الفتح حيث انطوت ذكراه وألقي في ظلمة القبر الغريب ظله، وكل أبنائها السواعد البانية مرغمون على أن يزرعوا ريعان شبابهم في مدن الثلج البعيدة، المدن التي تشرب عرقهم ودماءهم، وفي حماها ترعرع والد الشاعر الذي ضاع اسمه ودمه في متاهات بناء عمارات الألزاس، وظل وحيدا يقاوم غوايات الحياة ونكدها، حتى أسلم جسده لظلمة قبر بعيد في "الوادي الناشف"، لذلك لا يأمن الشاعر أن يلقى المصير ذاته وأن يسلم جسده وعمره في النهاية لظلمة غريبة في بلاد بعيدة:
تنجداد.
صرختي الأولى فيك انقشعت
لكن .. في أي بلاد
قد ألقي آخر صرخة؟.(ص:19)
في لعبة التقابلات التي ينشئها الشاعر ويطوق بها مدينته "تنجداد" يبدو وكأنها مفتوحة على مفارقات مفزعة،تضع اليد على وجعها، وعلى الإحساس العميق بالانتماء إلى هذا الوجع، وهو ما يجسده موقف الشاعر المتأزم حيال وضعية مدينة تعانق ظمأها وجدبها وخواءها ووحشتها وخرابها، ولكنها تصر على الحياة ويمنحها الشاعر ملامح آهلة بالأمل ووهج الترقب ولو أنه يرى نفسه غريبا ووحيدا في دروبها وظلالها ومواجهة واقعها الذي لا ينتج غير الضياع الكبير.
إن طقس الانتماء الذي يوجه حركة قصائد "تنجداد" يضعنا أمام نبرة قلقة يحركها وعي قلق متصل بإرادة التغيير والتجاوز، ومحكوم عليه أن يتفاعل مع الحطام الواقعي لمدينة يخذلها النور وتغمرها أسباب العزلة والنسيان، وتحفر تاريخها في ظلمة تدخل معها في عناق تاريخي طويل، وهذا ما يؤرق وجدان الشاعر ويمسك بإحساسه الداخلي وهو يعلن ولاءه عبر سياقات مأهولة بالسؤال والشعور بالغربة والخوف من المصير المجهول.
هذا المنحى التصويري هو ما يشكل عمق قصيدة (سيدي قاسم.ص:20)حيث تتجمع الصفات والملامح والسمات ذاتها،فهي الأرض المثقلة بالحزن، المزينة بالجوع، تلقي بخيراتها للأغراب في البلاد البعيدة، وتخبئ في جوفها تاريخا مضيئا يتنفس هواء الأحباب وذكريات غزيرة حصدتها دورة الحياة، ويبعثر الشاعر فيها ذيول غربته ليبدأ أسئلته المفجعة التي تتردد أصداؤها في أبراج من صمت لا يزيد التوتر والإحساس بالوحشة والوحدة إلا اشتعالا:
من سيودعني
إن عدت بقلبي المجروح
إلى وجدة؟
آه..من يصحبني
من سيودعني
إن سقطت أوراقي الغبراء
كما تسقط، ذات هجير،
أوراق الوردة.
من يا بلدي؟
والأهل ـ وقد قربوا ـ بعدوا
من يبكيني..
يا بلدي من يبكيني..
من؟
من؟
من؟
من؟.( ص:23)
وثراء السؤال ورجعاته المعادة أكثر من مرة تضمر حيرة أو خوفا أو دهشة أو أملا أو رغبة كرائحة الحلم تحاول أن تهدئ من روع ذلك الإحساس القلق الذي يتكئ عليه الشاعر ويرسم من خلاله المكان و المدينة وأشلاءها الجريحة، وفي ذات الوقت ينبض بأبعاد مناهضة شرسة لواقع التلاشي والانمحاء والاختناق الذي يحاصر انتماء الشاعر ووجوده.
تحضر مدينة "الدار البيضاء" في المجموعة كذلك عبر أربع قصائد، ويتم استدعاؤها في قصيدة أولى عبر مكان جزئي هو "عين السبع ص:24" وفي القصائد الأخرى باسمها الكامل أو الشامل، وتضعنا قصيدة "عين السبع" أمام معادلة : الخوف والأمان، إذ تستعير رمزية الأسد، ملك الغابة، وشهوة الافتراس لديه، ولو أن الأمر يتعلق بمشهد في حديقة الحيوانات إلا أن محدودية المكان تخرج عن إطارها لتحمل بعد الشساعة والاستغراق، وهو ما تفصح عنه شمولية الدلالة أو الصورة التي تتعقب ميلاد الخوف والرعب من الأسد بالرغم من أن الأقفاص وما تجسده من حزام آمن تقف في وجه نوبة الافتراس.وفي صلب هذا المشهد يخطو "زكرياء" الغزال الشارد ليرى بأم عينيه الكائنات الضالعة في الحضور : الأسد ، النمر، القرد، الذئب ، الثعلب ،وهي الكائنات التي تؤشر لواقع الحقيقة الصارخة التي نصادفها في خصوصيات علاقاتنا الاجتماعية، كأنما الحديقة الآهلة تختزل صورة الكيان الاجتماعي.
أما الصورة الثانية للدار البيضاء ( الدار البيضاء.ص:26) فتبدو أشد قتامة، مدينة مستلبة تسد آفاقها بالزيف والرياء، وتفتح ساحاتها لمفاتن باريس الخادعة، مديرة ظهرها لأصالتها وهويتها وحقيقتها، تدوس تاريخها ورموزها، منطفئة الملامح لا تتدفق فيها إلا أنهار الشهوة العمياء التي تغتال فيها بذور الحياة، لو أن أبطالها العابرين: الفطواكي أو الحنصالي، عادا ليجوبا أرجاءها، ويمعنا النظر في ما آلت إليه مدينة افتدياها بدمهما، وفتحت أحضانها للأعداء ليرقصوا على أنين فقرائها المتعبين، لما ترددا في أن ينزعا اسميهما من تاريخها، ومن شوارعها وسجلات ذاكرتها الخائنة.
وتنضوي تحت ظلال هذه الصورة حركة أخيرة من زمن القصيدة يعلو فيها صوت الانتماء يبث الشاعر عبرها همومه وجراحه وعشقه ،ويأخذ الوطن موقعه امتدادا للدار البيضاء حيث ينتقل الشاعر من دائرة المكان المحدود إلى مكان أكبر وأوسع، ويندفع ليردد إصراره على التعلق بالوطن والهذي باسمه ولو أنه خانه وباع دمه في سوق النخاسين والأعداء بدون مقابل.
ويراكم الشاعر تاريخ ذكرياته أو هويته في الدار البيضاء الثالثة( ص:29) من مكان آخر جزئي هو المقهى، ويرخي عنان أحلامه وهواجسه لتبدو المدينة طوفانا تتسكع فيه شوارع من جداول وأنهار وتتقاذفها الأمواج، أو غابة توقد فيها الرهبة رعبها، وتتناثر دواخله مع هذه الصورة المرعبة التي يرسمها ليبدأ مرة أخرى سيرة تساؤلاته ويجاور غربته ووحدته وشاعريته حيث تبقى الأسئلة الأسئلة:
يا هذا القادم من وجدة...
يا هذا القادم من أقصى الأرض
تحسس وجهك..صدرك..أقدامك..
هل ما زلت على هذي الأرض الظمأى
تقوى كالغابات على القول؟(ص:30)
وفي القصيدة الرابعة( ص:31) يتعمق الإحساس بالعجز والإحباط، يضيق المدى ويتسع حجم المعاناة، ويجد الشاعر نفسه وحيدا أسير بحر إسمنتي يفصل العينين عن القدمين ويلهب دبيب الوحشة في غابات لياليها الباردة، تحتل الصحراء منه كل الجهات والدروب، ولا يجد موئلا غير نشيد ابتهالي يستجير عبره بصبا نجد وشساعة الصحراء، ليهرب من ظنونه وخوفه ويضع قدميه هناك، هناك في البعيد، مشدودة إلى خلوات النور وهدوء النهر.
وفي لحظات استدعاء مدينة "مكناس" تكتسب القصيدة بعدا إضافيا في اقتناص المكان، حيث يتسامى عن جغرافيته الباردة ليعانق فضاء أكثر خصوصية يوسع مدى دلالاته وامتداداتها المحتملة، وتحضر من خلال باب المنصور (باب المنصور.ص:43) الذي ارتقى منه الشاعر لمعراج الفناء والشطح في مسالك مسكونة بالخطو الجموح، ليغامر في متاهات الوجد والعشق والوله لحد يحقق قطيعة مع ما يجري في عالم التجربة اليومية، حيث تسود الرغبة الجارفة للهروب من الواقع إليه عبر منظور صوفي وروحاني تحركه إرادة كاملة في تجديد الانتماء وتوطيد أواصره، من هنا تبدو القصيدة وكأنها تضاهي شطحا صوفيا تصعد في مدارج الحلم والحنين والأمل في القبض أو استعادة لحظة السعادة والغبطة المبتغاة، وفي تجديد الوصل بين الإيقاعات والمقامات الجوانية والبرانية والتعالي باللذة الغامرة.
وتتحمل القصيدة بشكل أو آخر عبء إعادة خلق أو تركيب عناصر الكون حيث يلتقي الماء بالماء والنار بالنار، ويبحر الشاعر فيها عبر ما يجتاح أعماقه غارقا في بحر من الأشواق والمحبة والابتهالات التي تنقش تفاصيل صور غائرة تتحرك في دوامة اللقاء المتصل المتواصل المرئي واللامرئي بين امرأة وأخرى تتبادلان التحية، ورهبة البحر، وبين ارتجاجات الروح ومداها، تبحث الرغبة عن موعد لها فيكون جمر "الشيخ الكامل"، ويصل الجنون ويتقدم المجنون في حضرة ذكرى تتوقد على إيقاعات "الملحون" المشدود لاحتمالات الحياة المضفورة بالإشراق والسعادة الكبرى.
هذا الطقس الصوفي والروحي المسكون بالخشوع والعشق اللافح تمتد آثاره وملامحه لتهيمن على سياق المقاطع أو المشاهد الأخيرة من قصيدة المحطات التي تستدعي مدينة مكناس، من خلال محطة "الأمير عبد القادر"(ص:56) ومحطة سيدي قدور العلمي(ص:58)حيث يضعنا الشاعر أمام دينامية روحية مرتكزة على مدارات الابتهال والتضرع والتوسل تستدرجنا للعشق الصافي، وإلى الانغمار في مدارات صوفية تتغني بالمديح وبهاء المحبوب السلطان القاهر الذي تسكن صورته السويداء، وعبر فجوات هذا العشق يتماهى الشاعر مع سيدي قدور العلمي ويرقص على مشارف جنونه:
ما أضيع العمر الذي
مر وليس بي أنا مس من الجنون.( ص:58)
وتحملنا جغرافية الشاعر إلى بغداد ( قصيدة بغداد.ص:67)ويتوغل في عمق التاريخ القريب والبعيد ليرسم خطوطه ويعيد كتابة دوراته وخلخلة إيقاعات وثوابته، وقد بنى حركة القصيدة الداخلية والخارجية على توظيف إشارات ورموز تنهض بمهمة النبش وتعرية الذاكرة الجمعية العربية المكانية والزمنية.
ويحضر البطل الرمز عبد الكريم الخطابي في لوحة الافتتاح كحامل للمتغيرات، يرسم طريقه في خارطة حلم متصاعد يحط على الصحراء، ويغشاه جنونه ليصنع الفلك في "قصر السوق" ليمضي لشهوة الماء ، ويبني إيقاع العبور بين الأصول والفروع حيث الرهان على أطفال يتهيئون للاحتمال سيجيئون قريبا وهم يحملون محافظهم البيضاء.
يلتف التاريخ بعضه ببعض، وتنكشف الأسرار، تملأ المكان جيوش الرهبة والرعب والعسف والاضطهاد، ويهبط صوت الشاعر لتستوقفه محنة إدريس بن عبد الله الذي اضطهدته مملكة القهر وضيقت عليه أوان الخناق، وألقى ظله في الهروب، من بغداد لبغداد، ومن الشرق للشرق، للمغرب، ليدخل مدارات سفك الدماء وقطف الرؤوس اليانعة، وتقع الواقعة.
ومن رماد تاريخ بغداد وأهواله تستعيد "وجدة" ينعانها داخل دائرة الألف عام التي باركت عمرها، ابنة "زيري ابن عطية" التي ترتدي اليوم حلمها وتركض في بهائها خيول "هولاكو" المدججة بالقتل والنهب، وهي لا تملك غير سواعد ودماء الفقراء القادمين من بر "الوادي الناشف، ليرفعوا اسمها عاليا كالوردة المشتعلة.
وترسو القصيدة في السياق ذاته على خط البدايات المضيئة، إذ تتماس، وتستدعي أجواء القصيدة الأولى المفترضة كمنطلق للشعر العربي الحديث، قصيدة الكوليرا لنازك الملائكة، وتراكم الوقائع بشكل يستحضر فيه الشاعر الكوليرا الوباء، وأمريكا الطاعون الذي بسط رعبه وشره على العراق، عراق السياب الذي مزقه الجوع، وتولد جملة من التداخلات والتقاطعات بين إشعاعات لغة نازك والسياب، لتشتبك أحيانا في خط رثاء أليم لحالهما وحال العراق المفجوع المسكون بكل الألم، ليتولد طقس حالك داخل امتدادات القصيدة يضعه الشاعر صورة لكل الوطن العربي والمرحلة العربية بكل تفاصيلها،وواجهة للخذلان العربي الذي يمشي على وقع خطى السلاطين والولاة الطغاة المستبدين، ويتقدم ليبارك الوباء الأمريكي الذي تحمل كوكاكولا نقاءه وصفاءه.
وقد جسدت بغداد نقطة إشعاع أو انطلاق أو اختراق ترتد فيها الأزمنة إلى صداها، والتحولات المشبعة بتاريخ القتل والمطاردات وألوان القمع والاضطهاد والغزو، لتفسح المجال لسيرورة أزمنة تستدرج الواقع إلى دراميته أو مأساويته، ولا يجد الشاعر وقته كي يرتب كل شيء وفق رؤيته الخاصة ويرفع صوته عاليا مستنجدا بحلمه وولده، فالمياه قريبة من كتفه ولا جبل يعصمه من الكبد في هذا البلد، وهو لا يريد أن يمشي وحيدا.
يا ولدي..
الأمواه ستطوي جسدي.
ليس هنا،
في هذا البلد،
جبل يعصمني من هول الكبد.(ص95)
في قصيدة "الشاون"(ص:61) يعلن الشاعر انتماءه لقبيلة الشعراء الذين يستدعيهم في هذا المقام، ويناجي حزن المدينة الداكن وأسرارها ويمامها وغمامها الذي يستظل به الشعراء ليبثوا رؤاهم ويبسطوا كناياتهم الدافقة. وبعض من الحزن الذي يرابط في ممرات المدينة والجوع الذي يسكن الجبل الوعر حارسها الأمين يتأجج في صدر الشاعر وهو يلملم ذكرياته وأشياءه المنكسرة، ويعانق عشقه الأكبر الذي يلتف الصمت الفاتن بأعتابه، ولا يساقط منه غير المواجع وسيرة القبض على الماء.
وعمليا يبدو وكأن الشاعر محمد علي الرباوي عبر هذه المجموعة يخوض رحيلا جارفا وعميقا في تضاريس المكان وتلاوينه، ويتغلغل في أسراره وخرائطه في اتجاه استبطان إيقاعاته الحميمية الخفية، ورج خلفياته الثقافية والتاريخية والسياسية،وأحيانا يتراءى وكأن صيغة الاشتغال أقرب إلى سيرة ذاتية مشدودة إلى عراقة المكان وأنسه وجغرافية تحولاته القريبة والبعيدة، يهبط الشاعر أغوارها ليحاور ظلالها وأعماقها، ويرسم طريق انتماءاته بشكل لا يحتمل الانفصال، هذه الانتماءات التي تتشابك في سياقات ما هو وطني وقومي وثقافي وفني وجمالي وما هو سياسي واجتماعي وتاريخي وحضاري بمعنى شمولي، وتطفو معالمها الآسرة على سطح تموجات كل القصائد بدون استثناء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ـ محمد علي الرباوي: قمر أسرير. دار النشر: الجسور.وجدة.( المغرب). الطبعة الأولى 2002.
وألقي العرض في الدورة الأولى للأيام الثقافية لمدينة تنجداد ( 18 ـ 19 يوليوز 2008) والتي تم خلالها تكريم الشاعر محمد علي الرباوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون(6)
- عيون(5)
- عيون(4)
- عيون(3)
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة
- الشجرة
- النفس غير المطمئنة
- فصول المودة القديمة
- حالة شبه خاصة
- تكوين
- الولدعديشان
- تلخيص جراح قديمة
- العربة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي