أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق التميمي - العزاء للعراقيين بيوم 8 شباط الاسود














المزيد.....

العزاء للعراقيين بيوم 8 شباط الاسود


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اذا عد المؤرخ حسن العلوي انقلاب بكرصدقي هو البداية الحقيقية لسلسة الانقلابات السوداء في تاريخنا الوطني فان انقلاب 8 شباط1963يمثل الذروة الكارثية والبداية الحقيقية للنكبات التي اصابت الامة العراقية والعراقيين فيما بعد.
وان كانت الاجيال الجديدة والناجين من حكومة البعث الثانية مازلت تحمل في اعماق ذاكرتها وخارطة جسدها الجراحات الاليمة والكوابيس المرعبة.
فان طعم الوقائع المرعبة ووخز الذكريات الموجعة وبصمات العذاب لايام الحرس القومي لايمكن ان تنساها ذاكرة ما تبقى من ضحاياها وما تركته من جيوش الارامل واليتامى والتي لم تسلم من ارث عصابات الحرس القومي التي خلفت اكبر مؤسسة قمعية في العالم وابشع تقاليدالقسوة التي طورها الجيل الثاني من الحرس القومي في انقلابهم التموزي الثاني في 1968 فاهلك اولئك اليتامى وما ولد من اجيال في حروب وسجون وثرامات ومناف.
لم يمض يومان عقب زحف دباباتهم الهمجية على وزارة الدفاع واغتيال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم حتى تم الشروع ببناء اكبر منظمة سرية مهمتها تصفية الخصوم والتفنن في اساليب الاغتيال وابتكار اساليب غرائبية من القسوة.
من هناك افتتح اخطر مشروع سياسي في العراق اباد وبطش بالعشرات من المبدعين والعلماء والمناضلين الذين يشكلون الرأسمال البشري لامتنا العراقية.
وعند مرور هذه المناسبةالدموية فان الذاكرة العراقية تستحضر العشرات من الوثائق والشهادات والعشرات من المصادر والمراجع والاوراق التي لم تر النور بعد ومذكرات وحقائق وشهادات مرعبة اخرى طمست في قلوب ضحاياها.
عشرات من المراجع لكتابة تاريخ هذا الفصل التاريخي الدموي باقلام شعراء وعلماء وساسة ومستشرقين اجانب ومواطنين بسطاء معهم الاف القصص الشفاهية غير المدونة عن هذا اليوم الاسود.
افتتحت هذه الاستذكارات التاريخية بكتاب اصدرته مديرية الاستخبارات العسكرية لحكومة عبد السلام عارف " المنحرفون" وبعدها توالت مذكرات بعثيين تائبين كهاني الفكيكي وطالب شبيب وحازم جواد،وشهود من الشيوعيين العراقيين كزكي خيري وصالح مهدي دكلة ورحيم عجينة وبهاء نوري ومؤرخين اجانب محايدين كحنا بطاطو ومؤرخيين محليين كعلي كريم سعيد وشعراء عاصروا المحنة كفاضل العزاوي في كتابه الروح الحية.
الا تثير هذه الوفرة في المراجع والشهادات والمذكرات لاهم حقبة سياسية عراقية الرغبة والتفكير الجدي بانشاء مركزا متخصص لدراسة ثقافة الانقلابات والقرصنة السياسية والتي مثل انقلاب شباط الاسود نمو ذجها الصارخ.
ونحن نعلم بان الشعوب المتحضرة تسعى لانشاء مثل هذه المراكز البحثية لشؤون اقل شانا وادنى قيمة تعنى بالبيئة والطيور والتلوث وغيرها.
فكيف ونحن امام ثقافه غريبة ادت لطمس تراث هذا البلد ومزقت نسيجه الاجتماعي وأجهزت على مكوناته الوطنية بما لم تنجح فيه السياسات الاستعمارية نفسها، كماكانت هذه التقاليد الانقلابية سببا مهما لاهدار الثروة الانسانية لحياة الملايين من العراقيين الذين هلكوا في سلسلة من الحروب الحمقاءودهاليز مظلمة من السجون السرية وبالتالي تشريد الالاف من المبدعيين و ما تسبب من اهدار وطني لثرواتهم الفكرية والعلمية والثقافية.
ان مركزا للابحاث بهذا الطراز تسهم فيه النخب السياسية والفكرية والثقافيةكفيل بالاجابة على مشاعر القلق وهو اجس الخوف لما تبقى من ضحايا هذه الثقافةبعدم عودة هذه العصابات الحزبية المنظمة لممارسة قرصنتها الانقلابية ومؤامراتها المشبوهة.
ويثبت مثل هذا المركز بما لايقبل الشك بان الذاكرة العراقية لايمكن ان تتعامل مع وقائعها التاريخية وفصولها المهمة بمنطق الاهمال واللامبالاة.
ومن اهم الثمار المستخلصة لمثل هذا المركز هي تلك التطمينات التاريخية للامةولللاجيال بان المسار الديمقراطي هو الخيارالحتمي لها لعدم عودة مناخات وشروط هذه الثقافة من جديد.
فخالص العزاء في هذا اليوم الاسود للمفجوعين بالبطل الخالد الزاهد عبد الكريم قاسم وايتام شهداء اليسار العراقي الذين ذبحتهم قامات الحرس القومي وللشعب العراقي بكل طوائفه الذين عاشوا ويلات العذاب من هذا اليوم الاسود الى يوم فجر التحرير في نيسان 2003.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد ثقافة للافراح والميلاد
- مصيدة الشعار الانتخابي
- فتاوى التكفير تلاحق ميكى ماوس الوديع
- الشهيد مصطفى العقاد المقتول قبل آوان فيلم التسامح
- التدين في واد وشبابنا في واد آخر
- من الضحية المقبلة بعد كامل شياع ؟
- من هو الآخر في وطني وكيف أتعايش معه؟
- مؤتمرات عشائرية
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...
- الجامعة في تلك الايام
- قراءة في كتاب (المرأة في عراق ما بعد التغيير) ترسيم لملامح ا ...
- عنف تتوارثه الاجيال
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى


المزيد.....




- ممداني سيؤدي اليمين عمدة لنيويورك ليلة رأس السنة بمحطة مترو ...
- ترامب يتجنب -الخلاف العلني- مع نتنياهو لأهداف سياسية
- هل تتوقع تشكيل حكومة جديدة في غزة خلال 2026؟.. نتنياهو يرد
- سوريون في تركيا يفكرون بالعودة إلى بلادهم بعد سقوط الأسد لك ...
- تبون ينفي دخول الجيش الجزائري تونس ويحذر من -زرع الفتنة-
- القوات الجنوبية الحكومية تؤكد استقرار الأوضاع في حضرموت
- إسرائيل تلوح بإيقاف عمل منظمات دولية في غزة عام 2026
- نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها -وخيمة-
- جيش جنوب السودان يأمر بإخلاء مناطق في جونقلي، وحقل هجليج الن ...
- كأس ?الأمم الأفريقية: تونس تبلغ ثمن النهائي وتضرب موعدا مع م ...


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق التميمي - العزاء للعراقيين بيوم 8 شباط الاسود