أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - توفيق التميمي - مصيدة الشعار الانتخابي














المزيد.....

مصيدة الشعار الانتخابي


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 07:10
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


شعارت أستفزازية وبراقة ذات ايقاعات لغوية تدغدغ ذاكرتنا المليئة بموروث المجد والعزة والكبرياء .. احتفال من الشعارات يظهر هذه الايام في حمًُى المارثون الانتخابي الجديد لمجالس المحافظات والاقاليم المقبل موقع ومذيل بأسماء احزاب وجماعات جديدة وافراد .
كرنفال الشعارات هو واحد من تمظهرات عهد الحرية الجديد على الحيطان وشاشات التلفاز ومساحات الجرائد اليومية ،وتعدد الشعار ومصادره المختلفة علامة يقينية بانتهاء زمن الواحدية والشمولية والتسلط الفردي الى غير رجعة .
قد يصاحب هذا الكرنفال وتلك المباراة فوضى وصخب وعدم لياقة انتخابية احيانا واستغلال نفوذ خارج المسموح بضوابط الدعاية وآلياتها احيانا اخرى، ولكنه امر طبيعي يحصل عادة في الشعوب التي حرمت من الممارسات الديمقراطية الحقيقية لسنوات طويلة من مصادرة حرياتها وارادتها .
البعض من هذه الشعارات .مازال يحذو حذو الشعارات البعثية السابقةويذكر بحقبتها السوداء والاخر يعزف على لحن الخدمات المعطلة ويمني بالمدينة السعيدة المفقودة التي لم يعثر عليها العراقيون حتى بعد خمس سنوات من غياب الدكتاتورية والاخر يستعير من احزاب العالم المتحضر شعاراتها التي تتطابق واهواء الجمهور وتوقه لحياة كريمة لم تتحقق بعد.
الامر استدعاني للتسائل حقا :
هل مازالت حقبة الشعارات والكلمات الرنانة والحماسة البلاغية تحتفظ بسحرها وبريق تاثيرها في نفوس المشاهدين والمستمعين الناخبين ؟.
وهل مازالت هذه الشعارات تملك حضورها المؤثر في الذاكرة الجماعية بعد عقود متواصلة من الاخفاقات المتكررة لتجارب هؤلاء الشعاريين احزاباوافراد وحكومات في المعارضة والحكم معا؟ .
وهل ان العراق وهو جزء من تكوين عربي مازال موصوما بانه امة مسكونة بسحر الكلمات ومفعول الخطابات الحماسية وماخوذة بالبلاغة والشعر والكلمات دون الافعال والانجاز والابداع ويفسر البعض ذلك بسبب كثرة الشعراء في تاريخ الامة العراقية وندرة الفلاسفة والمفكرين والمخترعين على مدار التاريخ؟
وبعد ذلك كله ومضي هذه العقود الزمنية الشعارية وما ذاقته الامة من ويلات ودمار وخراب ،هل يمكن ان يكون الشعار احد الفخاخ المنصوبة لاصطياد الناخبين البسطاء اصحاب الذائقية البلاغية المتوارثة.كما اصطادهم بالدورات الانتخابية السابقة ببريق القومية ومهابة الطائفة ؟
رؤيتي الخاصة لهذه الظاهرة (وربما اكون مخطئا في تقديري) بان الناس بعد اخفاق الشعار وسقوط مراهناته في زمن الحرية وما بعدها لم يملك بريقه القديم والقه الموروث من بلاغة الادب السياسي التقليدي.
والناخب غدا اكثر يقضة ووعيا وتشكيكا .
فالشعار اليوم اصبح يثير التهكم او النفور او القرف وسيستمر هذا الشعور والانطباع حتى يرى المواطن البسيط بام عينيه تحول كلمات الشعار من الحيطان والملصقات الملونة ونزولها للشوارع والازقة بهيئة ارغفة ساخنة للفقراء ومدارس حديثة للاولاد تخرج منهم قوافل الموهوبين والمبدعين وبيوت مرفهة مضاء بالكهرباء على مدار اليوم ومرتبات لاتتبخر في منتصف الشهر ومقاه لاتزدحم بالعاطلين والشاذين .
عندها سيجد الناخبون طريقهم الصحيح لصناديق الاقتراع البيضاءوبدوافع ومحفزات كبيرة دون حيرة او تردد او شعار يصطادهم ويغرر بخيار مستقبلهم



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاوى التكفير تلاحق ميكى ماوس الوديع
- الشهيد مصطفى العقاد المقتول قبل آوان فيلم التسامح
- التدين في واد وشبابنا في واد آخر
- من الضحية المقبلة بعد كامل شياع ؟
- من هو الآخر في وطني وكيف أتعايش معه؟
- مؤتمرات عشائرية
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...
- الجامعة في تلك الايام
- قراءة في كتاب (المرأة في عراق ما بعد التغيير) ترسيم لملامح ا ...
- عنف تتوارثه الاجيال
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى
- حرائق الوطن الغائبة عن محاورة الشعراء
- السطر الاخير في رواية العائدين والذاهبين من العراق


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - توفيق التميمي - مصيدة الشعار الانتخابي