الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية
(Tawfiktemimy)

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 10:34
المحور: الادب والفن
    

تهرب الان ايها( الحمراني )من تلك اليابسة التي كنت تتوهمها ملاذا امنامن مستوطنة المياه التي جففتها جرافات الطغيان وقتلت طيورها قراصنة الموت وتمضي اليوم مودعا تلك المستوطنة التي ادمنت عشقها والموت كتابة من اجلها

منها كتبت الديباجة الابداعية الاولىلمشروعك الابداعي الاحتجاجي دون خوف او وجل او مزايدةلتسد الطريق على المزالق المفتوحة والافخاخ المنصوبة من قبل الفاشية لتتسقط المبدعين امثالك في تلك الايام السود.
من تلك البداية المشرفة ادرت ظهرك للموت وكل اشكاله الهمجيةوالمضي بعيدا في غابة المغامرة الابداعية لتحتطب ما تركه اسلافك السومريون من قراطيس المعرفة واكسير الحياةلتضيف اليها الام اهلك لتدون بشفراتك السرية ملحمة مبكرة لبطولاتهم المنسية ومكابداتهم التاريخية
وبعد نهاية الايام السوداءوعند بلوغك اليابسة المرتجاة حاولت ان تكتب تاريخ الفرح الجديد وتشارك في تقاويم الوطن الجديد فسابقت الليالي واستنفرت الهمة وكابد ت الالام عبر ازميل الكلمة التي امتزجت بمشوارك القصير بالدم ونبض القلب وتخوم الذاكرة
الكلمة (الحمرانية)التي تفرعت وازهرت في قلوبنا وصفحات المدى وقراطيس رواياتك المنشورة والمؤجلة
كشقائق النعمان
وفي انغمارك هذا لم تتحسب كثيرا للحظة مداهمة الموت ولم تبال بقدومها بظل انشغالاتك الابداعية وواجباتك المهنيةفارخصت الروح والعافية لمشروع وطنك الذي كنت تحلم به يحتضن المبدعين ويرعاهم ويقايض الامهم ببشارات العهد الجديد
وداعا ايها الحمراني الجميل وداعا وانت تهرب من المياه واليابسة لتخوم اخرى عسى تجد فيها راحة وسكينة وامان لم تجدهما في عالمناا
فيكون ذلك فقط هو عزاؤنا وعزاء صنوك السعداوي بفقدان المر والمباغت هذا.

#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل