أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - هوامش عراقية على المدى















المزيد.....

هوامش عراقية على المدى


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


الهامش الاول :أكذوبة الجدار الفاصل بين الاسلاميين والعلمانيين
:
الواحدة ليلا يلتقي مثقفو المدى والعراق على مائدة مستديرة في الطابق الاول من شيراتون أربيل ..يلتقون بعد ان فرقتهم قسوة الحكام وكوابيس المطاردة يجتمعون على خاصرة الوطن الامنة وعلى مقربة من حرائقه التي ما زالت تتواصل ونزيفه الذي لم ينقطع ومازالت كوابيس الرعب تلاحق احلامهم وتكبل خطوات عودتهم ثانية يصطفون على مقاعد المحبةوحسب أبجدية المودة غالب الشابندر..كامل شياع ..دحسن الجنابي...حسين العادلي...حيدر سعيد ....أبراهيم العبادي ...توفيق التميمي....مجاهد ابو الهيل ...كريم شغيدل ....وينضم اخيرا د عباس جاور
تضيق المقاعد بالهموم التي يحملها هؤلاء وتزول حدود الاوطان وتقترب المسافات عندما يوجه الجميع بوصلة رؤاه وافكاره لوطن مشترك يتحمل الجميع مسؤولية النهوض به من جديد وتمحى التسميات والتوصيفات التي يعنونها الاعلام المشبوه ليفصل بين العراقيين فصلا جائرا ومزيفا فهذا علماني وذاك اسلامي واخر لبرالي ليملأوا خارطة الوطن بتمزقات جديدة وتشرذمات مضافة
ينطلق الحوار المشترك عن( الوطن )و(المواطنة المفقودة ) وتبدأ الطروحات تلامس الشريط الذي يوثق لهذه الجلسة الحميمية :
دون حساسيات ..دون توترات ...دون تقاطعات .. تنتقل الرؤية من واحد لاخر برفق وتناغم لتتكامل وتتأصل وتحطم الاسطورة الكاذبة عن الحدود الفاصلة بين العلمانيين والاسلاميين بين اليسار واليمين في هذه الحلقة النموذجية يمكن ان تنظر باطمئنان الى مستقبل العراق رغم ضراوة القسوة البربرية الماثلة رغم تشظي الوطن الى طوائف وفرق متقاتلة ...الوطن الذي يصنع مستقبله الفكر الحر والكلمة النبيلة والموقف الشجاع مع الكلمات وتدفق الافكار والرؤى تزهر خارطة الوطن وتأتلق هضابه وجباله واوديته وشوارعه النازفة يختلفون في الرؤية للوطن ومفهوم المواطنة ويختلفون كذلك بطبيعة الجسور التي يقترحها كل واحد منهم للوصول للضفاف الامنة والمستقبل المنشود ولكن يلتقون في طريق واحد لاستعادة وطنهم المغصوب ومواطنهم العراقي المفقود من بين انياب الظلاميات وبقايا انياب الدكتاتورية وكوابيسها.في هامش من روائع هوامش المدى واكثرها التصاقا بمتعة الروح والذاكرة

هامش 2
فالح مهدي وذكريات عن كتابه المشاغب (البحث عن منقذ)

لااعتقد احداً من جيلي لايعرف هذا الاسم صاحب اول كتاب شاغب ذاكرتنا الطرية وحرضها على النزق والتمرد الفكري المبكر لم نتصور ان هذا الكاتب كان بمثل اعمارنا وهو يخوض غمار مغامرته الكتابية الاولى كما لم نعلم انذاك بأن كتابه هذا لم يحدث هذا الدوي لولاوقوف عمالقة ورموز ثقافية واكاديمية وراء هذا الشاب المتوثب لخروج افكاره المغامرة الى العلن في ذروة هيمنة التقاليد السلطوية والاجتماعية البالية .
فالح مهدي اصدر كتابه الاول الذي ظل يتردد بذاكراتنا الثقافية المشتركة دون ان نجد لنا طريقا للقائه وجها لوجه لانه كان غادر العراق مبكرا قبل ان تغويه لعبة الاحزاب وصراعاتها واستنزافاتها وقبل ان تبدأ مواسم الرعب البعثية بقطافه الرؤوس المفكرين الاحرار والمناضلين الابطال والبسطاء الفقراء
كتاب فالح مهدي كان فاتحة لسؤال القلق ومكابدة البحث عن الحقيقة المطمورة او المسكوت عنها وهذا سر قوة وبريق الكتاب
في احد مقاهي اربيل روى لي الصديق فالح مهدي قصة هذا الكتاب الذي مضى عليه اكثر من عقدين من الزمان وهي في الحقيقة تلخص قصة جيل بكل آماله وانكساراته وتوثباته وقصة جيل من المعلمين الافذاذ للتلاميذ النجباءلم يعد لهما وجود في هذه اللحظة
يعتبر فالح مهدي مغامرته الاولى في الكتابة نزقامبكرا للبحث عن حقيقة تخفيها صرامة الدولة وقداسة الاديان وطواطمها الاجتماعية وهو في النهاية محاولة شخصية للاتساق مع الذات والشعور بمعنى الثقافة الحقيقي ومسؤوليتها الانسانية في تحرير الفكر من الاوهام . رحل فالح مهدي مسافرا للهند في بواكير حياته والحروب لم تفتح بواباتها الجهنمية بعد ولم يبتكر سادة العدم طرق الموت المختلفة ولم يتوصلوا بعد لرسم خرائط المقابر والسجون السرية فادرك هذا الولد المشاغب انه ذاهب بغير عودة وسيترك كتابه تذكارا لاصدقائه وطلاب الحقيقة في الازمان القادمة وتفاجأ فالح مهدي وهو يشهد هذا البريق الساطع لكتابه الاول في عيون وشهادات كل من التقاهم على هامش المدى رغم هذه السلسلة التي لم تنقطع من الهزائم والحروب والنكبات. ثلاثون عاما من الرحيل والانتظار والترقب لنزيف الوطن يحيلها لدموع اللقاء وهو يحتضن اخوته القادمين من منزل الذكريات في محلة (نجيب باشا)يتعانقون عند هامش من المدى ينجح اخوته المتمرسون على البكاء باستفزاز دموع شقيقهم الباريسي الذي فارق الدمع منذ ثلاثين عاما من الارتحال والتغرب يبادرهم بالسؤال عن الوطن وامه ويخبرهم انه لايثق كثيرا بصورة الوطن المدمى التي يشاهدها في وكالات الانباء ويسألهم عن احوال محلتهم الامنة وهل صحيح ما يسمعه عنها من قصص اغتصاب ولصوصية لبيوتاتها الجميلة الامنة هل صحيح ان بيت (أحمد سوسة (تناهبه اللصوص وفقهاء التكفير)؟
لم ينتظر الاجابات عن كل هذه الاسئلة لانه لمح شيئا من قلق ورعب مرسومين على عيونهم في المنطقة المحصورة من مشارف هبهب حتى حدود ناحية العظيم ففضل ان لايستمع لاجوبته و لالأسئلته ويعود من جديد من حيث اتى ولكنه لم ينس ان يقدم ايات الشكر والعرفان لفخري كريم الذي هيأ له الفرصة الثانية لزيارة الوطن والاهل والاصدقاء خلال عقود ثلاثة.

هامش 3
ام رشيد خيون ام عراقية حزامها الصبر وعباءاتها حزن سومري

اكثر من ثلاثين عاماً ورشيد خيون ينتظر امه عند ابواب الغياب القسري يحصي متخيلا عدد الغصون ونوبات الحزن على ملامح الوجه التي اعقبت واقعة اعدام اخيه البكر ام رشيد خيون تختزل طيبة الام العراقية ونكهة العنبر والطيب في شيلتها السومرية ام قادمة من الجبايش تحتضن وليدها القادم من مدينة الضباب لايرى الوليد الاصورة الحطام بالأم والوطن مجتمعان يدور بها رشيد بين طاولات الشيراتون مزهوا بعصابة امه وشيلتها السومرية ورائحة البردي وعطر اعواد القصب التي يشمها من هذه الشيلة لااتمكن من تخمين ما كانت تفكر به وهي تحتضن وليدها بعد هذا الفراق الطويل اي تمتمة للطفولة تذكرت في تلك اللحظة اي ملامح وجدت بوليدها الذي تبدلت ملامحه بمرايا الاوطان الغريبة التي حل بها في هذه اللحظة كل واحد منا فكر بالامهات اللاتي يحملن نفس وجه وطيبة ام رشيد خيون ...الامهات الراحلات والامهات اللائي مازلن يرابطن عند افران الصبر والمكابدة كي يتعتق هذا الصبر عن افراح لن تأتي
لمحت في عيون رشيد خيون ثمة دمعة تنزل على خديه وهو يعفر بها رائحة الجنوب في وجه امه لربما كانت ابلغ من كل ما يكتبه من كتابات رائعة ورصينة ولربما كان في هذه الدمعة جواب ابيض على جراحات هذه الذاكرة التي انفتحت على مسمع ومرأى هذه الام التي سماها رشيد لي بالحطام او ما تبقى من ام صنعتها الفواجع والمصائب والنكبات العراقية.


هامش 4
شاكر لعيبي ابن خالتي ..تعال فجسور الوطن لم تنقطع بعد

بيني وبين شاكر لعيبي اكثر من ربع قرن وما بينهما اكثر من ثلاثين جنازة وعقود من حروب متواصلة وبحر من الدموع لم يجف حتى هذه اللحظة وامطار من الدماء مازالت تنهمر على اسفلت شوارعنا لم يدر بخلدي ان اعثر عليه وابلغ ما تبقى منه واصغي لرحلة غيابه ووقائعها تحت مظلة نافورة كردستانية في هامش من هوامش المدى الجميل لاتجد بشاكر الا اللوم والعتاب ان لم تقطع ما تبقى من المسافة بينك وبين الام زحفا على الاربع وفاء لها تلك التي نذرت صبرها لنجاتك من انياب كلاب الليل وعسعس النهار
لافائدة من الزهو بكل ما كتبت وابدعت ونلت من شهادات اذا لم تلغي هذه الفاصلة بين الفندق وزقاق محلتكم التي تركته قبل ربع قرن من الحنين دموعك وحسابات الحذر واحتمالات الموت التي تتوقعها وتعثرك بخطوات قصيدة الحنين وشعورك بالهرم المبكر لن ينجيك من الحاح السؤال وعتب الاصحاب ان فوت الفرصة الاخيرة برؤية الام والشقيق الذي كبر تقول انك تخشى المواجهة وتخشى الموت المتوقع لك ولامك من صدمة اللقاء وانا اقول انها فوبيا موهومة لوطننا المرسوم في وكالات الانباء وصورها المضللة وتقول انه جسور بيني وبين الوطن قد تقطعت وانا اقول ان جسور الوطن في القلب والذاكرة لن تتمكن منها شاحنات الغدر الظلامية و مجنزرات الطغاة في مفترق الطرقات والاحتمالات تختار العودة من حيث جئت لتأمل بلقاء وفرصة قد تأتي او لاتأتي
ابلغ درس في هذا الهامش الحزين والموجع ان لانفع للاصدارات الجديدة ولانفع للجوازات الاجنبية والمطارات الغريبة ان لم تكتحل عيون المبدعين والمنفيين بوجوه امهاتهم وعتبات منازلهم الاولى تصعد سلالم الطائرة وانت تموت بحسرة الكلمات التي ادخرتها للقاء الام والوطن شاكر جسور الوطن مازالت شامخة وهي بانتظارك وانتظارهم وتحتملنا جميعا الم يصلك هذا الدرس من هامش من هوامش المدى ولقاء احبته



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراث لااصدقائي الاحياء وأولهم نصيف فلك
- انهم الحمراصدقائي الشيوعيين...يستفزون الارهاب بكرنفالاتهم
- الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار
- هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات
- اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية
- حوار مع عزالدين باقسري الباحث في الديانة الايزيدية
- ماذا يعني حضور وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي ؟
- النجيبان المصري والعراقي
- سؤال بحجم كارثة جسر الائمة
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة
- اعتذار متاخر للشاعر الصائغ عما بدر منهم
- مدراك وازمة المجتمع المدني الثقافي في العراق
- عهد الزعيم عهد للثقافة اللبرالية
- كتابات ناجية من شراسة الحروب .......الى الصديق علي بدر جنديا ...
- وجيه عباس الهزل الكتابي في زمن البكاء والدماء


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - هوامش عراقية على المدى