أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - النجيبان المصري والعراقي














المزيد.....

النجيبان المصري والعراقي


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 03:41
المحور: الادب والفن
    


كتبت هذا المقال قبل اسبوعين من رحيل الكاتب الكبير على اثر نشر خبرارسال برقيةالرئيس جلال الطالباني للاطمئنان على صحة محفوظ، ولانني لست من الراغبين في تحويل مقالاتناالثقافية الى لافتات سوداء لنعي الراحلين المبدعين او المبالغة بذكر مناقبهم فانني ارتأيت ان ينشر هذا المقال كما هومن دون زيادة اونقصان.


الرئيس جلال الطالباني في غمرة انشغالاته السياسية وقلقه على الاوضاع الامنية ومتابعته لمحاكمة الطاغية على جرائم الانفال السيئة الصيت يبعث برقية اطمئنان على صحة الاديب الكبير (نجيب محفوظ)وكان قبل ذلك استجاب لاستغاثة شاعر جزائري اثارت جدلا وامتعاضا بين الادباء العراقيين وخاصة من الذين ما زالوا يعانون من شظف العيش وذل العوز، ومع ذلك فان برقية جلال الطالباني هذه المرة تحمل دلالات مضيئة وعلامات خير لمستقبلنا الادبي والسياسي حيث اعتقد جازما بان هذه البرقية جاءت اعترافا وامتنانا من جلال الطالباني بصفته احد المثقفين العراقيين بالمكانة العظيمة التي استحوذعليها نجيب محفوظ ليس في ذاكرة الطالباني وحده بل في ذاكرة المثقفين والمبدعين العراقيين على السواء لان محفوظ بجدارة موهبته شكل علامة فارقة في الادب العربي والانساني أهلته باقتدار لنيل جائزة نوبل التي لم تمنح من قبل لاديب عربي لأسباب لاعلاقة لها بالابداع ومقاييسه المعروفة.
نجيب محفوظ وهو يبلغ هذه المكانة والنجومية لم يغادر زقاقه المصري. ولم يبتعد عن ثرثرة مقاهي القاهرة ولم ينأ عن تحولات بلده السياسية والتاريخيةبل كان ذلك جواز مروره للنجومية العربية والعالمية.
فمنذ كفاح طيبة وحتى اخر اعماله اثبت انه الشاهد الاخير لتحولات بلده في الثقافة والسياسة والاجتماع وان هذا الصوت كان أعلى مما دونته ذاكرة المؤرخ والسياسي والاعلامي وهذه قيمة استثنائية تحسب للاديب دون غيره ولابد ان نتسلم هذه الاشارة بالالتفات لصوت المبدعين من الادباء الموهوبين حتى ونحن نعيش في زمن الفوضى والخراب واغتراب المبدع. بقي نجيب نجيبا رغم تحولات السياسة وتبدل زعمائها وانظمة حكمها من الملكية الى مراحل الجمهورية بقي مرابطا في مقهاه ملتصقا بارضه و مجدها الفرعوني وكان بارعا في ذلك ايما براعة للدرجة التي نحلم بها بزيارة قاهرة نجبيب محفوظ بأسواقها ومقاهيهاوقناطرها التي رسمتها مخيلته وموهبته.
في دلالة اخرى يشكل الاهتمام بصحة هذا الاديب الكبير مناسبة لاثارة السؤال الملتاع عن غياب نجيبنا العراقي الذي لم تهزمه السياسة وتحولاتها وقسوتها احيانا وهي اشد حالا بطبيعة الحال من مصر وغيرها من البلدان فحسب بل هزمه اغترابه الاجتماعي والتاريخي عن شؤون وقضايا بلده فرغم الموهبة العراقية المشهودة ليس في الشعر وحده بل حتى في الرواية وهي ميدان محفوظ وحقله الابداعي نجد العشرات من المشاريع الابداعية والمواهب الكبيرة التي لم تكمل مشوارها لبلوغ المجد والنجومية التي بلغها الروائي المصري وهي لا تقل عنه ابداعا والتصاقا بأرض الرافدين وعاصمتها الزاهية لم تبلغه لا قصورا في موهبتها او خيانة لغاياتها الابداعية وتخاذلا عن مشاريعها الادبية الوطنيةوانما لأسباب تتعلق بمدى القسوة والمكر اللذين تعاملت بهما السلطات المتعاقبة مع الاديب العراقي التي اطفات جذوات اكتمال هذا المشروع العراقي في الرواية تحديدا فكان من الممكن ان يكون (غائب طعمة فرمان)نجيبا عراقيا لولا ارتحاله المبكرللثلج الروسي ليكتب بعيدا عن بلاده معتمدا على موهبته في التخييل وتقمص الامكنة وكان من الممكن ان يكون فؤاد التكرلي نجيبا عراقيا لولا ابتعاده مبكرا عن بلاده مفضلاهدوء المنافي على صخب بلاده وحمى تحولاتها واضطراباتها السياسية وكان من الممكن ان يكون (محمد خضير)نجيبا عراقيا بامتياز لمرابطته في المرفأ البصري والتصاقه ببصرياثاه كل هذه السنوات ولكنه ارتضى ان تتفوق مساحات الصمت على مساحات الكتابة التي تشهد على عصرها وزمانها بجرأة وامانة تاريخية دون تهيب ممن يملك زمام السلطة ويدير دفتها الافعوانية.
اسئلة من الاسى والمرارة عن تبعثر المشروع الابداعي العراقي وعدم اكتماله وتبديد مواهبه الفريدة اما في منافي مبكرة او قسوة الحكومات والسلطات او الاغتراب عن ارهاصات الواقع والتعبير عنه كما فعل نجيب محفوظ الذي وجدت السينما المصرية في رواياته مصدرا مهما لتسويق اعماله وثيماته الروائية الملتصقة بواقعها وهموم ابناء بلدها.
برقية مام جلال لربما تضع علامة لرموزنا الابداعية بان زمناً جديداً قد بدأ من الابداع والتحول السياسي كما تشير البرقية الى اننا لا بد من الصبر حتى يولد من رحمنا العراقي المحتقن بالمصائب والخراب من يشهد على هذا التاريخ ابداعيا وهو يرابط في مقهى بغدادي دون ان يغادر مهما كانت الظروف ومهما كانت المغريات كما فعل الروائي الكبير نجيب محفوظ.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال بحجم كارثة جسر الائمة
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة
- اعتذار متاخر للشاعر الصائغ عما بدر منهم
- مدراك وازمة المجتمع المدني الثقافي في العراق
- عهد الزعيم عهد للثقافة اللبرالية
- كتابات ناجية من شراسة الحروب .......الى الصديق علي بدر جنديا ...
- وجيه عباس الهزل الكتابي في زمن البكاء والدماء
- الستون كرسيا مدرسة عوني كرومي للاحتجاج المبكر
- المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام
- صحافة قومجية سوداء تريد ااحراق مستقبلنا
- ........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقا ...
- الشعوب العربية قبلكم يا حكام رفات القومية
- كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار
- انتفاضة اذارالعراقية امانة في ذمة المبدعين
- هل يعود معلمنا الخالد؟
- نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - النجيبان المصري والعراقي