أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق التميمي - سؤال بحجم كارثة جسر الائمة














المزيد.....

سؤال بحجم كارثة جسر الائمة


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1652 - 2006 / 8 / 24 - 06:52
المحور: حقوق الانسان
    


تداخلت مواسم الفجيعة في ذاكرتنا وشاطرت ايامنا محافل الندب والعزاء وغدت مآسينا ملهاة لوكالات الانباء وفذلكات المحللين ومنظري الاخبار.
حتى اصبح الرثاء لطيورنا الراحلة الى السماء يوميا طقس بلا فجيعة لتكراره طقس لا يحرك مشاعر الذين يديرون العالم بوحشية.
في ذكرى جسر الائمة تحديدا والتي تعد الابرز من بين اكبر الكوارث الانسانية في تاريخ العراقيين عموما وتاريخ الشيعة منهم على وجه الخصوص،لا معنى لاستذكارها السنوي دون ان نعيد التساؤل الذي ظل معلقا من العام الماضي ومفاده :من المسؤول عما جرى؟ ولماذا جرى؟
لربما تشكل الاجابة الجدية والمخلصة لهذا السؤال اعادة اعتبار لملائكة الجسر الذين صعدوا للسماء قبل ان يبلغوا باب الحوائج في مواكب لا تنقطع من هجرات الموت والقتل والعنف الارهابي.
كان من الممكن ان يكون جسر الائمة رمزا وطنيا يربط الضفاف العراقية وتنوعاتها المذهبية، كان من الممكن ان يكون مسافة مشتركة لمدرستي الكاظم الثائر وأبي حنيفة الفقيه المتسامح، كان من الممكن ان يكون الجسر معبرا جديدا لتاريخ اخر يغاير تاريخ الاحقاد الطائفية وذكرياتها المؤلمة.
اصبح الجسر بدلا من ذلك مسرحا اخر لنكبة عراقية جديدة وجرحا مضافا من جراحات الشيعة.
ولذا فنحن لا نملك ذخيرة من كلمات العزاء او بطاقات المواساة لنقدمها لاهالي الضحايا دون اعادة السؤال ذاته وبوجع ومرارة اكبر تماهي كل الفواجع والنكبات ما قبل الجسر وما بعده سؤال يندمج مع صراخ الثكالى لافواج الارامل واليتامى ويتوحد مع نشيجهم ويشهد على وصاياهم الاخيرة بالاقتصاص من سدنة القتل الطائفي والتكفيري مجرمي هذا العصر .
لا يملك المثقف العراقي في مثل هذه المواسم واستذكارها غير سؤاله البريء والحيادي عن جدوى استمرار الجريمة لانه لا ينتمي لواحدة من طوائف القتل وعصابات الموت واحزاب الوجاهة والنفوذ المستمرة بأدوارها الاجرامية دون وازع او ضمير.
سؤال بحجم مأساة الجسر وحجم ما قرأناه من ثقافات وادب.
سؤال يلجم مشاريعنا الابداعية ويفقدها الجدوى والمعنى سؤال يبدد اسطورة (المثقف الجبان) واللامبالي ازاء جراحات شعبه وآلام امته واوجاعها.
سؤال لايهاب تربص القتلة وغدرهم ولايهاب سطوة الاحزاب الحاكمة ولايهاب الارادات الاجنبية واجندتها الغامضة والمتحولة
لايهاب الا تلك الارواح التي تحلق يوميا لسماوات مفتوحة لها على الدوام.
لايهاب الا التركة الثقيلة على ضمائرنا ومسؤوليتنا الثقافية اذا كنا ندرك فعلا حجم هذه التركة وطبيعة تلك المسؤولية؟



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة
- اعتذار متاخر للشاعر الصائغ عما بدر منهم
- مدراك وازمة المجتمع المدني الثقافي في العراق
- عهد الزعيم عهد للثقافة اللبرالية
- كتابات ناجية من شراسة الحروب .......الى الصديق علي بدر جنديا ...
- وجيه عباس الهزل الكتابي في زمن البكاء والدماء
- الستون كرسيا مدرسة عوني كرومي للاحتجاج المبكر
- المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام
- صحافة قومجية سوداء تريد ااحراق مستقبلنا
- ........اسبوع المدى الثقافي....الشروع ببناء مجتمع مدني للثقا ...
- الشعوب العربية قبلكم يا حكام رفات القومية
- كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار
- انتفاضة اذارالعراقية امانة في ذمة المبدعين
- هل يعود معلمنا الخالد؟
- نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف
- ما بعد الرسوم الدنماركية


المزيد.....




- إعدام -مجيد مسيبي- بتهمة التجسس لصالح الموساد
- مفوضية اللاجئين تحذر من عواقب الصراع بين إسرائيل وإيران: الم ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام مصري وتكشف عن اسمه وما ...
- محمد قاسم خضير: -الذكاء الاصطناعي، يمكنه أن يعيد الأمل للأطف ...
- الأمم المتحدة: حرب كيان الإحتلال وإيران يجب ألا تؤدي لأزمة ل ...
- سوريا: اعتقال ابن عم بشار الأسد بتهم تهريب المخدرات ودعم الم ...
- الأونروا: فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم -لم تحل بعد-
- الأونروا: فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم لم تحل بعد
- الضفة.. اعتقال 21 فلسطينيا في اقتحامات إسرائيلية
- إيران: اعتقال 31 شخصاً متهمين بالتجسس ودعم الكيان الصهيوني


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق التميمي - سؤال بحجم كارثة جسر الائمة