أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار














المزيد.....

الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


صعلوك اخر يختفي من مملكة الصعاليك من تللك الهوامش الغريبة على مدنها ليلحق باخرين التقوا بقلوبهم البيضاء وجنونهم الشرعي وتمردهم الفطري على صرامة الحياة وقسوتها وصيارفتها الغلاض فدشنوا عوالمهم على هامش المدن والقرى النائيات وظلت كتاباتهم تنز براءة في عالم وحشي لم يلتفت لتلك البراءة ولم يقم لها وزنا .اختاروا الساحات الليليلية ماوى لعزلتهم وافترشفوا الارصفة للتبشير بقصائدهم
والفنادق الرثة (منازل لمسراتهم العابرة)والصعلكة ايدلوجية حياة تقابل خيبة الاحزاب وسقطة رموزها
فكانوا بحق رسلا للبراءة وصوتا للحق الذي الجمته شرطة الوعي واليقضة الاحترازية .
بعثروا اناجيل ابداعاتهم وتخطيطات الجنون الشعري في كراجات النقل العام وقمامات الفنادق التي حلوا بها
اقصتهم الانتماءات العشائرية والمذهبية والقومية ومن ثم الحزبية عن اي عضوية شرف او انتساب..
فاثلروا السعادة بين مخلوقات اقل رتبة من الادمية واعلى احساسا بالفجيعة كلحمير والكلاب السائبة
هي واحدة من اتجاهات الفلسفة الصعلوكية لااعادة الاعتبار لقيم انتهكت وبراءة اغتيلت وابداع تبعثر في ادراج الاعلام السلطوي..فكونا عشيرة من الصعاليك بهامش المدن وعلى تخوم الاحتجاج رافضين التوزيع الانساني
والتحاصص المقيت لبني البشر على خنادق مقيتة للطوائف والاحزاب والتمترس بقواقعها والاحتراب ما بينها
ولذا تعاقد هؤلاء الصعاليك بعربهم واكرادهم وجنسياتهم الممزقة لاوطان شردتهم من مدنها نحو احزمة البؤس والتيه علىالرحيل بعجل لعالم اخر لنيل مستحقاتهم المؤجلة من هذه الدنيا

فاستسهل الموت اصطيادهم واحدا تلوا الاخر وتعقبهم بزوايا العتمة التي لاذوا بها والهامش الذي اووا اليه
ولم يتبق منهم ارثا من القصائد والحكايات المشاكسات واسرة متسخة في فنادق لاتملك الذاكرة والتوثيق وحسرات متكلسة في قلوب من عرفهم من الاصدقاء والحبيبات..ارثهم ذلك لايكفي للتبشير باديولوجية جديدة لصعاليك جدد ترمم خراب العالم وتواجه ببراءاتها وجنون اشعارها حمى القتل والجريمة وملاحقة العاشقين
في كل مرة نعود عقب الرثاءلصعلوك يهوى بالم وحسرة بيقين محبط بان تقاويم البراءة في طريقها للانحسار والجدب
ويقين اخر بان فضائح العالم وعوراته لن تجد لها اطفال بقامة الشعراء والفنانين الصعاليك لتعريته وكشف قباحاته عبر رسوماتهم والعابهم الشعرية او قل حكاياتهم ومغامراتهم الفاشلة دوما.

كزار ...وخال حمرين اخر الصعاليك الراحلين

في اول لقاءي مع كزار كنت حانقا وحاملا شئيا من الكراهية لنشره قصائد حرب مخالفة لفطرته البيضاء ولغته الوحشية البدائية وحروفه المعجونة بقهر الناس التي طحنتهم هذه الحرب بدوامتها وداست عليهم بعجلاتها
تبدد ذلك الحنق واختفت تلك الكراهية بمجرد ان احتضنني بمجرد ان اختفت تجا عيد المرارة وملامح الخيبات من على خارطة القصيدة المختبئة بين اهدابه وارتجاف اصابعه ...لم يعلق ولم يشر لاسباب ولم يستشهد بالاية (فمن اضطر غير باغ فلا ...)لم يبال كثيرا بالصفح او الغفران ليشير لمجرد الاشارة انها واحدة من مشاكسات ومغامرات بل قل حماقات تحتملها جيوبه المزقة وسماءه المثقوبة وسجل دائنيه قل انه محاولة سرية للتشبث بوطن لايقوى على فراقه او الاحتراق بحنينه..قل هي مرواغة لم تنجح كثيرا باخفاء سخريته من الاقدار واللعنات التي تنزلها السماء بسخاء على هذه الارض واهلها الطيبين ..قل هي تجميل لايتقنه كزار وسواه من الصعاليك لوجوه الطغاة وحماقاتهم السافرة ..
قل اي شئ ولكن لاتمضي بعيدا في ظنونك لانك ستجد نفسك بعد برهة قليلة في فخاخ براءته ومحبته وطيوره البيضاء التي تتسرب من بين تجاعيده وبياضات شعره لتتيقن بانك امام صعلوك عراقي بامتياز لم يفلح بتجاوز طفولته رغم فخاخ الحروب ومكائد الطغاة والمحررين الماجورين رغم صلف الحياة ومتطلبات العيش
طفل لم تطق حماقاته الاامراةبموازاة قصيدته وبضعة من اصدقاء رائعين لولاهم لغادر العالم طائعا قبل ذلك التاريخ المقترن بنهاية الطاغية وابتداء عصر جديد لبلاده
قلب لعاسقة تشاطره المحبة وجنون الاشعار هي امراته وعاشقته الوحيدة وحاملة ارثه من المغامرات وشخبطات قصائد لم تنشر بعد هي وجهه الاخر الاكثر هدوءا والاقل صخبا
امراته تلك وبضعة اصدقاء طيبون هم من اجل موت كزار كل هذه السنوات وهم لوحدهم حقائب سفره الطويل
وما يبقى بعد ذلك مرارة السؤال عن بلوغ غابة الصعاليك في هامش المدن ومتن الاحتجاج وفوضى المحبة وجنون الاشعار ومن يرمم ارث الصعاليك الذي فتحوا كوة كبيرة بابواب السماء للتعجل بالرحيل عن عالم لم يطق حماقاتهم او براءاتهم او طفولاتهم التي لم يغادروها فارتحلوا..املين بان يتحول هذا ارث الى اجنة تحتمل ولادات جديدة لايدولوجية الصعلكة والبراءة تسهم بترميم خراب العالم والوقوف بوجه الاشرار الذين اختاروا هذه الارض الطيبة مسرحا لااصطياد الجمال والطهر والبراءة وسلالات الشعراء امثالهم.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات
- اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية
- حوار مع عزالدين باقسري الباحث في الديانة الايزيدية
- ماذا يعني حضور وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي ؟
- النجيبان المصري والعراقي
- سؤال بحجم كارثة جسر الائمة
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة
- اعتذار متاخر للشاعر الصائغ عما بدر منهم
- مدراك وازمة المجتمع المدني الثقافي في العراق
- عهد الزعيم عهد للثقافة اللبرالية
- كتابات ناجية من شراسة الحروب .......الى الصديق علي بدر جنديا ...
- وجيه عباس الهزل الكتابي في زمن البكاء والدماء
- الستون كرسيا مدرسة عوني كرومي للاحتجاج المبكر
- المشرع التنويري للشهيد قاسم عبد الامير عجام
- صحافة قومجية سوداء تريد ااحراق مستقبلنا


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار