أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق التميمي - الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة














المزيد.....

الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ارتبطت مفردة الزعيم في ثقافتنا العراقية وخاصة الشعبية منها بـ ((عبدالكريم قاسم )) من دون سواه ....
وزعامة عبد الكريم قاسم ((العسكرية بالأصل)) هي غير الزعامة التي ترتبط بالدكتاتور الدموي الذي تصوره لنا ميثولوجيا الواقعية السحرية لادب اميركا اللاتينية في قصص استورياس وماركيز وغيرهما.
ولاهي تلك الزعامة المزيفة للجنرالات المزورين لرتبهم الذي ورثوا حكم قاسم بعده وهي تلك الصورة الوحشية الاستبدادية التي تختزل الامة وتاريخها وثرواتها بذات الزعيم الدكتاتور الذي يحتوي الجميع فلا تظهر في المرايا الا انعكاس صورته وجبروته وسطوته اللامتناهية وبصماته الدموية.
بينما الزعيم عبدالكريم قاسم عاش في الذاكرة الشعبية كنصير للفقراء والمحرومين ولم تزل هذه الصورة حتى بعد مماته حيث انتقلت بعد موته الفجائعي لتستقر على قمر الفقراء وتسكن احلامهم المؤجلة ومن هنا سجلت زعامته الفريدة حضورا ومعنى خاصا انفرد به قاسم عن اصناف الزعماء الذين تحدثنا عنهم قد يختلف مؤرخو سيرته والتاريخ بتقييم مواقفه ونواياه وتوصيف الثورة التي فجرها بثورة او انقلاب.
غير أن وطنيته الخالصة وانحيازه للعراق وطنا وشعبا وامة وزهده الصارخ وعدله الحازم وامانته لشعبه.
يكاد يتفق عليها الجميع خصوما واصدقاء وهي صفات انفرد بها الزعيم لوحده من دون سواه بتاريخ العراق المعاصر من حكامه وجعله رمزا من رموز العدالة الاجتماعية التاريخية اسوة بنماذجها التاريخية المعروفة وزهادها كابو ذر وعمار وغيرهم، اذن الزعيم قاسم في ثقافتنا هو زعيم باستحقاق الرتبة العسكرية التي نالها بجدارة من الكلية العسكرية العراقية ونال بعدها ارفع الاوسمة والانواط بمعارك الشرف الوطنية والعربية قبل ان يهدر شرف الانواط على ايدي الزعيم المزيف ليوزعها بالاكوام جزافا.
والزعيم قاسم هو ذلك الكائن الاسطوري الذي تقمص الفقراء العراقيون هما ووجعا وامالا فانشأ لهم مجمعات سكنية لائقة على خاصرة العاصمة المحذورة عليهم من قبل لتبقى شاهدة تاريخية على مروئته ووطنيته فظلت صورة الزعيم الذي اخفوا معالمها في النهر ماثلة على احياء الفقراء اي تسور العاصمة التي لم تنشئ بناء ولا جسورا بعده الا لإظهار جبروت السلطة او الا استعراض لبهرجتها في قصورها الرئاسية والعمارات الملحقة بها لكلاب حراستها .
قديبدو الاحتفال السنوي بالزعيم والتغني بمآثره تجليا لعقدة كربلائية عرف بها العراقيون بالتوبة عن الخذلان وعدم النصرة وقد يبدو الاحتفاء بالزعيم هو حنين للحاكم العادل الاستثنائي في تاريخنا القديم والجديد او يبدو انعاكسا للحظة الراهنة التي يرتد فيه التفكير الجماعي لبطريركية الحاكم الابوي الذي يعطي للامة فرصة السلام والامن المفقود ويؤمن لها قوتها اليومي.
والاهم من ذلك انه يبدو الاحتفال بالزعيم منافيا لمنطق الثقافة الديمقراطية وانتشارها في العالم لان التغني بمأثر الزعيم الاوحد يفارق الديمقراطية بالياتها وملامحها في حراك الاحزاب والمجتمع المدني وغيرها الا ان الحالة مع قاسم تختلف جدا فبرغم ما يقال عن شطحاته في السياسة وافراطه في الرأفة والرحمة والتي تنافي منطق السلطة والاحتفاظ بها الا ان ثمة نقاطاً ومؤشرات لايمكن تجاوزها وانت تمر بذكرى حدث بطراز ((14) تموزواهمها:
الوطنية الصميميةفي السياسة واللبرالية في الثقافة حيث ارسى حجر الجامعة الاول وعين لها رئيسا مواطنا عراقيا من الطائفة المندائية واسس اول نقابة للصحفيين العراقيين واول اتحاد للادباء واسند رئاستهما للشاعر الجواهري واجاز المئات من الصحف الحزبية وغيرها واختاروزراءه على اساس الكفاءة والاخلاص الوطني والدرس الاهم من ذلك كله هو عراقيته التي لم تعرف لونا مذهبيا او قوميا او انحيازا عرقيا حتى تخدش هذه الوطنية النادرة للدرجة التي عجز بها مرافقه الشخصي عن معرفة ميوله المذهبية وطريقة ادائه لطقوسه العبادية فلو استبقينا من سيرة الزعيم الحافلة بالنبل والمواقف الوطنية هذه الثيمات فقط والتي لن تتعارض مع اي توجه لدمقرطة المجتمع ولاثقافته المدنية لأعطينا الزعيم بعضا من حقوقه المهدورة واعدنا له شيئا من الاعتبار الذي اثلمته الاقلام المأجورة لكتاب السيرة المزورة للزعماء الزائفين الذين جاؤوا بعده.
ولو توقفنا اليوم عند خصلتين فقط تميز بهما قاسم كحاكم وهما عفة اليد ،ووطنيته الخالصة. لعرفنا كم نحن بامس الحاجةلهذه الذكرى وعبرتها في مرحلتنا الملتبسة والحافلة باللصوص والخائنين لوطنهم والام شعبهم.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاحية نفاد الكتابة
- عيد وباي حال عدت يا عيد الصحافة
- مناكدات بين معلمين ومريد
- الناصرية الشجرة الطيبة
- هوامش عراقية على المدى
- مراث لااصدقائي الاحياء وأولهم نصيف فلك
- انهم الحمراصدقائي الشيوعيين...يستفزون الارهاب بكرنفالاتهم
- الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار
- هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات
- اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية
- حوار مع عزالدين باقسري الباحث في الديانة الايزيدية
- ماذا يعني حضور وزير الثقافة العراقي لمؤتمر اعلامي ؟
- النجيبان المصري والعراقي
- سؤال بحجم كارثة جسر الائمة
- تسامح ام تصالح في فضاء الثقافة العراقية الجديدة؟
- حوار مع رئيس اتحاد ادباء اربيل
- السطو الانترنيتي في صحافتنا الثقافية ...لماذا؟
- هل نقيض هوانا البغدادي باشباح ملثمين؟
- الشباب الكوردي ومحنة العربية الملغاة


المزيد.....




- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...
- مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
- الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية ...
- زاهي حواس ردا على تصريحات عالم أزهري: لا دليل على تواجد الأن ...
- بايدن يتصل بالشيخ تميم ويؤكد: واشنطن والدوحة والقاهرة تضمن ا ...
- تقارير إعلامية: بايدن يخاطر بخسارة دعم كبير بين الناخبين الش ...
- جامعة كولومبيا الأمريكية تشرع في فصل الطلاب المشاركين في الا ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر الصور الأولى للرصيف البحري ق ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 64 مقذوفا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق التميمي - الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة