توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية
(Tawfiktemimy)
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:07
المحور:
الادب والفن
من الذي يحدد صلاحية الكتابة ومدة نفادها في ايامنا هذه.. أيامنا العصيبة ايامنا الحمراء... ايامنا العاصفة بقصص الموت والغياب والانكسار..ايامنا القلقة والرجراجة... تقاويم يؤطرها الرعب وتتقمصها هواجس الخوف من الآتي.
من يحدد صلاحية الكتابة لهذا الزمن وماهيتها ولونها وطعمها واحتمال مكوثها في الذاكرة الادبية والانسانية معا؟
وقبل ذلك هل ننطلق بأسئلتنا المطلسمة والغامضة من توصيف الكتابة كفعل ابداعي وموقف مسؤول مما يجري ؟
أم من توصيفها كفعل احتجاجي للتعبير عن بطولة مستترة لمثقف ما على عصره والانتهاكات التي تمارس فيه؟
ازاء هذا الخراب القيمي والاخلاقي وتغييب صوت العدالة والعقلانية هل تشفع الموهبة لوحدها بصناعة جملة ابداعية تعبر زمنها المرتبك لتمضي عميقا في عالم البقاء وتصلح للشهادة بيقين ووهج الجمال الابداعي واسرار صنعته الفريدة كيما تؤرخ لزمن بلون الدم وتؤرخ لبقايا وطن أجهز وريثو الاستبداد على بقاياه من البنايات والاحجار النفيسة والقصائد وحلم الامان والسعادة المنتظرة.
من هو المؤهل من كتاب زماننا للدخول الى جنة الخالدين، من يمتلك القدرات السحرية ليحيل دراما المشهد اليومي وغرائبيته الى موقف اكثر بطولة واكثر احتجاجاً من خنوعنا الظاهر وصمتنا المشبوه ؟
هل ابقى ممثلوا الشارع وابطال (الحرية الجديدة) فسحة في بياض الورق لمبدع يسعى لاثبات مواهبه او بطولاته المفترضة او احتجاج يوازي مسؤولية الوعي وجسامة وظيفة الثقافة وكذلك اخلاقياتها المطلوبة؟ هل ابقت اللقطات المسرحية المروعة لمشاهد الخطف العلني للضحايا فسحة من اعلان الشجاعة في بيانات المثقفين الغاضبة والاحتجاجية؟ لا اعرف بماذا يراهن القلم الحر في هذه اللحظة واي عناء يكابده في مقاومة خوف مستتر ومستشر اورثته مؤسسة الاستبداد على مقاعد شاغرة في مؤسسات الحكومة الاعلامية والابداعية؟
اسئلة تتبعها اسئلة يفجرها الغضب وكذلك الشعور بالضعف والخذلان يكبل اجوبتها ظلام الافق المسدود وقلة الحيلة وانحسار البدائل وغيوم سوداء تلوح في الافق القريب، طبعا قد يكون للحديث صلة تتعلق بمحاولة الاجابة عن بعض هذه الاسئلة لتبرير السواد الذي تتشح به الكلمات والاحباط المتسرب في انكسار الحروف.
#توفيق_التميمي (هاشتاغ)
Tawfiktemimy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟