أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - عقوق الشعراء














المزيد.....

عقوق الشعراء


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 09:55
المحور: الادب والفن
    



نشرت كيكا في موقعها قبل ايام حوارا مع الشاعر سعدي يوسف اجراه معه الشاعر صلاح عواد وكلاهما شاعر عراقي احترف التغرب عن البلاد مبكرا.. غادراها مجبرين منذ ان اقرعت اجراس الرعب الاولى.. ومنذ ذلك الحين وهما يجوبان مدنا سعيدة وجزرا نائية ساحرة.. فكتبا اشعارهما بحروف لها طعم المخمل وطراوة السواحل التي بلغوها، وهذا حق مشروع لانهما لم يتركا البلاد فحسب بل فارقا ايضا تاريخا كاملا من الاوجاع والحروب وأشباح الهراوات حتى لم يعد الوطن إلا سطرا منسيا في قصائدهم ولم يعد مواطنهم إلا (كيسا من القمامة) في اشعارهم الاخيرة.
فلم تجد نفعا شهادات قوافل الفارين من اصدقائهم في تأجيج وهج قصائدهم الاولى ومراثي القتلى وحكايات الهور و(محيسن القتيل) او تعيد الطيور لاقفاصها القابعة في لوحة (فائق حسن) ابتعد الشاعران عن وطنهما كثيرا.. فتحولت سنوات الغربة الى عجلة هرست كل اوجاعهما القديمة وسنوات تشردهما.
ولكن الخيبة المرّة عندما يتحاور الشاعران على ضفاف جزيرة (نانتييكيت)النائية، فلا يجدان ديباجة لحوار طويل إلا الحديث عن (ملفيل) روايته الخالدة (موبي ديك) وسيمضي الحوار بعيدا دون ان يلتفت الشاعران المتحاوران الى حريق بلادهما ونزيفها المتواصل الذي صار خبرا تكرره وكالات الانباء ويزوره قراصنة الاعلام كيفما شاؤوا.
لم تكشف هذه المحاورة عن عقوق الشعراء بأوطانهم فحسب، بل كشفت عن خيبة امل جيل كامل من قرائهما ممن كان يتعقب احلامه في قصائد شعراء كانوا في مقدمة الفارين من جحيم الوطن الى مباهج المدن السعيدة والضفاف الساحرة التي لن تبلغها مخيلة مواطنين بسطاء.
ووسط هذه الخيبة من حوار لشاعرين عراقيين غابت سطور الوطن من احاديثهما بتنا نتطلع لجيل شعري آخر يولد من بين انقاض شارع المتنبي وحرائق مدننا يولد من بين تركة القتلى وميراث جيوش ما تركوه من ارامل وايتام ووصايا اخيرة.
ربما سيكون لنا موعد مع زمن جديد للملحمة الشعرية العراقية بمواهب واعدة لم نسمع بها من قبل تنبثق من بين انامل هذه الوحوش القادمة من كهوف مظلمة لتبتلع ميراث الشعراء والعشاق.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى
- حرائق الوطن الغائبة عن محاورة الشعراء
- السطر الاخير في رواية العائدين والذاهبين من العراق
- مذكرات هاشم جواد ..آعترافات بهزائم مؤجلة
- حوار طويل مع الناقد ياسين النصير
- الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة
- صلاحية نفاد الكتابة
- عيد وباي حال عدت يا عيد الصحافة
- مناكدات بين معلمين ومريد
- الناصرية الشجرة الطيبة
- هوامش عراقية على المدى
- مراث لااصدقائي الاحياء وأولهم نصيف فلك
- انهم الحمراصدقائي الشيوعيين...يستفزون الارهاب بكرنفالاتهم
- الصعاليك الشعراء يغادرون لعالمهم الاخر...واخرهم كزار
- هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات
- اشكالية المعرفة الشاملة والاستبداد الشعري
- بلاغة اسكات قناة الفيحاء العراقية
- حوار مع عزالدين باقسري الباحث في الديانة الايزيدية


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - عقوق الشعراء