أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق التميمي - نريد ثقافة للافراح والميلاد














المزيد.....

نريد ثقافة للافراح والميلاد


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 05:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هناك
ينتهز المواطنون في الغرب المضئ بالمسرات والحياة السعيدة ودولة المواطنة والمؤسسات الفرص لابتكار مواسم الفرح ويتفننون بصناعة طقوس المسرات ويبالغون فيها.وتتسابق اجيالهم بالتعاقب على حذف مساحات الحزن من ذاكرتهم ومسح آثار الفجيعة من وقائعهم.
يحتفلون بذكريات الميلاد للرموز والشخصيات والافكار في احتفالات متواصلة تحت ايقاعات الفرح والمراجعة والتعديل، ويستذكرون رموزهم في لحظة الميلاد ويحتفلون باعمارهم الابداعية ولحظات توهجهم فقط وباسرار هذه الابداعات التي جعلتهم يستحقون ذلك التقدير.
هناك
الفرح يغطي على اليوميات والافعال والوجوه والذاكرة.
هنا
يهيمن السواد على المشهد كله يستوطن القلوب والارواح ويسكن في الذاكرة الجمعية ويشوه الجدران بلافتات السواد التي علقتها مشاجب الحروب، على الارواح والقلوب ونحيب الارامل وضياع اليتامى، وأوجاع المعاقين.
هنا
الحزن اغنية تتوارثها الاجيال لتنطبع على حياتنا وتفكيرنا وتسد ابواب مستقبلنا بظلال سوداء شاحبة توأد الامل وتقلع جذوات العنفوان من ارادتنا الجماعية..
هنا
يستوطن الحزن وجنوده ممالك الروح والذاكرة واوراق القصائد وايقاعات الاغاني وتمتمات الامهات .
هنا
يتجول السواد الحزين في مطابخ منازلنا واسواقنا ويشاركنا العشق على مصاطب الحدائق المهجورة.
هنا
الذاكرة تتواطئ مع ازمن الفجيعة والمصائب بعقد كاثوليكي ابدي وتصدرها للصغار في هيئة علب سوداء مليئة باغاني الحزن وتوارث طقوسه وتحنيط الرموز الميتين في متاحف اللطم والبكاء والنحيب.
هنا
نبرع في الحذف المتعمد والاقتصاص الغرائبي من كل جذوات الفرح والابداع من حيوات امواتنا وشخصياتنا وحوادثنا التاريخية .
فهل من المعقول ان لانحتفظ من الزهراء فاطمة بنت محمد الا بلحظات انكسارها وحزنها ومصائبها؟
وهل من المعقول ان لانحتفل بالحسين الثائر المحدث والفقيه الا بلحظة الفجيعة وتكرارها السنوي؟
وهل خلت حياة السياب الشاعر من المرح وحكايات البهجة حتى نجهل يوم مولده ونقيم اعراس المراثي والمناقب في يوم موته سنويا ونستذكر لحظات مرضه الكئيبة وضلال احزانه ؟
.وهل ان سيرة الثائر الوطني سلام عادل تخلو من محطات التألق والكتابة والحب والفرح حتى ترتبط ذكراه السنوية بالمشهد الوحشي لذئاب الحرس القومي وهي تنهي حياته مبكرا؟.
هنا
نكرر الفجيعة ونزرعها في حدائق الاجيال ونطارد الفرح من حياتننا بهروات غليظة وقوة عمياء غاشمة واحيانا نلجأ لتعطيل الحياة ومصالح الناس من اجل مراسيم احزاننا السنوية واحياء مواسم مصائبنا التاريخية
ولاجل اطفالنا القادمين:
لابد من انقلاب من الفرح يقوده الصغار والناشئة التي لم تتورط باحزاننا ولم تتلطخ بميراث مصائبنا وفواجعنا، انقلاب في الافكار وتدوين الذاكرة وتغيير لون ملابسنا وطرق احتفالاتنا واحياء رموزنا واستبدال ذاكرة الموتى بعنفوان الاحياء واستبدال مواقيت الموت بلحظة الولادة والولادة فقط لانها تقترن بالبدايات وتقترن بألوان الامل التي ستفتح في بساتين الحياة المزهرة بينما الموت ينغلق على سواد بحجم الاحزان الابدية وقبر ينغلق على مشاوير الابداع الانساني ويفتح كراديس العزاء ويعلن الحداد الابدي على حياتنا منذ بدايتها.
متى نستبدل ثياب السواد بالابيض الملائكي، ومتى نطلق سراح الاحزان من الاغاني والذاكرة ومتى نحرر رموزنا التاريخية من متاحف التقديس ومواسم النحيب الى كرنفالات الولادة و مواسم الفرح ؟
متى يحدث انقلاب الفرح هذا ونستذكر عبقريات موتانا في لحظة الميلاد لا لحظة الموت ؟
ومتى ننتصر على سواد الحزن الذي يعطل الحياة ويكبل عنفوانها ويستأصل زهرات الامل من عيون الصغار...متى؟



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصيدة الشعار الانتخابي
- فتاوى التكفير تلاحق ميكى ماوس الوديع
- الشهيد مصطفى العقاد المقتول قبل آوان فيلم التسامح
- التدين في واد وشبابنا في واد آخر
- من الضحية المقبلة بعد كامل شياع ؟
- من هو الآخر في وطني وكيف أتعايش معه؟
- مؤتمرات عشائرية
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...
- الجامعة في تلك الايام
- قراءة في كتاب (المرأة في عراق ما بعد التغيير) ترسيم لملامح ا ...
- عنف تتوارثه الاجيال
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى
- حرائق الوطن الغائبة عن محاورة الشعراء


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق التميمي - نريد ثقافة للافراح والميلاد