فلسطين هل هي وطن بلا ابطال؟

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:05
المحور: القضية الفلسطينية
    

بين فترة زمنية واخرى , يصبح للفلسطينيون بطلا يعشقونه , ويتخذونه مثلا اعلى , لكن المؤسف ان هذا البطل لا يكون فلسطيني , الا ما ندر , فهل نحن شعب بلا شخصية وطنية مميزة السمات والصفات ؟ وهل وصل بنا الامر حد الخجل من ابطالنا ورموزنا ؟
اليوم , بطلنا هو السيد رجب طيب اردوغان , الذي احييه اولا على الموقف الذي اتخذه حفاظا على عزة وكرامة تركيا , هذا الموقف الذي يظهر حالة الاعتزاز الوطني والقومي , ردا على محاولة اهانة تركيا من قبل الكيان الصهيوني , بدءا من غدرها بالوساطة التركية لحظة شنها العدوان على قطاع غزة دون تقدير للجهد الذي بذلته تركيا في التوسط بين النظام السوري وهذا الكيان وانتهاءا بمحاولة استصغار ممثل القومية التركية بمؤتمر دافوس ومحاولة بيريز اظهار اردوغان وكانه جاهل بما حدث ويحدث في غزة الامر الذي اثار مشاعر العزة القومية التركية في نفس اردوغان واستدعى منه التصرف كما حصل , فتحية خاصة مني ككاتب الى السيد اردوغان الذي وان كانت خصوصية مشاعره القومية هي وراء سلوكه الا اننا كفلسطينيين كان سلوكه لصالحنا ايضا . لكن السؤال الذي اود طرحه شعبنا الفلسطيني , اليس في تاريخنا الفلسطيني بطلا نعتز به فنطلق اسمه على شوارعنا ومؤسساتنا وكتائبنا ....الخ تبرز معه هويتنا وعزتنا القومية وخصوصيتها ؟
بالامس كان الشيخ حسن نصر الله بطلا لنا , نتوقع منه اكثر من ما نتوقع من انفسنا , وجاء العدوان على غزة ليثبت لنا ان الشيخ حسن نصر الله لبنانيا فحسب , وانه ليس بوارده ان يكون اكثر من ذلك فعلا , وان كان اكثر من ذلك قولا , وقبله كان الرئيس المرحوم صدام حسين الذي اصبح بطلا لشعبنا الفلسطيني حتى راينا صورته على القمر , وانتهى بطريقة افسدت صورته البطولية في اعيننا , وقبله كان المرحوم جمال عبد الناصر بطل القومية العربية الذي ذبحت في عهده الثورة الفلسطينية في الاردن وقبله كان الشيخ عز الدين القسام الذي ترك سوريا تحت نير الاحتلال السوري وجاء ليحرر فلسطين وقد كانت سوريا احوج لنضاله فيها ضد الاستعمار الفرنسي من فلسطين , ولا نريد القول اكثر من ذلك بهذا الصدد , واليوم لدينا المناضل الوطني بشار الاسد الذي في عهده وعهد والده تسكت جبهة الجولان وتشتعل الجبهة اللبنانية والفلسطينية ؟
ربما القدرة على انجاب الابطال ( المقنعين ) لشعبنا وكتابنا غير متوفرة لقوميتنا الفلسطينية , وتتوفر للقوميات الاخرى فنطلق اسمائهم على ما ننجب املين ان يصبحوا ابطالا , ولم لا فقد تمنت شاعرتنا القديرة فدوى طوقان ان يتناكح ثوار فيتنام مع ثائرات فلسطين ؟ لتحسين النسل كما يبدو غير ان ذلك لم يحصل
بالنسبة لي , لا اجد في كل اسماء الابطال الذين ذكرت سوى وهما فلسطينيا بدءا بصلاح الدين الايوبي وانتهاءا باردوغان , وليس بطلا لفلسطين سوى هذا الشعب وابناءه الذين هم بلا قيادة بل بطولتهم تكمن في مبادرتهم وصمودهم وتضحياتهم الى ان يات البطل الفلسطيني المقنع والذي هو بالتاكيد ليس خالد مشعل

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل