أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف














المزيد.....

الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط صدام واسم المرجعية الدينية الشيعية يقحم في كل قضية سياسية، مرة على شكل بيان، وأخرى على لسان ناطقين باسم المرجعية، ولاسيما ابنه، وخلال ذلك كله، نادرا ما خرج السيد السسيتاني علينا هو نفسه لنعرف ما هي حقيقة ومصداقية نسبة الأحكام و"التوصيات" المنسوبة للمرجع الكبير.

في الشهور القليلة الأولى بعد سقوط النظام السابق صدرت دعوات باسم المرجعية لإجراء انتخابات عامة فورية، بينما لم تكن قد نضجت أي من مستلزمات ومبررات الانتخابات، ثم تتالت التصريحات، سواء من أعضاء الحوزة، أو مسئولين حكوميين، لتبرير أي موقف أو إجراء، أو دعوة سياسية باسم المرجعية.

في الانتخابات الأولى نجحت الأحزاب الدينية الشيعية في الحصول على تبني السيد السيستاني لقائمتها، الائتلاف، وقد تبين، فيما بعد، مدى الخطأ الكبير في ذلك الموقف، الذي كان يعني تحويل مرجعية دينية لطائفة الأكثرية من السكان إلى مرجعية سياسية لكل العراقيين، ولذا اتخذ السيد السيستاني بعدئذ موقف الحياد بين القوائم الانتخابية.

لقد كتبنا، وكتب غيرنا، عشرات المقالات بل المئات منها، عن مخاطر إقحام الدين ورجالاته في الشؤون السياسية، وجرى التنبيه إلى أن استمرار إقحام اسم المرجعية الدينية الشيعية في كل الشؤون يعني من الناحية العملية أن للعراق فقيها أعلى، إليه ترجع كل الأمور، ومنه تصدر القرارات والأحكام، وهذا مخالف تماما للديمقراطية، كما يسئ لمقام المرجعية الدينية نفسها لأن ميدان السياسية تتموج فيه الخلافات والصراعات، التي لا يجب على أية مرجعية دينية زج نفسها في خضمها ومضاعفاتها.

إن هذه مشكلة كبرى وخطيرة من مشاكل عراق ما بعد صدام، وهي اليوم تلقي بشبحها على انتخابات مجالس المحافظات، حيث يستغل المجلس الإسلامي الأعلى عنوان الولاء للمرجعية في مواجهة قائمة السيد المالكي؛ فقد دعا كل من الشيوخ علي السيساتي، ومحمد سعيد الحكيم، وبشير النجفي إلى التصويت لكل قائمة عامة، "واضحة المعالم سائرة على خط المرجعية والأقرب لها". جاءت هذه الدعوة كرد على مستشار للمالكي وصف مراسيم عاشوراء بالبدعة، في حين أن الحكيم وابنه عمار اعتبراها من أصول الدين، ومعنى ذلك أن من ينتقدها هو خارج عن الدين، ومن هنا دعوة هؤلاء السادة إلى التصويت "لمن يتبنى قضايا المؤمنين"!!

إن المحاصصة الطائفية، واستخدام الدين في السياسة وشؤون الحكم ،هما آفة كبرى، بل سرطان يهدد كل المسيرة العراقية، ويقوض كل أمل في السير نحو دولة القانون، والديمقراطية، وحقوق الإنسان. أما الانتخابات الراهنة، فلا نعتقد أنها ستغير كثيرا من الوضع العراقي المتلاطم، المتصارع، بل ستزيد الخلافات والصراعات، خصوصا بين المالكي والمجلس الأعلى المتحالف مع الجبهة الكردستانية. ونكرر، بالمناسبة، رأينا في أن هذا التحالف الاستراتيجي مع الأحزاب الدينية هو خطأ استراتيجي ومبدئي كبير وخطير وقعت فيه، مع الأسف، الجبهة الكردساتية ولحد يومنا.
العراق ليس بحاجة لصراعات سياسية حادة، جديدة، تهدد الآمن، الذي هو هش، خصوصا والسيد المالكي يريد خروج القوات الأميركية بأسرع مما ورد في الاتفاقية الأمنية، ولا ندري دوافع هذا الموقف بعد سلسلة المماطلات التي عرقلت التوصل للاتفاقية. إن صراعات الأحزاب الحاكمة، والتدخل الإيراني السافر، وإرهاب القاعدة، تواصل تهديد أمن العراق، فإذا خرجت القوات الأميركية بسرعة فقل "سترك يا رب!"

إن الوضع العراقي لن يستقيم ديمقراطيا، ولن يستقر حقا قبل سنوات، وعلى القيادات الحاكمة والقوى الوطنية تحمل مسئولياتها الوطنية لتجنب كوارث جديدة، وللتوصل لساحل السلام بٌأقرب ما يمكن، وبأقل خسائر وتضحيات.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمير الدراجي... وداعاً
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!
- إنها لمستمرة: محنة المسيحيين العراقيين..
- موسم الرقص على طبول إيران!
- الحكومة العراقية ومظاهرة مقتدى الإيرانية
- أوقفوا المجازر الجديدة ضد المسيحيين في الموصل!
- مسيحي -أقلياتي- أستاذا في ثانوية النجف!
- عراق اليوم وعراق أمس، وما بينهما إيران!
- لكيلا ننسى سلمان شكر
- متاجرة رخيصة ونفاق مزمن!
- 11 سبتمبر في الانتخابات الأمريكية
- فضح التوسعية الإيرانية ودجل المحامين!
- منغصات في المستشفيات
- اغتيال دنيء، ويوم آت لأعداء الفكر، والنور..
- مطاردة مجالس الصحوة: يا ليت شعري ما الصحيح؟!
- تداعيات العمر (9)
- إيران، و-ملأ الفراغ- في العراق!
- ماذا يريد بوتين من جورجيا؟!


المزيد.....




- الطاقة والحلول المتعثرة
- تقرير: إنتل توقف توسعة بقيمة 25 مليار دولار لمصنعها في إسرائ ...
- صفعة عمرو دياب: ما بين ضريبة الشهرة وحق النجوم في الخصوصية
- مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار أمريكي يدعو لوقف إطلاق النار في ...
- اختفاء طائرة عسكرية تقل نائب رئيس مالاوي وتسعة آخرين
- اكثر من 19 ألف صاروخ غير موجه أطلق على إسرائيل منذ بدء الحرب ...
- مقتل شخص وإصابة العشرات إثر انفجار في مصنع للأسلحة شرق بولند ...
- فيديو: حريق هائل ينشب في مجمع سكني في ميامي
- عمليات التنظيف جارية بعد عواصف عاتية ضربت بلدات نمساوية عدة ...
- مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار أمريكي حول وقف إطلاق النار في غز ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف