أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء














المزيد.....

أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 779 - 2004 / 3 / 20 - 07:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في تصرف متوقع من عوام لا تعرف خيرها من شرها و لا تعي ما تفعل صوت عدد من الشعب الأسباني بنسبة 42 بالمائة لصالح الحزب الأشتراكي الأسباني وهي نسبة كانت كافية لفوز هذا الحزب في أنتخابات الحكومة الأسبانية مقابل خسارة حزب الشعب الأسباني الذي يمثله رئيس الوزراء السابق أزنار و أقصائه و حزبه عن رئاسة الحكومة الأسبانية .
و لقد كان السبب في ما حدث هو الجريمة النكراء التي سبقت الأنتخابات بأيام في مدينة مدريد و التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 200 شهيد و التي حُمّل أزنار و حزبه وزرها بسبب مشاركتهم في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية لأسقاط نظام صدام .. فأزنار كان قد فاجأ العالم أجمع بأندفاعه في تأييد أمريكا في حربها لتحرير العراق و كان له و لوزيرة خارجية بلده السيدة آنا بالاثيو الدور الأساسي و الفعال في حشد التأييد لهذه الحرب و المساهمة في بدئها عبر دعمهم للولايات المتحدة الأمريكية داخل أروقة الأمم المتحدة و خارجها .
و رغم العلاقات التي يمكن تسميتها بالتأريخية بين المؤسسة الحاكمة في أسبانيا و بين نظام صدام .. أتخذ أزنار موقفاً مبدئياً و بطولياً بأنظمامه الى التحالف الذي تزعمته أمريكا لأسقاط نظام صدام مخالفاً بذلك للموقف المشين لغالبية زعماء أوربا الغربية الذين عارضوا هذه الحرب باستثناء بلير و برلسكوني طبعاً ممن شاركوا الولايات المتحدة و أسبانيا في هذه الحرب المبدئية و العادلة بكل المقاييس على الرغم من كل الهراء الذي يقال عنها لأنها و ببساطة عملت على أنقاذ شعب بأكمله من نظام ديكتاتوري جائر فريد بوحشيته و دمويته في تأريخ الأمم و الشعوب .. ألا أن اليسار المتطرف و لوبيّات أحباب القائد من ايتام و أرامل صدام الذين تحويهم و تلمهم مع شديد الأسف أسبانيا و غيرها من دول أوربا ممن يذهب الكثير منهم في هذه الأيام فرادا و جماعات الى العراق ليقتلوا أطفاله و الذين يملك أغلبهم الجنسية الأسبانية توعدوا له و كانوا له و لحزبه بالمرصاد و قام بعضهم ممن مليء قلبه الحقد و عشق دخول النار بأرتكاب مجزرة مدريد قبل يومين فقط من أنتخابات الحكومة الأسبانية ليثيروا العوام من الأسبان على أزنار و حزبه و لينهوا بذلك العمل الأجرامي في ذلك التوقيت الحساس مستقبله السياسي و الذي أصبح مهدداً منذ تأييده و حزبه لحرب تحرير العراق و الحرب على الأرهاب .. رغم كل ماحدث و سيحدث سيخلد التأريخ أزنار على أنه كان واحداً من عظماء و أبطال القرن الواحد و العشرين الذين شاركوا في أسقاط أعتى طغاة العصر الحديث .
أما آنا بالاثيو وزيرة الخارجية الأسبانية السابقة فيعجز لسان أي عراقي شريف عن شكرها .. أذ كان لها في عملية التحرير صولات و جولات و دور مبدئي مُشرّف سيذكره التأريخ و بالأخص تأريخ العراق بأحرف من نور .. فنحن لم و لن ننسى كلماتها المدوية في صالة الأمم المتحدة عند ألقائها لكلمة اسبانيا حينما نوقش موضوع فرق التفتيش و أسلحة الدمار الشامل في العراق قبيل الحرب و تعريتها لنظام صدام و هجومها عليه و فضحها لسياساته الدنيئة أمام العالم أجمع .. و بعد أسقاط النظام قامت السيدة آنا بالاثيو بما لا يقل عن ثلاثة زيارات الى العراق و كانت تركز في كل زيارة على تفقد جنود بلدها المتمركزين في العراق ممن شاركوا في تحريره أضافة الى اللقاء بالمسؤولين في سلطة التحالف و على رأسهم السفير الأمريكي بول بريمر للتباحث معهم حول الوضع في العراق .. كما لم تكن تنسى في كل زيارة أن تخصص جزئاً من وقتها لتتفقد المستشفيات و المدارس و الدوائر العراقية للأطلاع على أوضاع العراقيين و معرفة أحتياجاتهم بعد خلاصهم من نظام صدام .
و أخيراً فقد كانت السيدة بالاثيو وردة المؤتمر الذي عقد في أسبانيا للدول المانحة لأعمار العراق .. فقد كانت كالمغزل لا تقف و لا تهدأ و لا تكل و هي تستقبل و تلتقي وفود الدول المشاركة في المؤتمر حتى كاد يخيل للمشاهد بأن المؤتمر هو لأعمار بلادها أسبانيا و ليس العراق من شدة الحرص و الهمّة التي أبدتها هذا المرأة الفريدة في تأريخ أسبانيا بل و في تأريخ العالم أجمع .. فقد فعلت هذه المرأة ما لم و لن يفعله للعراق أشقاء له في القومية و أخوة له في الدين كما يسمون أنفسهم بل على العكس ففي الوقت الذي تعمل فيه السيدة بالاثيو و نفر من أبناء شعبها على بناء العراق و أسعاد أبنائه و تسعى لذلك بكل الطرق مسابقة الزمن .. يقوم أشقائه و أخوته بالهدم و القتل حتى بدا و كأنه سباق بين أولي القربى و بين الأغراب حول من منهما أسرع و من منهما سيسبق الآخر .. فهل سيكون أولي القربى اسرع في تدمير العراق أم سيسبقهم الأغراب الى بنائه .
أن الكثير من أبناء و أطفال و شيوخ مدينة الديوانية عروس الفرات الأوسط التي يتمركز فيها الأسبان لن ينسوا أسبانيا ممثلة بأزنار و بالاثيو و بالجنود و المدنيين الأسبان الذين ساهموا في تحريرهم من ظلم و جور صدام و كانوا لهم عوناً في بناء بلدهم و مدينتهم في الوقت الذي تخلى فيه عنهم أقرب الناس من الأخوة و الأشقاء .
و أذا كان شعبنا ككل قد تعلم من دروس الماضي كما نتوقع بعد هذه السنين العجاف فأعتقد بأن الخيرين من أبنائه و هم كثر لن ينسوا أزنار و بالاثيو و سيخلد أسمهما في العراق بأذن الله عبر صيغة أو أكثر و ألا فسنكون ناكرين للجميل و هذا ليس من شيم ابناء أرض الرافدين .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات
- الأرهاب ملّة واحدة .. صدام و بن لادن
- المتقاعدون .. لماذا لم ينصفهم العراق الجديد ؟
- مجلس الحكم و سياسة المحاصصة و التوافق
- لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه
- مرتزقة و مزورون
- نعم للفدرالية .. من أجل عراق مستقر و آمن
- العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء
- وزير الدفاع الأمريكي وأسير حربه !
- لماذا ما هو حلال لكم حرام علينا ؟
- و أَ سكَتوا صوت الحق
- العراق الجديد و هيستيريا القومجيون العرب
- العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز
- رياح التغيير و الأنظمة العربية
- هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟
- هكذا ينتهي الطغاة
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...
- مروجوا نظرية المؤامرة من العرب يتآمرون على العراق


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء