أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز















المزيد.....

العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 03:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بين فترة و أخرى تطالعنا بعض الأصوات في العراق بتصريحات نارية تخص الوضع الحالي في العراق و مستقبل العلاقة بين العراق و باقي دول العالم و بالأخص بعض دول الجوار كالكويت و أيران .. هاتان الدولتان اللتان لهما مع العراق بالذات تجربة مريرة تمثلت بغزو الأولى و أحتلالها لستة أشهر دمرت فيها البلاد و سبيت العباد و الأعتداء على الثانية بحرب أستمرت لثماني سنوات خسر فيها البلدان خيرة شبابهما هذا من غير الأضرار و الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بالطرفين .
من هذه التصريحات على سبيل المثال التصريح الناري للسيد مزهر الدليمي رئيس ما يسمى بلجنة الدفاع عن حقوق الشعب العراقي قبل فترة بخصوص دول الخليج بشكل عام و دولة الكويت الشقيقة بشكل خاص بسبب موقف هذه الدول المؤيد بشكل عام لحرب تحرير العراق من نظام صدام و لمجلس الحكم الأنتقالي في العراق و دعم هذه الدول بغالبيتها على عكس البعض الآخر من الدول العربية ممن ينام السيد الدليمي في أحضانهم لعودة العراق بقيادته الوطنية الجديدة الى المنتديات و المحافل العربية و الدولية حيث وجه السيد الدليمي تهديداً مبطناً للكويت و لبعض دول الخليج مشيراً الى ( دفاتر قديمة ) أكل عليها الدهر و شرب .. كذلك هناك التصريحات النارية التي أطلقها قبل فترة أحد الأكاديميين العراقيين في أحدى الفضائيات العربية حول ما يراه بعض الأشكالات المصيرية بين العراق و الكويت و أتهامه للأخوة في الكويت بما حدث من أعمال سلب و نهب بعد سقوط النظام الصدامي الفاشي رغم أن جميعنا يعلم بأن من قام بهذه الأعمال القذرة و الدنيئة هم أزلام النظام المقبور و كلابه المسعورة ممن فعلوا نفس الشيء مع دولة الكويت الشقيقة أيام الغزو الغاشم .. و من الجدير بالذكر أن الأستاذ الأكاديمي و عند سؤاله عن رأيه في المقابر الجماعية التي أكتشفت بعد سقوط النظام البائد أجاب ( أنا لم يكن لدي علم بهذه المقابر و لم أعلم أو أسمع يوماً بوجودها فأنا رجل أكاديمي ) علماً أن الدكتور كان من الأكاديميين المقربين للنظام البائد  بل و كان من خاصته من الأكاديميين .
نحن لا ندعي هنا بعدم وجود ملفات عالقة بين العراق و الكويت .. و مثل هذه الملفات يجب أن لا تترك للصدفة و لا الى الزمن كما يقول الدكتور محمد الرميحي المفكر الكويتي الكبير في أحدى مقالاته في جريدة الوطن السعودية قبل فترة .. و لكن هذه الملفات و كما يقول الدكتور الرميحي و نحن نتفق معه تماماً في هذا الطرح تحتاج الى أن توضع لها أجندة معروفة و محددة و متوافق عليها و طنياً .. يعرف الطرفان أي خطوط تجمعها و أي مساحات يجب أن يعملا معاً فيها لتقريبها .. آخذين طبعاً بنظر الأعتبار الدور الريادي و التأريخي الذي لعبته الكويت في عملية تحرير العراق و تساميها حكومة و شعباً فوق جراح الماضي الغائرة والتي خلفها النظام الصدامي المجرم .  
في موضوع آخر و في تصريح لجريدة الشرق الأوسط اللندنية .. ذكر عماد الرماحي المتحدث بأسم الوفد العشائري الذي زار العاصمة البريطانية لندن مؤخراً لمناقشة الوضع الداخلي للعراق مع عدد من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني .. ذكر بأنه و نيابة عن الوفد يعلن عن رفضه لقرار مجلس الحكم الأنتقالي القاضي بطرد أعضاء منظمة مجاهدي خلق .. و قال ( أن المنظمة ضيفة على الشعب العراقي و لا يجوز التعامل مع الضيف بهذه الطريقة ) !!  مشيراً الى أمكانية الأستفادة من المنظمة في عملية بناء العراق الجديد أو ( لحماية الحدود العراقية ) !! و في ختام هذا التصريح أعتبر الرماحي أن للعراق ( حقوقاً تأريخية في أيران و يجب أسترجاع هذه الحقوق حتى لو كلف ذلك خوض الحرب ثانية مع أيران ) .
أن كلام السيد الرماحي مردود عليه من الأصل .. فبالنسبة لكلامه حول كون المنظمة ضيفة على العراق نقول للسيد الرماحي بأن المنظمة طبقت المثل العراقي الدارج الذي يقول ( هَم نزل وهَم يدبّج على السطح ) و قد تمثل ذلك في مشاركتها للنظام البائد و بطيب خاطر في قتل العراقيين و دفنهم في مقبر جماعية و أحداث أنتفاضة آذار خير دليل على ذلك .. لذا فهي لا تستحق أن تعامل كضيفة محترمة لأنها لم تراعي أداب و أصول الضيافة .. أما بالنسبة لمقترح السيد الرماحي حول أمكانية الأستفادة من المنظمة في حماية الحدود العراقية فنقول له يا سيدي سيصبح الحال حينها كوصف المثل العراقي ( حاميها حراميها ) أذ من المعروف أن أعضاء المنظمة هم من الأبناء البررة لصدام حسين لذا و بدلاً من أن يقوم هؤلاء بحماية الحدود و منع تسلل الأرهابيين الى داخل العراق سيقومون و بكل تأكيد بتسهيل دخول الأرهابيين بل و تقديم الدعم لهم لزعزعة الأمن و الأستقرار في داخل العراق .. أما بخصوص الحقوق التي للعراق على أيران و أستعداد السيد الرماحي لخوض الحرب ثانية مع أيران لأسترجاعها فهو كلام هراء في هراء و لا يعبر سوى عن رأي السيد الرماحي و أمثاله من المتعطشين لخوض الحروب و لرؤية الدماء تسيل أنهاراً في سبيل أشباع الفكر الآيديولوجي الشوفيني الذي يحمله البعض لحد الآن في عقولهم المريضة .. فأي حرب هذه التي يريد السيد الرماحي خوضها مع أيران ؟ ألم يسمع السيد الرماحي بوجود أختراع أسمه المنظمات و المحافل الدولية التي تلجأ أليها الدول و الشعوب المتحضرة لفض النزاعات القائمة بينها بشكل سلمي بدلاً من أستخدام الأساليب البربرية و الهمجية المتمثلة بشن الحروب ؟  وأي أمكانات مادية أو بشرية يملكها العراق لخوض هذه الحرب ؟  و من قال له أن العراقيين يرغبون بخوض الحروب مجدداً تحت رايته ( الميمونة ) ؟  و من هو أصلا ً ليتكلم بلسان الشعب العراقي و نيابة عن أبنائه .. و ما أكثرهم هذه الأيام أولئك الذين يتحدثون بلسان العراق و الشعب العراقي بغير و جه حق .
و أود هنا أن أسأل السيد الرماحي و أمثاله من العراقيين الذين خرجوا في تظاهرات تندد بقرار مجلس الحكم العراقي بخصوص طرد منظمة مجاهدي خلق ..
ما لكم و لمجاهدي خلق ؟
هل هم من بقايا أهلنا ؟
هل هم أبناء عمومتنا ؟
أليسوا هم من تلطخت أياديهم بدماء أخوتكم و أبناء جلدتكم من العراقيين الغيارى أيام أنتفاضة آذار المجيدة عام 1991 ؟
الم يثروا و يتخموا من أموال السحت الحرام التي كان الطاغية يقتطعها من أفواه أطفال شعبه ليوزعها عليهم كالكلاب ؟
أليست هذه المنظمة هي أحدى المنظمات التي و ضعتها أمريكا رغم عدائها الشديد للنظام الأيراني و هي معارضة له في خانة المنظمات الأرهابية ؟
أذاً فأي شرف في الدفاع عن مثل هؤلاء الحثالة ؟
وأي فائدة ترجى من الأحتفاظ بمثل هذه القاذورات التي تضر و لا تنفع في أرض العراق الطاهرة ؟
ليس هذا دفاعاً عن أيران و لا عن نظام حكمها فهي ترتكب و منذ الأشهر الأخيرة التي سبقت سقوط الطاغية و حتى الآن أخطائاً قاتلة تقوم بها على الأغلب أجهزة مخابراتها المدعومة من المحافظين في أيران و التي تصول و تجول أرض العراق دون حسيب أو رقيب محاولة الأستفادة من حالة الأضطراب و عدم الأستقرار التي يعيشها العراق في تمرير بعض المخططات و السيناريوهات التي تخدم السياسة الأيرانية في العراق بشكل خاص و في المنطقة بشكل عام مؤملة النفس بتأخير اليوم الذي هو آت لا ريب فيه أن لم تغير أيران من سياساتها الحالية .
لكن و رغم كل ما ذكرناه فهو ليس مبرراً لهذه التهديدات  و التصريحان الأستفزازية و النارية الأكبر من حجم البعض و أمكاناته تجاه أيران .. فأيران بكل الأحوال جار مهم و أبدي للعراق سواء رضي البعض أم أبى و يربطها بالعراق علاقات تأريخية و أجتماعية لا يستطيع البعض تغييرها أو ألغائها لذا يجب التعقل و التروي عند التطرق الى مثل هذه الأمور الحساسة و ليس أطلاق الكلام على عواهنه كما يفعل البعض من المتصيدين في الماء العكر .
أن التصريح بهذا الشكل الأستفزازي و العدائي من قبل البعض ضد دول الجوار العربي و الأسلامي و العزف النشاز لأغاني و مقطوعات قديمة بتوزيع جديد للبعض الآخر من المتسيسين الجدد في العراق الجديد يحمل في طياته روحاً صدامية هي نفس روح العنجهية والبداوة والتخلف التي كان يحملها صدام خلال سنين حكمه المظلمة و التي أدخل العراق بسببها في دوامة من الحروب العبثية المدمرة التي لا طائل منها .. فحذاري ثم حذاري من مثل هذه الأصوات النشاز على حاضر العراق الجديد و مستقبله .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التغيير و الأنظمة العربية
- هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟
- هكذا ينتهي الطغاة
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...
- مروجوا نظرية المؤامرة من العرب يتآمرون على العراق
- وليمة لآكلي لحوم البشر
- بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز