أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام















المزيد.....

بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 670 - 2003 / 12 / 2 - 02:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فجأة و في تكتم غير مسبوق على زيارة رئيس أمريكي لدولة أجنبية وبعد سبعة أشهر فقط على سقوط نظام المجرم صدام .. ها هو الرئيس الأمريكي جورج بوش في بغداد مع جنده الأبطال الذين أعانوا أبناء العراق الغيارى في أسقاط نظام حكم كان من أعتى الأنظمة الديكتاتورية في تأريخ العالم .
مباشرة و بعد عرض جانب من زيارة الرئيس الأمريكي والتي لم تتجاوز الساعتان والنصف الى بغداد على شاشات التلفزيون بدأت بعض الجهات الأعلامية تعزف بمزاميرها لأخراج الأفاعي التي عودتنا على نفث سمومها على العراقيين من على شاشات هذه الفضائيات من جحورها .. فحال هذه الأفاعي كحال سيدها الذي يقبع الآن في الجحور مع بعض أزلامه المقربين .
أحد هذه الأفاعي السّامة أطلَِّ علينا من على شاشة أحدى هذه الفضائيات ليحلل و ينظر على العراقيين بما لا يخصه حول هذه الزيارة و ليختم كلامه المسموم بتشبيهه للرئيس الأمريكي بوش بالجنرال الأنكليزي مود الذي كان قائداً للجيش الأنكليزي الذي أحتل العراق عام 1917 كونهما أحتلا نفس البلد و وعدوا شعبه بالحرية والديمقراطية والتي في رأي المتحدث الأفعى لم و لن ينالها الشعب العراقي .
المشكلة هي أننا وعلى مستوى النخب والمثقفين و بعد كل هذه السنوات و ما حوته من تجارب لم نأخذ الدروس والعبر ولا نزال نجتر نفس المفاهيم والأفكار السابقة التي لمسنا لمس اليد خطئها و نكرر نفس الكلام السابق الذي أوصلنا لما نحن عليه الآن من تدهور على جميع المستويات .
فالجنرال مود في زمانه و حتى الآن يَنظُر أليه البعض على أنه شخص أستعماري كاذب لم يَصدُق في ما قاله للعراقيين عند دخوله بغداد عام 1917 لكن الحقيقة  و دراسة تأريخ العراق الحديث بشكل علمي و موضوعي  تثبت العكس تماماً .. لقد قال الرجل مخاطباً العراقيين " جئناكم محررين لا فاتحين " و قد صدق الرجل وهذه كانت الحقيقة التي عمل القومجية و اليساريون على تشويهها و طمسها كل هذه السنين و لكن و كما يقولون فأن ( نور الشمس لا يحجب بغربال ) و لنرى ماذا كان حال العراق قبل دخول الأنكليز و كيف أصبح هذا الحال بعد دخولهم .
لقد كان العراق قبل دخول الأنكليز عبارة عن ثلاثة ولايات تابعة للدولة العثمانية الهرمة وكانت أرضه تعتبر ضيعة من ضياع آل عثمان وكان أبنائه يعاملون على أنهم مستخدمون لديهم .. فتحول العراق بعد دخول الأنكليز و بسواعد أبنائه من مؤسسي الدولة العراقية الحديثة الى دولة لها أستقلالها وحدودها وعلمها و برلمانها الشبه منتخب في وقت كانت فيه الكثير من الدول حتى في أوروبا نفسها تعيش في ظل أنظمة متخلفة .
وبدخول الأنكليز الى العراق دخل العراق عصر المدنية والصناعة والحضارة بعد أن عاش قبلها ولخمسمئة عام عصراً مظلماً قبدخولهم دخلت الى العراق ولأول مرة المطابع والقطارات والسيارات وكل وسائل الحياة الحديثة بالأضافة الى توفير الكثير من الأمور الخدمية التي كانت شبه معدومة في زمن الدولة العثمانية كالشوارع المبلطة والمستشفيات الحديثة والمدارس الحديثة وغيرها .
أذاً وكما كانت لأنكلترا حينها مصالحها الخاصة في العراق فأن العراق قد أستفاد هو الآخر من الأنكليز بدئاً بخلاصه من الأحتلال والهيمنة العثمانية التي كانت تحكم معظم الأقطار العربية بأسم الدين وهي منه براء ثم بدخوله عصر المدنية والحضارة الذي كانت أنكلترا حينها من رواده .
واليوم تتكررالحالة نفسها .. فبمساعدة قوى التحالف من الأمريكان والأنكليز و من تحالف معهم من الخيّرين تخلصنا من أعتى عتاة التأريخ و يجب أن نأخذ هذا بالحسبان عند التفاوض مع قوى التحالف من أجل أنهاء صيغة الأحتلال .. فلا أحد منا يرغب في أستمرار الأحتلال و بقاء قوات التحالف تسرح وتمرح في شوارع مدننا و أزقتها و لكن و كما يقول المثل العراقي ( أشجابرك على المر ؟  غير الأمر منّة ) فخروج هذه القوات من العراق في مثل هذه المرحلة و بالذات الآن ستكون نتائجه كارثية و وخيمة على العراق و على مستقبل شعبه .. و يمكن و ببساطة أيجاز هذه النتائج في أحتمالين لا ثالث لهما ....
- الأحتمال الأول هو أن يتحول العراق الى لبنان أو صومال ثانية .. وأنا هنا لا أتحدث عن حالة الحرب الأهلية التي أعقبت خروج الأمريكان من هذين البلدين .. ولكن أعني حالة التقسيم وتحول البلاد الى ولايات و كانتونات لكل منها نظامها الخاص .. فسوف نرى لا سامح الله هنا دولة قومية وهناك دولة دينية وثالثة علمانية و رابعة عشائرية و خامسة و سادسة و .....  و طبعاً ستكون كل دولة من هذه الدول أو الكانتونات مدعومة من أحدى دول الجوار التي تغذي و تشجع الآن مثل هذا السيناريو عبر تسهيلها لدخول المخربين الى داخل العراق و دعمها لهم بشتى السبل لمنع عودة الأمن والأستقرار الى العراق و بالتالي وحسب تصوراتهم المريضة خروج الأمريكان من العراق و من ثم الوصول الى هذا السيناريو الذي تتمنى هذه الدول حصوله والذي سيحقق لها هدفين .. الأول كونه سيبعد عنها شبح أن تكون الهدف التالي في القائمة الأمريكية لتغيير المنطقة .. والثاني سيجعل لها موطيء قدم على أرض العراق يتيح لها سرقة خيراته و ثرواته و التي أعتاد البعض منهم عليها سحتاً منذ أيام النظام المقبور و كأنما حكم على العراق أن يكون بقرتهم الحلوب وأن لا يهنأ العراقييون في بلدهم وأن لا يكون لهم في وطنهم نصيب .
- أما الأحتمال الثاني والأخطر فهو عودة كلاب النظام و أزلامه للحكم .. وهذا السيناريو المرعب ليس بمستحيل الحصول في حالة خروج قوات التحالف .. فلا تزال هذه الكلاب المسعورة بقسوتها ولا أنسانيتها
المعروفة وبكميات السلاح المهولة والتي تقدر بملايين القطع و التي تم أخفائها في الأقبية والسراديب التي لا يعلمها سوى الخاصة من أزلام النظام .. لا تزال هي الأقوى من حيث أمكانية السيطرة على زمام الأمور في حال خروج قوات التحالف خاصة وأن الجيش العراقي الجديد والذي سيكون الرادع الوحيد لعدم حصول هذا السيناريو تأخر و لم يجري أعداده حتى هذه اللحظة .. و في هذه الحالة و رغم أن الغالبية من الشعب العراقي الأبي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء القتلة الاّ أن النتيجة لا يمكن التكهن بها من الآن و لو كانت لا سامح الله لصالح اللصوص والقتلة من أزلام النظام القذر فسنشهد حماماً من الدم ومجازر لم يشهد لها التأريخ مثيلاً على أيدي هؤلاء الأراذل والسفاحين .
و في الحالتين والأحتمالين آنفي الذكر ستتخلى عنا كل دول العالم المتمدن وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وأسبانيا و أيطاليا واليابان وغيرها من الدول التي تقف اليوم الى جانب الشعب العراقي من أجل أعادة بناء بلاده .. وسيصبح حالنا كحال فيتنام والصومال اللتان يتغنى بهما بعض الكتبة و وعاظ السلاطين العرب و اللتان تعيشان الآن وبعد أخراج الأمريكان في أسوء حال من فقر وجهل ومرض وتخلف بفضل صمود  النشامى من الرافضين للأمبريالية والأحتلال الأمريكي من جهة والمرحبين بالأشتراكية والأحتلال السوفيتي من جهة أخرى !! والذي أوصلهما( الى الحضيض ) .. في حين نرى الآن حال هونج كونج و دول أوروبا التي أحتلتها القوات الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية ( في العلالي ) كما يقولون بفضل العقول الراجحة والحكيمة في هذه الدول والتي تعاملت حينها مع موضوع الأحتلال بعقل و موضوعية  وأستفادت منه بما يضمن أزدهار بلدانها .. ففي حالة فيتنام والصومال الخاسر في النهاية بكل تأكيد ليس الأمريكان وأنما الفيتناميين والصوماليين .. وأذا أتبعنا نفس أسلوب هاتان الدولتان المتخلف في ما يسمى بالمقاومة المسلحة لأخراج الأمريكان فأن حالنا في النهاية ستكون بائسة كحالهما .. لذا يجب أن نفكر كما فكرت شعوب أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وكما فكر أبناء هونج كونج بأن نجعل أمريكا وبريطانيا دولاً ضامنة لنا هذا أذا أردنا فعلاً الخير لأهلنا ولبلادنا ولأجيالنا القادمة .
يجب أن نتعلم من تجارب وأخطاء الماضي و أن لا نستمر بالسير خلف شعارات قومجية و يسارية خاوية وجوفاء أكل عليها الدهر وشرب .. فالتمني شيء والواقع المعاش شيء آخر ومصير أبنائنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة أمانة في أعناقنا و ليس من حقنا المغامرة و المجازفة بهذا المصير .. فلقد خسرنا و بالذات كعراقيين الكثير من وراء هذه الشعارات من دماء و أعمار أبنائنا وخيرات أرضنا ولسنا على أستعداد لخسران المزيد من أجل تفاهات و ترّهات بل من أجل لاشيء .             
لقد قال الرئيس بوش مخاطباً الحضور أثناء هذه الزيارة :
" نحن لم نحرر 25  مليون أنسان  لننسحب أمام عصابة من اللصوص والقتلة " .
وقال :
" سوف ننجح في العراق لأن العراقيين يريدون الحرية " .
وهي لعمري كلمات بسيطة لكنها تبعث بمعاني كبيرة .. ففي زيارة الرئيس بوش و ما تلاها من زيارة للسيدة هيلاري كلنتون زوجة الرئيس الأمريكي السابق والشخصية النافذة في الحزب الديمقراطي الأمريكي الى العراق تأكيد مطلق لحقيقة واحدة لا لبس فيها وهي أن أمريكا و على رأسها الرئيس بوش أو من سيأتي بعده ستكمل المشوار و لن تتراجع في العراق و لن تتخلى عن الشعب العراقي وهي ماضية نحو تحقيق هدفها في العراق حتى النهاية و الذي يتمثل في أعادة الأمن و الأستقرارالى العراق و مساعدة أبناءه الغيارى في القضاء على بقايا الديكتاتورية والفاشية و ترسيخ مباديء الحرية و الديمقراطية فيه ليصبح منارة للحرية و مثالاً للديمقراطية يحتذى في جميع دول المنطقة و لن يثنيها عن فعل ذلك نبح الكلاب .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء
- هل أخطأت أمريكا بأحتلالها (بتحريرها) للعراق ؟


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام