أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا














المزيد.....

يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:54
المحور: الصحافة والاعلام
    


العملية العسكرية العدوانية الإسرائيلية ضد قطاع غزة وسكانه تثير العديد من الأسئلة، وتطرح الكثير من السيناريوهات، وهي كلها تحتاج من وسائل الإعلام ــ المكتوبة والمسموعة والمرئية ــ جهداً كبيراً في الاستقصاء والتحليل والتقييم، فضلا عن المتابعة الإخبارية بطبيعة الحال.
ولكن وسائل الإعلام العربية ــ ومن بينها وسائل الإعلام المصرية ــ فشلت فشلاً ذريعاً في الأغلب الأعم في القيام برسالتها »المهنية« بصورة متوازنة وموضوعية ومعمقة، وفضل معظمها تبديد جهدها ووقت القراء والمستمعين والمشاهدين في ملاسنات سخيفة تركت المجرم الإسرائيلي، الذي يتحمل المسئولية كاملة عن مجزرة غزة، وتفرغت لتبادل الاتهامات مع هذا الطرف العربي أو ذاك.. وكان أخف هذه الاتهامات هو »التخوين« في أسوأ الأحوال أو التواطؤ مع العدو الإسرائيلي وإعطائه الضوء الأخضر للعدوان علي غزة في أحسن الأحوال.
وفي مقال سابق انتقدنا هذا العمي السياسي العربي الذي جعل كثيراً من الدوائر السياسية العربية المهمة توجه مدفعيتها وقذائفها وصواريخها الكلامية الثقيلة إلي مصر وليس إلي إسرائيل.
وقلنا ــ ولانزال نقول ــ إن فقه الأولويات يقضي بضرورة حشد كل الجهود العربية ــ علي اختلاف منابعها الفكرية أو أجنداتها السياسية ــ ضد العدو الإسرائيلي، وتغليب التناقض الرئيسي بيننا جميعا وبين الدولة الصهيونية علي جميع التناقضات الثانوية بين الإخوة الأعداء العرب.
وإذا كنا قد رفضنا ــ ولانزال نرفض ــ أي تطاول غير مسئول علي مصر، أو تشويه للمواقف النضالية لشعبها، أو محاولة فرض الوصاية علي المصريين والجلوس أمامهم في مقعد »الأستاذ« الذي يملي عليهم ما يفعلون وما لا يفعلون.
فإننا لا نوافق ــ بالمثل ــ علي هذا الاتجاه المتصاعد في الإعلام المصري الذي يعالج الخطأ بخطأ مماثل، ويشن حملة بالغة القسوة ضد كل من انتقد ممارسات الدبلوماسية المصرية خلال الأزمة.
وبطبيعة الحال، فإن الرد علي هذه الانتقادات جائز وواجب، من أجل تصويب الوقائع وتصحيح المعلومات وتنوير الرأي العام العربي بخلفيات وخبايا المنطق الذي تنطلق منه الدبلوماسية المصرية.
لكن هذا شيء وركوب قطار التخوين والسباب لكل من لا تعجبه ممارسات الدبلوماسية المصرية شيء آخر تماما.
الأول مفيد ومطلوب لأنه يضيف وعيا بجوانب ملتبسة أو مسكوت عنها أو يتم التشويه المتعمد لها.
والثاني مضر ومرفوض لأنه ليس عملا إعلاميا مهنيا من الأساس، فمتي كان السباب والتلاسن فضيلة إعلامية!! ثم إنه بمثابة وقوع في نفس الفخ الذي حذرنا منه الإخوة العرب حيث يجرنا إلي مهاترات جانبية بينما الإسرائيليون يواصلون عدوانهم الوحشي علي الشعب الفلسطيني بما يعنيه ذلك من استمرار نزيف دماء أهلنا في غزة، وبطبيعة الحال فإن إسرائيل هي الأكثر سعادة بهذا التلاسن العربي - العربي الذي يقدم لها أجل الخدمات.. وبالمجان!.
ولا يقل أهمية عن ذلك أن هذا المنهج يساهم في تكريس الانقسام العربي - العربي وتسميم الأجواء التي هي ملبدة بالخلافات والانقسامات أصلا، والبصق في آبار ستضطرنا الأيام إلي الشرب منها غدا، فهذه المجزرة الإسرائيلية لن تستمر إلي الأبد، والخلافات بين هذا الطرف العربي أو ذاك وبين الإدارة المصرية لن تستمر إلي ما لا نهاية لأنه لاتوجد - في السياسة - عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما مصالح تقرر التقارب أو التباعد.
وينسي زملاؤنا الذين يشنون هذه الحملة الضارية علي هذا الطرف العربي أو ذاك أن الإعلام المصري شهد حملات مماثلة ضد بعض الدوائر العربية في أوقات سابقة، وبعد فترة - تزيد أو تقل - عادت المياه إلي مجاريها وانقشعت سحب الخلافات وأصبح الزعيم العربي الذي كانت وسائل الإعلام المصرية تناصبه العداء بالصوت والصورة والمقالات النارية ورسوم الكاريكاتير الساخرة موضع ترحيب نفس وسائل الإعلام ونفس الكتاب والصحفيين والإعلاميين!.
ولعلنا لم ننس كيف تخصص كتاب بعينهم في التهجم علي العقيد الليبي معمر القذافي عندما اختلف مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتخصص بعض رسامي الكاريكاتير في تصويره في أوضاع غير لائقة، ومرت الأيام وتم فتح الحدود المغلقة و»تطبيع« العلاقات بين القاهرة وطرابلس. ثم رأينا أن نفس من هاجموا العقيد الليبي كانوا في مقدمة المهللين والمطبلين والمزمرين له!
والمؤسف أكثر وأكثر أن هذا التلاسن الإعلامي العربي ـ العربي يتزامن مع وصول النظام العربي الرسمي إلي أسوأ أوضاعه، حيث ظهر عجزه المزري عن إيقاف المجزرة الإسرائيلية.
وكلنا شركاء في هذا الوضع الكارثي، ولا يستطيع طرف من الأطراف العربية أن يتنصل من المسئولية عما وصلت إليه الأمور وموازين القوي بحيث أصبحت إسرائيل ترتع وتعربد وتعيث في الأرض فساداً وتستمرئ تهويد المزيد من الأرض العربية هنا وتقطيع أوصال أرض أخري هناك بالحواجز والجدران العازلة والمستوطنات.. بينما العرب نيام بلا حول ولا قوة، يستوي في ذلك عرب الماء وعرب النفط، وعرب »التسوية« وعرب »الممانعة«.
فعلي ماذا نتنابذ؟ وبماذا؟! »وكلنا في الهم شرق«.
فيا أيها الزملاء الأعزاء.. تعالوا نعود إلي وظيفتنا وإلي أصول مهنتنا فهذا خير ما يمكن أن نقدمه للمواطن العربي المسكين الذي تحاصره المشاكل والهموم من كل حدب وصوب، والذي لا تنقصه زيادة المواجع وجعاً جديداً بتبادل الاتهامات بين الإخوة الأعداء العرب بينما تحول إسرائيل قطاع غزة إلي محرقة لا تقل وحشية عن محارق النازية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا