سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:34
المحور:
الصحافة والاعلام
خبطتان فى الرأس ، بل فى القلب، تلقتهما الجماعة الصحفية المصرية، والعربية، حيث فقدت فى غضون أيام قلائل إثنين من فرسانها : صلاح الدين حافظ بالامس ثم كامل زهيري اليوم.
و مثلما كان صلاح الدين حافظ نقابيا عظيما، كان كامل زهيري نقيبا للنقباء بحق..ليس فقط لأنه هو الذى صاغ القانون الحالى لنقابة الصحفيين ، او الذى ترك بصماته على معظم ادبياتها و على معظم مواقفها المجيدة دفاعا عن حرية الصحافة، بل ايضا لانه كان فى مقدمة المدافعين عن بقاء النقابة ذاته ،عندما كان هذا البقاء مهددا بقوة حين حاول الرئيس الراحل انور السادات العصف بها و تحويلها الى "نادى" . و باءت هذة المحاولة بالفشل و خرجت الجماعة الصحفية منتصرة.
و بعد أن فشل تحالف الاستبداد و الفساد فى القضاء على "وجود" النقابة حاولوا اختراق هذة القلعة الحصينة و النيل منها عن طريق شعار خبيث هو "تطهير جدول نقابة الصحفيين"، فى تحرك ماكر للتخلص من الخصوم السياسيين . لكن كامل زهيري كان لهم بالمرصاد و رفع شعاره الخالد" عضوية النقابة مثلها مثل الجنسية لايمكن اسقاطها "
و ما من معركة تخص حرية الصحافة الا و كنت تجد كامل زهيرى فى صفوفها الأمامية ، حتى عندما اعتلت الصحة ووضع الزمن أحماله الثقيلة على كاهل االمحارب القديم . و كان مجرد رؤية كامل زهيري متكئا على عصاه و متحاملا على نفسه و متحديا كل الامراض و أحكام الشيخوخة ، التى هى اقسي من الاحكام العرفية ، كفيلا بأن يفجر حماس الشباب الصحفيين.
و مثلما كان صلاح الدين حافظ كاتبا محترما كان كامل زهيري سدا منيعا امام الافكار الانهزامية و العدمية و ظل حتى آخر نفس مدافعا صلبا عن الكرامة الوطنية و الاستقلال الوطنى و الامن القومى المصري و الكرامة العربية
ومثلما بدأ صلاح الدين حافظ حياته بكتابة الشعر و الاهتمام بالادب ، كان كامل زهيري كاتبا صحفيا من الطراز الرفيع ، و اديبا و شاعراً ، و فوق ذلك كله فنانا تشكيلياً يمسك القلم بيد و الفرشاة بيد أخرى يرسم لوحات بديعة حافلة بالاحساسيس المرهفة و المشاعر المدهشة .
باختصار .. الضربة التى تلقتها الجماعة الصحفية المصرية فى الايام القليلة الماضية تقصم الظهر حيث تفقد اثنين من فرسانها النبلاء الذين يمثلون ضمير المهنة و ضمير الامة فى وقت هى أحوج ماتكون فيه الى الفرسان الشجعان و الحكماء .
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟